الإعدام للمتهمين بقتل القابض البريدي بالخروب أدانت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة أمس الشابين "ب ل" المدعو "طوطو" 24 سنة و "ي-ا" 29 سنة بعقوبة الإعدام بتهمة تكوين جمعية أشرار و السرقة المقترنة بظروف الليل و العنف و التعدد و القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد في حق قابض بريد بحي 900 مسكن بالخروب بقسنطينة. و قد أيدت هيئة المحكمة التماس ممثل الحق العام في حق الشابين الذين سرقا ما يقارب 900 مليون سنتيم من هذا المركز قبل أن يلتمس الدفاع استبعاد توفر شرطي الإصرار و الترصد في قتل الضحية المدعو "ب- ر" في العقد الثاني من العمر.قضية القابض الشهيرة التي تم اكتشافها صبيحة 15 ديسمبر من العام الفارط عندما توجهت موظفتي المركز للعمل ووجدتا المركز مغلقا و هاتف الضحية مغلقا اتصلتا بقابض بريد آخر حضر على الفور وتفقد المكان قبل أن يتمكن من الدخول إلى فناء السكن الوظيفي التابع للمركز الذي يشغله الضحية فشاهد جثة هذه الأخيرة مرمية بالقرب من النافذة.و قد عثر أعوان الأمن على الجثة بعد أن قاموا بكسر الباب الرئيسية، حيث وجدوها مرمية على الأرض في غرفة النوم و رأسها ملفوفة بثلاثة أكياس بلاستيكية شدت بإحكام على الرقبة بواسطة شريط لاصق.التحريات الأولية لمصالح الشرطة و التي كانت انطلاقا من المكالمات الهاتفية الواردة لهاتف الضحية قبل ويوم وقوع الجريمة ،كشفت عن مجموعة اتصالات كان من بينها اتصال من المتهم "ي- أ" المقيم بالمدينة الجديدة علي منجلي و الذي نفى أثناء توقيفه علاقته بالشريحة بحجة أن هاتفه ضاع منه قبل حوالي شهرين، وبعد التحري حول الرقم الثاني تبين أنه للمتهم الآخر الذي كانت تربطه بالضحية علاقة صداقة و جوار قديمة حيث كان ينوي خطبة عمته.أما عن كيفية التخطيط للجريمة و حسب ما وصفه المتهمان بدقة متناهية، فإنهما خططا لقتل الضحية و أخذ كافة المبالغ المالية الموجود في خزانة المكتب البريدي بعد تراجعهما عن العملية في أول مرة قبل أزيد من شهر من الحادثة، عندما قاما بدس منوم في طعام الضحية الذي كان رفقة شخص آخر، غير أنهما لم يقوما بالسرقة بسبب ضعف المبلغ الذي كان في الخزانة.المتهم "ب ل" أكد بأنه كان كثير التردد على الضحية في مكتبه و عرف بأن نظام الإغلاق السري للخزنة معطل و تأكد بأنها لا تغلق إلا بواسطة المفتاح، كما أنه قرر القيام بالمهمة فور التأكد من تزويد القابض للمكتب البريدي بمبلغ مليار سنتيم، عندها اتصل به ليلة الواقعة و أخبره بأنه أحضر معه صديقه لقضاء بعض الوقت رفقته.و في الوقت الذي توجه فيه الضحية للصلاة استغل الفاعلان الفرصة و أحضرا مطفأة النار من المطبخ و قام المدعو "ي ا" بضربه بها على مستوى الرأس، عندها سقط الضحية الذي كان ساجدا و قام بركله قبل أن يصيبه بالضربة الثانية التي كانت القاتلة حسب الطب الشرعي الذي أكد بأنها سبب الوفاة لكونها هشمت الرأس و أصابت الجمجمة بكسر مسببة نزيفا حادا و ردود بالمخ و المخيخ.الجانيان و بعد التأكد من وفاة القابض الذي قاما بتكبيل يديه و رجليه بالشريط اللاصق و لفه في بطانية، دخلا إلى المكتب و استوليا على كل المال الموجود بالخزانة الحديدية و المقدر بأزيد من 837 مليون سنتيم، إضافة إلى هاتفي الضحية النقالين الذين قاما بكسرهما و رميهما مع مفاتيح الخزنة، و توجها إلى منزل المتهم "ي،ا" أين أخفيا المال بخزانة عدادات الماء و الغاز بالعمارة.و في اليوم الموالي قام المتهمان حسب ما أكداه أمام هيئة المحكمة بنقل المال إلى مسكن المدعو "ب،ن" بحي زواغي سليمان أين أخذا مبلغ 600 مليون سنتيم و تركا الباقي داخل حقائب بمنزل هذا الشخص الذي أنكر علاقته بالجريمة، و هو ما أكده المتهم "ي ا" الذي كان يحرس مسكنه أثناء تواجده خارج الوطن.يذكر أنه تم تأجيل الفصل في هذه القضية في الدورة الجنائية الماضية بطلب من محاميا الدفاع بسبب الحالة النفسية السيئة للمتهمين.