الولجة .. قرية محاطة بالكنوز وسكانها يفتقرون لأدنى مرافق الحياة يعيش قرابة 8000نسمة بقرية الولجة بلدية أولاد عطية بأعالي جبال القل غرب ولاية سكيكدة حياة البؤس والحرمان المتواصل في غياب أدني شروط الحياة العصرية من تدهور الطريق وتدني الخدمات الصحية وغيرها من المتطلبات في ظل الإهمال واللامبالاة من قبل المجالس المنتخبة المتعاقبة بالرغم من طبيعة المنطقة ذات الموقع السياحي المتميز بجبال خضراء وأودية رقراقة وبحر يلطف الأجواء بنسماته العليلة ويفتح معها المجال واسعا للاستثمار السياحي في وجود شاطئ الداموس وكذا في مجال الغابات في وجود أشجار الفلين والزان والصنوبر البحري وغيرها ..كل ذلك لم يشفع لسكان الولجة في إخراجهم من التخلف ودفعهم الوضع القائم إلى قيامهم منذ أسبوعين بحركة احتجاجية للفت أنظار المسؤولين إلى واقعهم المزري من خلال غلقهم مقر البلدية والدائرة ،أين كشفوا لنا أثناء تنقلنا إلى القرية عن جملة من النقائص التي طالبوا بتدارك الاستعجالية منها في مقدمتها الطريق الرابط بين القرية والطريق الولائي رقم 132 على مسافة 8 كلم الذي يعرف تدهورا كبيرا و انجراف أجزاء كبيرة من حوافه بنقاط كثيرة أصبحت تشكل نقاط سوداء تهدده بالشلل وبعزل القرية وتضع مستعمليه أمام حوادث وشيكة. وحسب حديث ممثلين عن السكان أنهم سبق لهم التقدم بالعديد من الشكاوى والمراسلات إلى كافة السلطات المحلية والولائية والمركزية تأسفوا فيها عن وضع الطريق رغم انه خصص له مشروع سنة 2007 لكن حسبهم سوء الانجاز جعل الطريق لا يصمد أمام أول فصل الأمطار وسرعان ما تدهور بعد 3 أشهر فقط واستمرت المعاناة اليومية على مدار عدة سنوات خاصة وأن الطريق المذكور هو المعبر الوحيد لأكثر من 8000نسمة وتستعمله أزيد من 150 مركبة يوميا منها حافلات وشاحنات ،وذكر ممثلو السكان أن عملية الحفر لإنجاز شبكة مياه الشرب على مستوى قرية أزاقور زادت من تدهور الطريق وهو ما ألحق أضرارا كبيرة لأصحاب السيارات وحافلات النقل المدرسي التي تنقل لأكثر من 200 تلميذ للتمدرس بمؤسسات عاصمة الدائرة أولاد عطية، وكشف ممثل السكان عن عدم اهتمام المسؤولين بواقعهم المعيشي وذكر أن مصالح الري قامت بانجاز حنفية لضبط المياه بوسط الطريق وفي منعرج أصبح يهدد أصحاب السيارات والمركبات وسبق وأن كان وراء العديد من حوادث الاصطدام، ويطالب السكان اليوم بإعادة إنجاز الطريق وتعبيد الطرق الفرعية داخل قرية الولجة وإنجاز المجاري الجانبية للطريق لحمايته. ومعاناة سكان الولجة متعددة الأوجه في غياب الإنارة العمومية ووجود عدد معتبر دون توصيلات من شبكة الكهرباء يجعلهم يسبحون في الظلام وعرضة لتنامي ظواهر السطو والإجرام ، كما يشتكي السكان من ضعف الخدمات الصحية بالرغم من وجود قاعة علاج بها سكن وظيفي وكانت في فترة سنوات السبعينيات والثمانيات بها تجهيزات طبية هامة لكن اليوم أصحبت خاوية على عروشها في وجود ممرض في إطار عقود ما قبل التشغيل، أين يعمل ساعات معدودات في اليوم يجبر المريض التنقل إلى عاصمة الدائرة أولاد عطية من أجل أخذ حقنة دواء، فيما يضطر البعض إلى الاستعانة بمن له خبرة ولو بسيطة من أجل أخذ الحقن داخل مساكنهم لاسيما بالنسبة لكبار السن الذين لا يتحملون متاعب التنقل، ومعاناة السكان مع خدمات البريد كبيرة بسبب تواجد مركز البريد مغلقا منذ بداية سنوات التسعينيات من القرن الماضي وحول إلى مقر الحرس البلدي ورغم إخلائه ،إلا أنه لم يتم إعادة فتحه وهو ما جعل رسائل السكان مبعثرة في المقاهي والمحلات التجارية و في كثير من الأحيان يتم ضياع رسائل مهمة وضياع معها مواعيد للمشاركة في الامتحانات أو اهتمامات أخرى متنوعة ، كما كشفت أحاديث السكان عن وجود الجسر القديم للقرية والذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية على حافة السقوط والإنهيار بسبب تآكل أجزء منه وباعتباره يتوسط القرية فإنه يهدد بشل حركة التنقل بين الضفتين في حالة السقوط، وفي هذا الصدد يطالب السكان بترميم الجسر القديم وإنجاز جسرين آخرين من أجل تسهيل حركة تنقل الأشخاص بين ضفتي الوادي بمناطق متفرقة، هذه المطالب وغيرها من الاهتمامات رفعها السكان عبر الشكاوى العديدة التي تقدموا بها إلى كافة السلطات كما رفعوها أثناء قيامهم بالحركة الاحتجاجية ويأملون في تجسيد تلك المطالب لاسيما منها الاستعجالية في أقرب الآجال. ومن جهته كشف عضو بالمجلس الشعبي لبلدية أولاد عطية عن قيام السلطات الدائرية رفقة المصالح التقنية التي وقفت على الواقع المزري الذي يعيشه سكان قرية الولجة وأعطى رئيس دائرة القل بالنيابة عن رئيس دائرة أولاد عطية الموجود في عطلة أوامر للبلدية من أجل الإسراع في تحقيق بعض مطالب السكان الاستعجالية في انتظار تسجيل مشروع جديد لإصلاح الطريق وفتح مركز البريد خاصة وأن البلدية سبق وأن قامت بترميمه ويبقى فقط التنسيق مع مديرية البريد بالولاية من أجل فتح وتحسين الخدمات الصحية لإنهاء مشكل تنقل المرضى إلى أولاد عطية.