فتح تحقيق بشأن اللجان الطبية التي زورت دفاتر الحجاج كشف عبد القادر قنار رئيس البعثة الطبية للحج أمس، عن التحضير لرفع توصيات لوزير الصحة عبد المالك بوضياف، لإعادة النظر في قائمة الأمراض التي تمنع أصحابها من أداء الحج، من خلال إضافة حالات جديدة، فضلا عن فتح تحقيق بشأن اللجان الطبية التي رخصت لحوامل ومجانين ومرضى بأداء هذا الركن. ووصف قنار المتواجد حاليا بالمملكة العربية السعودية في اتصال مع النصر، مهمة البعثة الطبية لهذا الموسم بالصعبة نوعا ما، بسبب الحالات العديدة التي تابعتها، واضطرارها لتوفير الرقابة الطبية المستمرة لبعض المرضى المصابين بأمراض نفسية، الذين حالت وضعيتهم دون أداء المناسك، قائلا بأن عددهم بلغ 10 أشخاص يعانون من متاعب نفسية، تم التكفل بهم على مستوى المراكز الاستشفائية التي وضعت خصيصا لفائدة الحجاج الجزائريين، وقال قنار بأن البعثة الطبية احتفظت بعدد من الدفاتر الصحية، التي حملت معلومات مغلوطة بشأن الوضع الصحي لأصحابها، في حين ظلت دفاتر أخرى عبارة عن صفحات فارغة لا تحمل أي معطيات تذكر، من بينها دفتر خاص بسيدة حامل، وذلك بغرض فتح تحقيق مع اللجان الطبية التي عاينت هؤلاء الحجاج، ورخصت لهم بالسفر إلى البقاع المقدسة لأداء المناسك. وبلغ عدد النساء الحوامل هذا الموسم ثلاث حالات، إحداهن كانت في الشهر الأخير من الحمل، في حين تم تسجيل حالة واحدة تعاني من العجز الكلوي، أجبرت البعثة الطبية على نقلها ثلاث مرات أسبوعيا عن طريق سيارة الإسعاف لإخضاعها لعملية تصفية الدم، وبلغ العدد الإجمالي للحجاج الذين يعانون من أمراض نفسية 64 حالة، تم ترحيل 19 منهم، وهو عدد مرتفع مقارنة بالمواسم الماضية، وقد أثارت هذه الحصيلة قلق رئيس البعثة الطبية، الذي انتقد بشدة العائلات التي تسمح لذويها ممن يعانون من تلك الصعوبات بأداء المناسك، محملا جزء آخر من المسؤولية أيضا للجان الطبية التي ستكون محل تحقيق بعد انتهاء الموسم بصفة رسمية، وسيكون ذلك يوم 30 أكتوبر الجاري، علما أن البعثة الطبية اضطرت إلى اصطحاب 10 مرضى نفسانيين إلى المناسك لاستحالة تركهم بمفردهم في العيادات المركزية، كما خصصت أسرة دائمة لهم بالمستشفيات المركزية وتوفير المتابعة المستمرة لهم، وذلك على حساب باقي الحجاج الذين يقصدون يوميا تلك المراكز للتداوي، ولتلقي العلاج اللازم. و وفق آخر حصيلة لها، قامت البعثة الطبية ب 36.303 فحص طبي، إلى جانب أكثر من 10 آلاف عمليات تمريض كوضع الحقن والجبس وغيرها، وتم تحويل 86 حالة مستعصية إلى المستشفيات السعودية، وبقيت لحد الآن حالتان في العناية المركزية. أما على مستوى العيادات المركزية بمكة المكرمة، فقد تمت معاينة 209 حالة، و73 حالة بالمدينة، وبلغ العدد الإجمالي للوفيات 28 حالة، لأسباب تعود في معظمها إلى التعب والتقدم في السن وكذا الإصابة بأمراض مزمنة. و بحسب الدكتور قنار، فإن أكثر ما يهم البعثة الطبية، هو ضمان التكفل الحسن بالحجاج الجزائريين، لذلك فهي ستعمل فور عودتها من البقاع إلى إعداد جملة من التوصيات، سترفعها إلى وزير الصحة، ومن بين ما ستتضمنه مراجعة القرار الوزاري الذي يحدد الأمراض التي تمنع المصابين بها من أداء الحج، فضلا عن فرض رقابة صارمة على الحجاج في المواسم المقبلة، بغرض تخفيف العبء على البعثة الطبية، وكذا على المستشفيات السعودية التي تضطر هي الأخرى كل موسم للتكفل بالكثير من الحالات المستعصية، وهو ما يزعج ديوان الحج، الذي يرفض أن يعطى الانطباع عن الحجاج الجزائريين بأنهم يقصدون السعودية للتداوي.