حزب العدالة والتنمية غير معني بالمشاورات حول الدستور التوافقي قال عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة و التنمية أمس أن حزبه ليس معنيا من ناحية مبدئية بالمشاورات التي دعا إليها الرئيس بوتفليقة، معتبرا أنها لن تكون مجدية، بسبب ما قال أنه سوابق للسلطة في تمييع القضايا الجوهرية و النقاشات السياسية و المطالب التي ترفعها المعارضة. جاب الله في لقاء بإطارات حزبه أمس بالمركز الثقافي رشيد قسنطيني بحي الدقسي أعلن أن اهتمام حزبه ينصب حاليا على «التحضير لإنجاح لقاء أحزاب و شخصيات وطنية حول مسار الانتقال الديمقراطي في الجزائر»، مضيفا أن الشخص الذي كلفه الرئيس بوتفليقة بإدارة المشاورات مع الطبقة السياسية للبحث في مسألة التعديل الدستوري له «سوابق» غير مشجعة في العمل السياسي، منتقدا ما وصفه بالقفز على الدستور في رئاسيات أفريل الماضي. عبد الله جاب الله قال أنه لا يحكم على النوايا من خلال موقفه برفض المشاركة في المشاورات التي كلف رئيس الجمهورية مدير الديوان برئاسة الجمهورية أحمد أويحيى القيام بها، و سرد في كلمة استهلت اللقاء الذي تواصل مغلقا، كيفيات فشل مشاورات سابقة للسلطة مع أحزاب المعارضة بداية بجلسات الحوار الوطني في عهد المجلس الأعلى للدولة و في أيام الرئيس السابق ليامين زروال و حتى مشاورات لجنة بن صالح حول الإصلاحات السياسية في العهدة الثالثة للرئيس بوتفليقة. و يرى جاب الله أن «من لم يحترم الدستور في جزئياته لا يمكنه أن يتجرأ للقيام بتعديل دستوري توافقي يعالج الاختلالات» المتعددة من حيث الفصل بين السلطات و تنظيم عمل المجتمع و الدولة و يضمن صيانة الحقوق و الحريات و توازن السلطات، مشيرا أن السلطة لا يمكنها أن تفعل ذلك و لو كانت حقا ترغب فيما تقول لفعلته قبل الآن. معرجا في سياق الحديث على ما قال أنه مناورات من قبل السلطة «للإلتفاف على مطالب المعارضة و شعاراتها التي يتم تبنيها من قبلها و إفراغها من محتواها» و تقديمها في نهاية الأمر على أنها مبادرات إيجابية من طرفها، و هو ما تم فعله بسياسة المصالحة الوطنية حسب تقديره. و يرى جاب الله أن مسائل «توازن السلطات و الصلاحيات في مؤسسات الدولة و فرض رقابة سياسية و مالية و إدارية و قضائية و دستورية على عمل السلطات العمومية أمر غير وارد الآن»، لأن ذلك يقود حسب قوله «الى تداول سلمي على السلطة بين الأحزاب و هو ما لا تفكر فيه النخبة في عالمنا العربي من الجزائر حتى مصر مرورا بتونس»، التي قال أن النخب الحاكمة فيها «أجبرت حركة النهضة الإسلامية على التخلي عن كل شيء»، مشيرا أنه لا يوافق قياداتها في تحليلاتهم التي برروا بها ما قبلوه من تنازلات. جاب الله قال أن حزب جبهة العدالة و التنمية يكرس جهده الآن للتكوين السياسي لإطاراته و أن العمل السياسي التشاوري مع بقية الأحزاب يمكن أن يسمح بعقد ندوة الانتقال الديمقراطي في الأسبوعين الأخيرين من شهر ماي الجاري.