شان كوتي ينتقد"الأفامي"في سهرة بعبق "الآفروبيت" شهدت السهرة ما قبل الأخيرة لديما جاز أول أمس الخميس، عودة النغمة الثائرة، في ثوب التوليفة الفنية السياسية، بتوقيع نجل مبدع الأفروبيت "فيلا آنيكولابو كوتي"، النيجيري شان كوتي، الذي جمع بين سحر الموسيقى و عمق الكلمة في لوحة فنية شارك في رسمها 12عازفا بتشكيلته"إيجيبت 80". السهرة السادسة للطبعة الثانية عشر للمهرجان الدولي ديماجاز، حملت ألوان الموسيقى الإفريقية و الكرييولية المستوحاة من جزر الأنتيل، غوادلوب، موريس و التي اشتركت جميعها في النغمة المثيرة لحماس الجمهور الذي احتشدت به الخيمة العملاقة بمسرح الهواء الطلق محمد وشن، حيث نجحت كل من تشكيلة سوني تروب الرباعية و مجموعة شان كوتي و إيجيبت 80 في إمتاع الحضور الذي رقص بعضهم تفاعلا مع الأنغام الصاخبة، فيما فضل البعض الآخر الاستمتاع بجماليات عروض جوق شان كوتي التي احتكرت الآلات النحاسية و الإيقاعية أكبر حيّز فيها لأكثر من ساعة من الزمن.عرض شان كوتي، كان مميّزا أيضا بالرسائل التي تضمنتها تصريحاته على المنصة و هو يتحدث عن المشاكل الاقتصادية و انتقاده لصندوق الدعم الدولي و الرأسمالية و التغيّرات التي طرأت على القارة الإفريقية التي يرى بأنها فقدت هويتها. عازف الساكسوفون و المغني شان كوتي اختار تقديم بعض أغاني ألبومه الأخير "طريق طويل إلى البداية" المفعم بتأثيرات طابع الأفروبيت التي هي في الأصل مزيج بين ألوان الجاز، البلوز، الهاي لايف..و الموسيقى الإفريقية التقليدية المتنوّعة التي قال وريث مبدع الآفروبيت بأنه متمسك بها لأنها جزء من هويته. الجمهور تجاوب أيضا مع أغنية "بلاك وومن"التي عبّر من خلالها عن أمنيته في رؤية الجمال الإفريقي و عودة الأصالة، كما تخللها تعليقات ساخرة، لجأ إليها نجم السهرة، لإضفاء نوع من الطرافة على العروض التي حملت في مجملها رسائلا للشباب "هاي كونشيوسنس" لأجل التمسك بالهوية و إعادة بعث الأصالة الإفريقية.الفنان أعرب على هامش السهرة الفنية عن التزامه بقضايا الأمة و الوحدة الإفريقية بنقل آلام شعوبها و معاناتهم، تحدث بلغة المهتم بالقضايا السياسية و الاقتصادية بأن الأجيال الجديدة بإفريقيا تهتم أكثر فأكثر بالسياسة و تريد المشاركة في تحديد مصيرها، إشارة إلى رفض السياسات الراهنة المشجعة للرأسمالية"رأينا الكثير من المشاريع الاستثمارية بإفريقيا لفائدة الأجانب دون أن تستفيد الشعوب". و أردف مستغربا "لماذا لا يراقب صندوق الدعم الدولي ميزانية الرئيس الخيالية المخصصة للطعام فقط و التي تقدر ب 20ألف دولار يوميا". و رفض تصنيف نفسه ضمن الجناح اليميني أو اليساري، قائلا أنه يفضل التحرّك وفق ما تقتضيه الظروف.و أكد الفنان بأن السياسة و الموسيقى بالنسبة إليه واحد، لأن الثانية تفضح و تنقل معاناة الفئات المضطهدة، معقبا بأن انتعاش القارة الإفريقية مرهون بوحدة شعوبها.الجزء الأول من السهرة السادسة، حمل الجمهور في جولة نغمية عبر جزر الأنتيل ببصمات التشكيلة الرباعية التي اعتمد عناصرها أيضا على سحر الإيقاع، حيث قدموا أشهر معزوفاتهم" كي كوتي"، "ياسترداي" و "جينيريك" المنتقاة من ألبومهم الموسوم"أحلام و أسفار"المفعم بروح موسيقى الغوادلوب، المستلهمة هي الأخرى من تأثيرات نجوم الجاز و الريغي. السهرة الخامسة هي الأخرى عرفت تنوعا موسيقيا أبدعت تشكيلتي هارفي سامب الذي تعوّد عليه جمهور ديماجاز لمشاركته في عدة طبعات ك"عازف مرافق سايدمان" تارة و رئيس تشكيلة تارة أخرى، تماما مثل عازف الباتري المتميّز باكو سيري الذي رافق تشكيلة "دي سانجيكايت".