تحولت ساحة سوق حي الشهداء بولاية قسنطينة إلى موقف للسيارات، أمام انعدام أي نشاط تجاري بالسوق، إذ لم يتبق سوى تاجرين من أصل حوالي 70 تاجرا، تخلوا عن نشاطهم و هجروا السوق. و أصبحت ساحة السوق عبارة عن موقف حقيقي للسيارات يستغله سكان حي "مزيان" لركن سياراتهم، و كأن المكان مخصص لذلك، مستغلين حالة التسيب التي يعرفها السوق الجواري، الذي لم يعد يتواجد به سوى تاجرين اضطرا إلى عرض سلعهما في ساحة السوق، من أجل إيجاد بعض الإقبال، بالنظر إلى حالة الكساد التي دفعت حوالي 70 تاجرا إلى التخلي عن مربعاتهم و محلاتهم التي استفادوا منها قبل أربع سنوات، في إطار القضاء على التجارة الفوضوية. و أكد لنا أحد الباعة أنه بالرغم من تواجد بائعين فقط بالسوق، إلا أن الإقبال يبقى ضعيفا من المواطنين، الذين يفضلون، حسبه، السوق الفوضوي بحي بوذراع صالح الموجود على مقربة، و قد وقفنا على هذه الحالة خلال زيارتنا إلى السوق، حيث أن جميع المربعات سواء المخصصة لبيع الخضر أو المخصصة لبيع الأسماك مهجورة تماما، و المحلات أيضا مغلقة. السوق افتتحت في أوت 2010 وقد بدأت مشاكل منذ توزيع المربعات، بعد أن وجد المستفيدون مشاكل في ترويج سلعهم، بسبب النقص الشديد للمردودية، وعدم إقبال المواطنين على السوق الموجود في مكان معزول، كون أنه أكثر من 60 تاجرا مستفيدا من المربعات لم يرخص لهم إلا ببيع الخضر و الفواكه فقط، و طالب التجار السلطات بإيجاد حلول لهم، كالقضاء على الأسواق الموازية، و السماح لهم بتنويع النشاطات و توفير النقل، قبل أن تدفعهم حالة الكساد وما ترتب عنها من خسائر إلى التنازل عن مربعاتهم. بالمقابل عرف السوق الفوضوي لحي بوذراع صالح الذي يقع على بعد أمتار من سوق الشهداء توسعا وحركية أكبر أدت إلى تزايد الإقبال عليه، حيث يقصده المواطنون من عدة أحياء مجاورة، كما أن مستعملي الطريق الوطني رقم 05 من أكثر الفئات التي تقصد هذا السوق، رغم ما يخلفه ذلك من أثار سلبية، و تعطيل لحركة المرور بذات الطريق الذي يمر بمحاذاة السوق. و قد أكدت مصادرنا أن معظم التجار المستفيدين من مشروع السوق الجواري لحي الشهداء قد عادوا إلى ممارسة التجارة الفوضوية في سوق "البير" بسبب توقف نشاطهم لفترات طويلة ولما يشكله النشاط الموازي من منافسة دفعتهم إلى الالتحاق بالرصيف.