موسيقى المالوف العصري دخيلة على التراث القسنطيني اعتبر العازف على آله العود في الجوق الجهوي للموسيقى الأندلسية ،حسين ميقراروش، بأن النغمات التي تعزف ضمن ما يعرف بطابع المالوف العصري هي موسيقى دخيلة على التراث القسنطيني، هذا الأخير الذي يستمد قوته ورزانته من البيئة التي نشأ فيها، ألا وهي البيئة الأندلسية التي تتميز بإتيكيت خاص بها ومميز لها، و الذي انعكس على ريتم الأغنية ونوعية موسيقاها. في حديثه عن اختياره آلة العود للعزف بها ضمن الجوق الجهوي، اعتبر العازف الشاب ،بأن هذه الآلة هي التي أسست للموسيقى الأندلسية، فهي ، حسبه، الآلة الرئيسية المصاحبة للغناء، ولا يمكن الاستغناء عنها، كما هو الحال في موسيقى المالوف، وهي أول آلة استطاعت أن تدخل للزجل. في حديثه عن إحساسه أثناء العزف على آلة العود ،بين محدثنا بأنه يشعر وكأنه فقد إنسانا عزيزا عليه ، و يلتقي به أثناء عملية العزف، مضيفا بأنه يعتبر العزف على العود أحسن طريقة للتعبير، خاصة و أنه استمع لعزف شيوخ كبار على غرار زواوي الفرقاني ، شارحا في سياق حديثه، بأن ميوله للعزف بدأت منذ كان صغيرا في السن، اذ اعتاد على سماع نوبات المالوف في منزله، خاصة وأن الأم كانت منخرطة في جمعية الانشراح الفنية. وأردف العازف بأن العزف بشكل عام تطور ،خاصة مع دخول الآلات الكهربائية على غرار العود الإلكتروني، مما هدد جوهر الموسيقى التراثية في ما يتعلق بنوعية النغمة ، مضيفا في سياق حديثه، بأن للتراث روحا يجب المحافظة عليها، وذلك بالابتعاد عن أمواج التحديث و العصرنة. ابن مدينة قسنطينة ،أكد بأن النغمة الموسيقية هي لغة عصر مضى ،تحمل أحزانه وأشجانه،داعيا في الوقت ذاته إلى دراسة العزف الموسيقي الأندلسي في سياقه التاريخي ،خاصة وأن كل نوبة أو نغمة في موسيقى المالوف ارتبطت بقصة أسطورية و ملحمية، وهو ما عبر عنه بقوله: " العزف الموسيقي هو جزء من ذاكرة هذا الشعب". الجدير بالذكر أن الفنان حسين ميقراروش النشط في الساحة الفنية المحلية، درس الموسيقى على يد أحد أعمدة عازفي العود في قسنطينة محمد شريف رقيق المدعو الشيخ باجين، و نشط في جمعيات عديدة لموسيقى المالوف على غرار جمعية فنون قسنطينة،و يعزف على آلة العود في العديد من الفرق الفنية، التابعة لفنانين معروفين في قسنطينة،حيث عزف ضمن فرقة رشيد سقني و فرقة كمال بودا في كل من الطبعة الثامنة للمهرجان الوطني للمالوف الذي أقيم بقصر أحمد باي، و المهرجان الدولي للمالوف الذي أقيم مؤخرا في بلدية الخروب في طبعته الثامنة كما أنه عضو في الجوق الجهوي للموسيقى الأندلسية الذي يترأسه سمير بوكريديرة.