سعداني: مراجعة الدستور ستكون عميقة وستأخذ باقتراحات المعارضة الطابور الخامس في الصحافة والسياسة وراء حملة التشويه ضدي لأنني طالبت بإلغاء الحكم الموازي أكد أمس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني أن رئيس الجمهورية سيقوم بأجراء تعديلات عميقة للدستور التوافقي الذي تعهد بإقراره في غضون السنة الجارية وقال أن وجهة نظر الرئيس في الموضوع تتطابق مع الاقتراحات التي تقدم بها الآفلان، فيما نفى أن يكون قد اتفق مع الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون على حل البرلمان الحالي الذي يحظى فيه حزبه بالأغلبية. وفي ندوة صحفية نشطها في أعقاب مأدبة غذاء أقامها على شرف رجال الإعلام بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة والتعبير بفندق المونكادا في بن عكنون، بالعاصمة أكد سعداني بأن الدستور القادم الذي التزم الرئيس بوتفليقة بفتح ورشة تعديله خلال السنة الجارية " سيتضمن فوائد كثيرة لبناء دولة القانون والفصل بين السلطات وحماية الصحافيين كما سيعزز مكانة المعارضة " وأضاف " إننا موافقون على إعادة الحوار من جديد حول الدستور لأننا لا نرضى أن يكون تعديل الدستور مغلقا وأن يأتي كوثيقة ونصادق عليها "، داعيا إلى إعطاء الفرصة للمعارضة وللمجتمع المدني وللصحافة الوطنية لمناقشة الدستور وتقديم مقترحاتها لأنه يهم البلاد "، معربا عن يقينه بأن " رئيس الجمهورية لن يرفض أبدا الآراء الأفكار التي سيتم طرحها في هذا النقاش ". وفي رده عن سؤال للنصر حول ما يتردد عن ابرامه صفقة مع الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون للدفع نحو حل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مسبقة قبل الذهاب لتعديل الدستور، نفى الأمين العام للأفلان صحة ذلك وقال " نحن حزب أغلبية في البرلمان فكيف لي أن أتفاوض مع لويزة على حل هذه المؤسسة " وأضاف بأن الدعوة لحل البرلمان يجب أن تكون مبررة وان يقدم أصحابها حججا تقنع الصحافة والأحزاب وإقناع الحزب الذي يملك الأغلبية بجدوى ذلك " وقال " إن السياسة ليست فيها عفوية وحنون توجد في المعارضة ونحن في الموالاة وهي تريد أن تحل المجلس لكي تكسب عددا أكبر من النواب بسبب نزيف قد يكون قد حدث في كتلتها النيابية ". وبخصوص توقعاته حول التغييرات التي ستتم على حكومة سلال وما إذا كان قد استشير في هذا الشأن قال سعداني " لم تتم استشاراتي بعد حول هذا الموضوع" وقال إن حزب جبهة التحرير الوطني سوف يحرص على تشكيل طاقم حكومي قادر على تطبيق برنامجه وليس العكس." من جهة أخرى تحدث سعداني عن متاعبه مع بعض الجرائد ومع محيطه السياسي متهما من وصفهم ب " الطابور الخامس " في الصحافة وفي الأحزاب بالوقوف وراء الحملة التي شنت ضده مؤخرا وسعت إلى تشويه سمعته وقال " رغم أنه لم يسبق لي وأن رفعت أي شكوى بأي صحافي أو انتقدته فقد تعرضت مؤخرا لحملة مشوهة ومست حتى عرضي وعائلتي " واتهم إحدى اليوميات الوطنية المستقلة التي ذكر عنوانها وصحفية ذكرها بالاسم، بالوقوف وراء الحملة التي تستهدفه " مرجعا سبب هذه " الحملة المستمرة " ضده – كما قال إلى سنة 2007، عندما استضافته الصحيفة التي ذكرها في ركنها الثابت، وطالب عبر صفحاتها " بالتغيير " وقال " منذ سنة 2007 عندما كنت رئيسا للغرفة السفلى للبرلمان وأنا محل حملة تشويه وذنبي الوحيد أنني طالبت بالتغيير ومطالبتي بإلغاء الحكم الموازي". وفي ذات السياق قال سعداني " إن الطابور الخامس في السياسة يستهدف دائما السياسي المهني حتى لا يتركه في مكانه لأن هناك الكثير من الأشخاص في هذا الطابور ينتظرون المنصب المستهدف ونفس الشيء – يضيف - في الصحافة إذ هناك الطابور الخامس يعمل دائما على الإطاحة بالصحافي المهني وتعويضه بأفواج الخريجين الجدد ومنح أجورهم بواسطة آلية تشغيل الشباب ". وكان سعداني قد أعرب عن قناعته في كلمته الافتتاحية التي ألقاها قبل مأدبة الغذاء، عن إيمانه بأن " حرية الإعلام أداة أساسية لبناء دولة الحق والقانون " مضيفا أنه لا يتصور ديمقراطية خارج حرية الرأي والراي المخالف. وعاد سعداني في ندوته الصحفية التي نشطها بعد الظهيرة للتأكيد على معارضته لأي تضيق على العمل الصحفي أو وضع " ممهلات أمامه " ودعا الصحافيين إلى تنظيم أنفسهم في نقابة، تمثيلية، منتخبة، مطلبية وقوية للدفاع عن حقوقهم وحذر من السقوط في فخ تنظيم النقابات التي يسيرها أصحاب المصالح الذين أسماهم " أصحاب البدلات وربطات العنق الذين لا يهمهم سوى قضاء مصالحهم".