الحرف العربي يتجاوب فيه الصوت والشكل تجاوبا غريبا أكد الدكتور حبيب مونسي من جامعة سيدي بلعباس أنّ الخط العربي يشكل ظاهرة شكلية من منظور البصريات التي تحاول أن تجعل للأشكال دلالتها المتميزة التي تضاف للمعنى الذي تحمله اللغة .وبهذا الوصف يرى أن الحرف العربي هو حرف يتجاوب فيه الصوت والشكل تجاوبا غريبا . شرح الدكتور مونسي هذه الفكرة أمس ببسكرة في مداخلة له ألقاها ضمن فعاليات تظاهرة الأيام الوطنية السادسة لفن الخط العربي المنظمة من قبل الجمعية الثقافية لمواهب الشباب بخنقة سيدي ناجي . وقال المحاضر أن اهتمام الدارسين بالبصري، صار أمرا جديدا في الدراسات السيميائية التي تتجاوز المنطوق من اللغة إلى الأشكال التي يمكن أن تتخذها الكلمات في النسق الكتابي الفني . غير أننا مثلما أضاف حينما ننظر إلى الحروف في اللغات وإلى أشكالها، نجد أن ما اختاره الواضع الأول لشكل الحرف لم يقم بذلك اعتباطا أو مصادفة تجعل الشكل فارغا من الدلالة . وهو ما يؤكد حسبه أن الحرف العربي حرف يتجاوب فيه الصوت والشكل تجاوبا غريبا يجعل الدارس يقف منه موقف المندهش أمام مقدار التناسق الحاصل بين المعطى الصوتي والشكلي في الحرف مستقلا قبل انضمامه إلى الكلمة . استدل الدكتور مونسي هنا بحرف الألف وهو أول حرف في الأبجدية ، مشيرا إلى أنه يكتب شاهقا شاخصا خطا مستقيما ، ثم يكون في أول الضمير الذي يدل على الذات الفاعلة في كلمة أنا . وهو – حرف الألف - لن يكون بهذا الشكل إلا إذا كان لهذا الشخوص دلالة تتصل بالذات ، بالإنسان الفاعل ، بالركيزة التي يقوم عليها كل بنيان ، بالسيد المطاع الذي يقود الفريق ويحرص على تماسكه. ويصل المحاضر في محاولته لاستنطاق شكل الحرف العربي سيميائيا ،ضمن مقاربة الشكل والدلالة في الخط العربي إلى التأكيد على أن المعاني التي شاء الخطاط الأول أن يدسها في شكل الحرف لن يجد لها أفضل من الاستقامة التي يجدها في الخط المنتصب والذي يعطي للحرف حدته ووضوحه في النهاية . بهذه الطريقة كما ختم مونسي محاضرته، يمكن التعرف على دلالات كثير من الحروف العربية في شكلها الأول، والذي تتفنن الكتابات في إخراجه عبر مسميات الخطوط في هيئات جمالية أخاذة . الجدير بالذكر أن تظاهرة الأيام الوطنية لفن الخط العربي تنظم هذه السنة في طبعتها السادسة وهي طبعة حروفية مثلما أوضح رئيس الجمعية المنظمة الخطاط يوسف بولعراس بمشاركة 15 خطاطا قدموا من 9 ولايات لعرض طيلة أيام التظاهرة ،حوالي 80 لوحة. كما يتضمن البرنامج ورشات تطبيقية لفائدة الخطاطين المشاركين بحضور زوار المعرض الذين سيحضرون أيضا عملية إنجاز جدارية حروفية جماعية .