باعة وتجار يحتلون أرض مزيان ويطالبون بمشروع سوق قام أمس الباعة المتجولون و بعض المستفيدين من محلات سوق حي الشهداء بقسنطينة باحتلال أرض مزيان بقسنطينة أين قاموا بعرض سلعهم مطالبين السلطات بإقامة مشروع سوق بنفس الموقع. المعنيون، و أغلبهم من الشباب شرعوا، بداية من أمس في وضع طاولات لعرض السلع وقاموا بتقسيم الأرضية إلى مربعات مع قيام آخرين بتنظيف جزء منها من الأوحال و الركام وتحديد معالم المربعات، في تحرك شارك فيه عدد معتبر من الشباب قدر البعض عددهم بمائتين، منهم تجار استفادوا من محلات سوق حي الشهداء، يشكون من الكساد وتلف السلع، فيما يضع آخرون أنفسهم ضمن خانة المقصيين ولا يطالبون بإعادة إدراجهم بل بالسماح لهم بالعودة إلى ممارسة النشاط ولو على الرصيف.وبرر الباعة ما قاموا به بأنه محاولة للفت انتباه السلطات العمومية لوضعيتهم التي يؤكدون بأنها أكثر من السيئة منذ إزالة سوق بوذراع صالح الفوضوي منذ أشهر، ويستغربون لجوء البلدية إلى ترميم سوق حي الشهداء، رغم أن التجربة، حسبهم، قد أظهرت عدم صلاحية الموقع لممارسة النشاط التجاري، مصرين على أن الحل لا يمكنه أن يكون خارج المكان القديم للمشروع الأول أي أرض مزيان وهي نقطة إستراتجية برأيهم ولا تؤثر على حركة المرور.وإذا كان بعض تجار سوق حي الشهداء قد التحقوا بالباعة وفضلوا البيع على الأرصفة فإن ما تبقى من التجار بهذه السوق قرروا بداية من اليوم التوقف عن جلب السلع والدخول في إضراب مع غلق المرفق، بعد أن سجلوا خسائر وصفوها بالمعتبرة، لأسباب يرون أن لها علاقة بموقع السوق وضعف الحركية به، حيث قال لنا من تحدثنا إليهم أنهم يرمون يوميا الأطنان من الخضر والفواكه وأنهم خفضوا الأسعار لرفع الإقبال مما عاد عليهم بالخسارة، ناهيك عن المشاكل المتعلقة بالنظافة والحراسة.وقد شهد حي بوذراع صالح حركة غير عادية أمس بعد أن رحب السكان بفكرة العودة إلى عرض السلع و تابعوا عن قرب عملية عودة التجارة الفوضوية بحيهم مرة ثانية بعد مرور أشهر على إزالتها، حيث صرح ممثلون عنهم أن حي بوذراع صالح كبير وبحاجة إلى سوق لا يمكن أن تنجز خارجه.مدينة قسنطينة تعرف منذ حوالي أسبوع عودة لمظاهر الفوضى التجارية خاصة بشارع ديدوش مراد الذي اكتظ بالباعة و أصبح عبوره مشقة يومية يتكبدها المواطنون والسكان وكذلك التجار، فما كان يعرف ببؤرة التجارة الفوضوية عرف منذ ما يزيد عن السنتين تراجعا لمثل هذه المظاهر، بعد تكثيف التدخل الأمني، لكن ما يحصل هذه الأيام يذكر السكان بجحيم التسعينيات، نفس الشيء نجده بمنحدر المنية الشديد الخطورة .