بلغ حي الصفصاف بمدينة قسنطينة درجة متقدمة من التدهور، نتيجة عدم إدراجه ضمن مختلف برامج التحسين الحضري رغم وقوعه بالقرب من وسط المدينة ،فالزائر لهذا الحي يصطدم لمشهد الأوساخ و القمامة و الأعشاب الضارة المنتشرة في محيط العمارات والتي لا يمكن أن نفرق بينها وبين المساحات الخضراء. حي الصفصاف الذي يقع بمدخل مدينة قسنطينة الشرقي والمحاذي لمحطة المسافرين وملعب 17 جوان يعتبر نقطة سوداء تلفت انتباه من يزور قسنطينة حيث أن معالم التدهور بادية للعيان وتتجسد في حالة العمارات والصورة البائسة التي تبدو عليها باقي الفضاءات سيما المساحات الخضراء والأجزاء الفاصلة بين البنايات، حيث لاحظنا عند زيارتنا للمكان أن عملية رمي القمامة تتم بشكل عشوائي وحتى عبر النوافذ ما جعل المزابل تتشكل في كل شبر من الحي، فيما تدل حالة الاهتراء التي تبدو على العمارات ومختلف الأجزاء الخارجية على أن الصيانة منعدمة تماما ما يجعل الأسوار الخارجية معرضة للسقوط في أي وقت . كما أن شبكة الطرق أصبحت غير صالحة إلى درجة أن الطبقات السطحية للتعبيد لم يعد لها وجود مما جعل أصحاب سيارات الأجرة يرفضون الدخول للحي، الأرصفة أيضا لا يختلف وضعها عن الطرق فالحفر منتشرة بكثرة جراء مخلفات أشغال مختلف الشبكات، حسب ما ذكره السكان. سكان الحي عبروا عن استيائهم الشديد من الحالة التي آل إليها الحي والذي لم يعرف أي مشروع للتحسين الحضري منذ الاستقلال على خلاف باقي أحياء قسنطينة .كما اظهروا مخاوف صحية على أبنائهم، إذ يعتبر محيط العمارات المكان الوحيد المخصص للعب، أما جمعية الحي فتطرح مجموعة من المطالب أبرزها إعادة الاعتبار لشبكة الطرقات وإعادة تهيئة الأرصفة و الأسوار الخارجية. كما يشدد أعضاؤها على ضرورة تخصيص مساحات لعب خضراء للأطفال و استبدال الأعمدة الكهربائية القديمة التي أصبحت تشكل خطرا كبيرا عليهم ، وتقترح الجمعية رفع عدد أعوان النظافة المخصصين للحي لأن ما هو مسخر منهم غير كاف لتغطية احتياجات الحي الذي يتجاوز عدد سكانه 3000 نسمة . مندوب القطاع الحضري التوت ،نبيل بوصبع، أكد أن مشروع إصلاح الطريق قد سجل وأن الأشغال ستنطلق قبل نهاية الشهر الجاري، كما أن الأرصفة سيتم استبدالها في إطار مشروع برنامج مسجل على مستوى بلدية قسنطينة رصد له مبلغ 10 ملاييرسنتيم استفادت منه مجموعة من الأحياء من بينها حي الصفصاف. كما ذكر نفس المتحدث أنه تم تسجيل مشروع خاص بانجاز مساحة خضراء ترفيهية مخصصة للأطفال ستنطلق في القريب العاجل، أما عن أشغال مؤسسة سونلغاز فاعتبرها المسؤول ضرورية وتندرج في إطار المخطط الاستعجالي لتدعيم المحولات الكهربائية بالحي.