صار فن الخط العربي جزءا لا يتجزأ من الحياة العادية والحياة الدينية للمسلم الصيني، إذ يجيد عدد غير قليل من العلماء المسلمين والأئمة الصينيين الخط العربي، وعمد الخطاطون الصينيون على تطويره وأبدعوا فنا جديدا، مثلما فعل الخطاط الصيني المسلم تشن كون المدعو محمد يوسف، وابتكر أداة كتابة لنفسه مصنوعة من القش، يغمسه في الحبر ويبدع به أعماله بأشكال وخطوط خاصة. كانت مناسبة احتضان تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة العربية للأسبوع الثقافي الصيني فرصة لاكتشاف موقع الإسلام وخصائصه في بلاد بعيدة، ذكرها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في حث المسلمين على طلب العلم ولو في الصين، ويشكل الخط العربي علامة مميزة للحضارة الإسلامية ومن خلال معرض لفن الخط العربي تعرفنا على الخطاط محمد يوسف. محمد يوسف تشن كون، خطاط صيني شاب ينتمي لقومية دونغشيانغ، درس القرآن الكريم في المسجد في طفولته، وأحب الخط العربي منذ ذلك الوقت، يعمل حاليا معلما بمعهد لانتشو للعلوم الإسلامية، وهو عضو بالرابطة الصينية للخطاطين الصينين وأمين عام رابطة الخطاطين بمقاطعة قانسو، ويعد من مشاهير خطاطي الصين. يواظب تشن كون على ممارسة الخط العربي ولهذا يحقق إنجازات رائعة، إن الصفة المشتركة والسمة الغالبة لأعمال تشن كون هي التناغم، إذ ترى فيها انسجاما بين الأسود والأبيض وبين الحروف الكثيفة والحروف المتناثرة وبين الخطوط العريضة والخطوط الضيقة. تجسد أعمال تشن كون قوة الخط العربي، وفي الأعمال الكبيرة بشكل خاص تتألق روعة تناغم التركيب، فضلا على ذلك يجيد تشن كون الأشكال المختلفة للخط العربي، ومنها الشكل الهندسي والشكل المعماري والشكل النباتي. بدأ تشن كون دراسته للخط العربي في ثمانينات القرن الماضي، واعتبر ذلك هدف حياته، في البداية درس خط النسخ والخط الصيني، ثم تعلم الخط الديواني، وقام بنسخ أعمال شيخ الخطاطين، المصري محمد سعد الحداد، ودرس خط الثلث والخط الفارسي ونسخ أعمال الفنان الخطاط هاشم محمد البغدادي. كما درس تشن كون أو محمد يوسف -كما يشاء أن يعرف باسمه العربي- الأنواع المختلفة للخط العربي واستفاد منها، ثم شكل أسلوبه الخاص في كتابة الخط العربي وصار من اللامعين في هذا المجال بالصين . ويدرك تشن كون جيدا أن الإسلام في اللغة العربية دين السلام والطاعة والتناغم، والدين الإسلامي يدعو إلى سلام العالم واستقرار المجتمع، وهذه الفكرة يعكسها فن الخط العربي، ويجسدها في أعماله. أقام معارض للخط العربي داخل الصين وخارجها، وحصل على لقب ''الخطاط الشاب الممتاز'' في مسابقة الخط لمنطقة شمال غربي الصين سنة ,1988 وفاز بجائزة ''الخطاط الجديد'' والجائزة الأولى ل''معرض المهارات العجيبة'' في ''الدورة الأولى لمعرض ثقافة القوميات الصينية'' التي أقيمت في متحف تاريخ الصين (المتحف الوطني الصيني الآن) سنة.1991 ثم حصل على جائزتين دوليتين في مسابقتين لفن الخط في باكستان وتركيا سنة 1993 وسنة .1994 وقد اقتنى متحف الفنون الإسلامية الماليزي 15 عمل خط عربي له، ويمكن أن تجد حاليا أعمال الخط العربي لتشن كون في أروقة مساجد شمال غربي الصين، وتوجد أعماله في مصر وتركيا وإيران والسعودية وباكستان وماليزيا...الخ. في كتابه ''فن الخط العربي''، الذي أصدرته دار نشر جامعة لانتشو في مايو سنة ,2006 يستعرض تشن كون تاريخ تطور الخط العربي، ويشرح خصائص وطرق التدرب على كتابة الحروف العربية والخطوط العربية المختلفة مثل النسخ والكوفي والديواني والثلث والفارسي...الخ، ويحلل مئات الأعمال المشهورة للخط العربي، هذا الكتاب العلمي الذي يشتمل على نظريات الخط العربي، يلخص فيه تشن كون تجاربه وخبرته التي كونها من بحثه وتدربه وممارسته للخط العربي. وفي سنة 2009 أصدر كتابه الثاني ''مجموعة أعمال الخط العربي لتشن كون''، عن دار نشر الرابطة الصينية للآداب والفنون. محمد يوسف في سطور ولد في أكتوبر ,1966 بمحافظة قومية دونغشيانغ الذاتية الحكم في مقاطعة قانسو. تخرج سنة 1989 في معهد لانتشو للعلوم الإسلامية بمقاطعة قانسو. درس في الجامعة الإسلامية بباكستان من سنة 1991 إلى سنة .1994 أصدر كتابه الأول ''فن الخط العربي'' سنة .2006 أصدر كتابه الثاني ''مجموعة أعمال الخط العربي لتشن كون'' سنة 2009