صالون الجزائر الدولي للكتاب يشق الطريق نحو الاحترافية تحول الصالون الدولي للكتاب بالجزائر في طبعته ال 19، منذ أن فتح أبوابه للجمهور، الخميس الفارط في قصر المعارض›› سافيكس " بالصنوبر البحري، شرقي العاصمة، إلى أكبر حدث ثقافي في البلاد، وتربع على دائرة اهتمام المثقفين والأدباء والمبدعين والمفكرين والباحثين والدارسين والطلبة الجامعيين وحتى تلاميذ مختلف الأطوار والمتمهّنين والشغوفين بالمطالعة، فضلا عن الشغوفين بلقاء الكتاب وحضور النشاطات الثقافية التي تنظم على الهامش، ليتحول بذلك إلى محجّ تتدفق عليه حشود بشرية تنتمي لمختلف الفئات والشرائح الاجتماعية، من العاصمة ومن سائر ولايات الوطن. وقد كان هذا الإقبال النوعي والقياسي على أجنحة الصالون الذي يشارك فيه ناشرون وموزعون من 43 دولة عربية وأجنبية بواقع ما لا يقل عن 200 ألف عنوان، محل ثناء من قبل العارضين الذين تحدثنا إليهم، من جزائريين أو العرب أو أجانب الذين أجمعوا على أن معرض الجزائر الدولي للكتاب يظل من أهم صالونات الكتاب في الوطن العربي، سواء من حيث حجم الإقبال عليه وسقف المبيعات ما جعل مردوديته تعتبر الأعلى مقارنة من الصالونات العربية الأخرى باعتراف الكثير من الناشرين. كما أن هذا الصالون حسب كتاب وأكاديميين بدأ يتوجه تدريجيا نحو الاحترافية بعد أن استطاعت المحافظة التي تشرف عليه – حسب بعض انطباعات الكتاب والمثقفين - إلى تجاوز الكثير من أخطاء الطبعات الماضية وبعض سلبياتها ولعل من الملاحظات المسجلة في هذا الصالون هو ابتعاد الكثير من الناشرين عن نشر الكتاب الإيديولوجي، والكتاب الديني السطحي والكتب التجارية، وانتقل نحو الكتب العقلانية التنويرية وهذا ما يحتاجه القارئ الجزائري، وهو ما يعد حسب البعد " رد فعل إيجابي للانتقادات التي وجهت في الطبعات السابقة لشكل ومضمون التظاهرة، سيما وأن الكثير من الناشرين والموزعين المشارقة وحتى المحليين كانوا ينظرون إلى معرض الجزائر على أساس أنه سوقا لبيع الكتب أكثر منه لعرض الجديد، فلوحظ وقتذاك فقدان الكتب النفيسة الهادفة نوعا ما مقارنة بالنوع الشبيه بالوجبات السريعة، عندما كانت أجنحة بكاملها تستعرض كتب وصفات الطبخ والسلاسل التعليمية الداعمة لمنهاج وزارة التربية والتعليم. أما في الطبعة الحالية فلوحظ " تحولا وتحسنا كبيرين، فالكتاب اللامعون حاضرون بقوة هم وكتبهم، والبرنامج الثقافي الموازي للمعرض أيضا ثري وجاد إلى مستوى بعيد. وفي هذا السياق يقول محافظ الصالون الدولي للكتاب حمودي سعودي، في تصريح للنصر بأن " الجديد والمهم في طبعة هذا العام من الصالون الدولي للكتاب، هو أنه يصادف الذكرى ال 60 لانطلاق الثورة التحريرية وأنه قد صدرت تعليمات لإدارته توصي بضرورة الحرص على أن يكون التنظيم أحسن من الطبعات السابقة، وأن تكون دورة هذه السنة مميزة. وأضاف المتحدث بأنه والطاقم القائم على التنظيم قد حرص أن يكون التنظيم محكما وجيد، وأنه قد تم في هذا الإطار، تخصيص جناح واحد لكتاب الطفل لتسهيل الأمر على العائلات التي ترافق أبناءها حتى لا تتوه في التنقل بين الأجنحة، فيما تم تجميع كل البلدان ال 43 المشاركة، بما فيها الجزائر في الجناح المركزي. وما يميز الطبعة ال 19 من الصالون – يضيف المتحدث هو تخصيص قاعة واحدة للمحاضرات في الجناح المركزي بكل مستلزماتها، على خلاف السنة الماضية التي شهدت فتح ثلاث قاعات، تحتضن ثلاث نشاطات في نفس الوقت وهو ما يجعل المهتمين يضيّعون متابعة نشاطات ما، كما تم الحرص على برمجة نشاطات يومية فضلا على برمجة الأفلام الروائية في قاعة علي معاشي. وبحسب السيد سعودي فقد التزم الناشرون هذه السنة بإعطاء الأولوية للإصدارات الجديدة سواء في مجال القصة أو الرواية أو بالنسبة أيضا الكتاب العلمي أو الكتاب الجامعي، كما التزموا بجلب أمهات الكتب من بينها الكتاب الديني النوعي والكتب القيمة الموجهة للأطفال "على غرار ما هو سائد في صالونات الكتاب العربية ". ع.أسابع ناشرون يتحدثون حسان بن نعمان مدير دار الأمة وضعنا الكتب الناريخية في الصدارة "مشاركة دار الأمة في مختلف طبعات هذا العرس الثقافي الكبير، مستمرة منذ سنة 1991 تاريخ تأسيس الدار، ونحن حريصون على أن تكون مشاركتنا كل عام بالجديد، مع اضطرارنا أحيانا لإعادة طبع بعض العناوين. وما يميز مشاركتنا هذه السنة هو أننا وضعنا في الصدارة، كتب خاصة بالثورة الجزائرية ومن بينها " الثورة الجزائرية في الشعر العربي " للدكتور أحمد سعدي بأجزائه الثلاثة، إلى جانب كتاب " جهاد الجزائر للدكتور "أحمد بن نعمان، وكذا كتاب ذو أهمية كبيرة وهو " الثورة التحريرية في السينما الجزائرية " للأستاذ مراد وزناجي، فضلا عن كتاب للأستاذ محمد أرزقي فراد يتضمن إضاءات حول تاريخ الجزائر " معالم وأعلام "، يتحدث فيه عن وقائع وعن أعلام كان لهم تأثيرهم في تاريخ الجزائر الحديثة. سميرة قبلي مديرة النشر بالمؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار "أناب" حرصنا على تقديم إصداراتنا في شكل أنيق وأدرجنا تخفيضات معتبرة " ككل سنة حرصنا خلال طبعة هذه السنة على تقديم مجموعة جديدة للقارئ تكون متنوعة، بين التاريخ بمناسبة ستينية الثورة، من خلال كتاب "بوالصوف " للشريف عبد الدايم و"مؤتمر الصومام" للهاشمي جيار و" عرائس بربروس " لنجود علي قلوجي و " كلمة والرصاصة " تأليف جماعي، فيما ركزنا في الوقت ذاته، على مذكرات الأمين بشيشي، الجزء الأول، وعلى إصدار مجموعة من الكتب الفاخرة مثل " المزاب" لجلالي ساري وجانب "تيفيناغ" لإسماعيل مطماطي، إلى جانب "بسكرة" لمحمد بحري. كما نشرنا دراسة حول " سرطان الثدي " لنبيل بن اشنهو وإصدار آخر حول " عمر بن قدور الجزائري " لعبد الحميد ساحل، وغيرها. من جهة أخرى حرصن على الاهتمام بجماليات الشكل حيث جاءت إصداراتنا "أنيقة " حتى نرضي القارئ، أما السعر فهو معقول مقارنة مع النوعية وقد أدرجنا تخفيضات. أحمد ماضي مدير دار الحكمة ورئيس النقابة الوطنية للناشرين يجب إعفاء الناشرين من الضريبة على القيمة المضافة " ما يميز طبعة هذه السنة من الصالون الدولي للكتاب، كونها واكبت الاحتفالات المخلدة للذكرى الستين لاندلاع الثورة التحريرية، لذلك عملنا على تقديم تصميم خاص لجناحنا بهذه المناسبة العزيزة على كل الجزائريين والجزائريات، كما أن حوالي 20 من إصداراتنا الجديدة البالغ عددها 55 إصدارا يتعلق بتاريخ الجزائر، وسنقوم في هذا الصدد بتكريم شخصيتين مهمتين في هذه الطبعة وهما الدكتور العربي زبيري مؤلف كتاب " تاريخ الجزائر " و المجاهد الرائد لخضر بورقعة مؤلف كتاب " شاهد على اغتيال الثورة"، بعد غد الخميس، وهو الكتاب الذي أعيد طبعه باعتباره يحتوي على أولى المذكرات التي صدرت في تاريخ الجزائر، إلى جانب كتب أخرى وروايات باللغة العربية. وقد اعتدنا في دار الحكمة على السعي إلى ترجمة كل رواية أو أي عمل باللغة العربية يكثر الطلب عليه، إلى اللغة الفرنسية، وفي هذا الصدد أعدنا طبع رواية الحبيب السايح " مذنبون " بعد نفاذها، وترجمتها إلى الفرنسية، شانها شأن رواية للدكتورة ربيعة جلطي وديوان شعر بوزيد حرز الله". وإذا كانت دار الحكمة تعرف بكونها تهتم بالإصدارات الأكاديمية الجامعية فإنها خصصت في 2014 عدة أعمال للأطفال، مستوحى من التراث الشعبي الجزائري وباللغتين العربية والفرنسية. وبخصوص ما يثار حول غلاء أسعار الكتب، فإننا سنبقى نطالب كنقابة إعفاء الناشرين من الضريبة على المادة الأولية المقدرة ب 17 + 5 بالمائة، رغم أن الدولة تدعم منذ سبع سنوات الكتاب. سمير داودي المدير الجهوي لديوان المطبوعات الجامعية نحرص على المشاركة كل سنة بمائة عنوان جديد " يشارك الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية في الصالون هذه السنة، بحوالي 1400 عنوان، في كل التخصصات الجامعية، وبمناسبة ستينية ثورة نوفمبر المجيدة خصصنا رواق لكتب التاريخ سيما تلك التي تتناول تاريخ ثورة التحرير، وكما هو معروف فإن للديوان فروع في أغلب أنحاء الوطن ولدينا مشروع لفتح نقطة بيع للديوان في ولاية تمنراست حتى نمكن الطالب من الحصول على الكتاب الجامعي الجزائري في أقصى النقاط الحدودية في جنوب البلاد، وهذا بالنسبة إلينا هدف استراتيجي. كما أن للديوان سياسة نشر تقوم على نشر 100 عنوان جديد سنويا وإعادة طبع 100 عنوان آخر، فيما ننوه إلى أنه لا توجد أسعار تنافسية تضاهي أسعار ديوان المطبوعات الجامعية، وهي أسعار جد مدروسة وجد معقولة تمكن الطالب من اقتناء العناوين التي يرغب فيها من منحته الدراسية". قلاب دبيح مصطفى مدير نشر دار الهدى سندخل ميدان النشر الإلكتروني قريبا " نحن الممثل الحصري حاليا لمؤسسة سعودية متخصصة في النشر الإلكتروني و التطبيقات الإلكترونية، سيما ما يتعلق بالكتاب الإلكتروني، وسنسوق قريبا تطبيق متطور، يمكن استعماله عن طريق الهواتف الذكية أو عن طريق اللوحات، كما يمكن استعماله أيضا عبر الواب من خلال جهاز الكمبيوتر المحمول " اللابطوب " أو من خلال الكمبيوتر المكتبي العادي، ويتمثل هذا التطبيق في متجر يحتوي على 50 ألف عنوان، في شتى المجالات وباللغة العربية والكتاب الأكاديمي الإنجليزي في مرحلة ثانية، ويمكن من خلال هذا التطبيق أن تكون مكتبة خاصة بك. وسيكون بمقدور القراء أو المهتمين بعالم الكتاب في الجزائر أن يقوموا بتسجيل اشتراك سنوي من خلال بطاقة معينة، مباشرة بعد اختتام صالون الكتاب، ونحن بصدد إتمام الإجراءات مع احد المتعاملين داخل الوطن، وسنعلن عنه قريبا، وميزة في هذا الاشتراك أنه سعر رمزي جدا مقارنة مع حجم وقيمة الكتب. ع.أسابع الولاياتالمتحدةالأمريكية ضيف شرف الطب و المناجمنت والحكامة.. هذا مايقترحه الامريكيون على الجزائريين تم اختيار الولاياتالمتحدةالأمريكية هذه السنة لتكون ضيف شرف الطبعة ال 19 لمعرض الجزائر للكتاب، في إطار سعي الصالون لمد جسور التواصل للقراء في الجزائر للانفتاح على على المنتوج الفكري والمعرفي والثقافي الأمريكي. واشار كريستيان غارنيي المدير التجاري لدار النشر " منشورات آفاق جديدة " الأمريكية المتمركزة في العاصمة الفرنسية باريس بأن هذه الدار التي تتعامل مع عدة وكلاء لها في الجزائر منذ سنوات تشارك في صالون الجزائر بحوالي 70 كتاب في الطب والمنجمنت والموارد البشرية والحكامة، إلى جانب كتب في التربية وحماية البيئة وحماية الحيوانات فضلا عن كتب عن تاريخ الولاياتالمتحدةالامريكية. وحسب المتحدث فبإمكان القارئ الجزائري اقتناء الكتب المعروضة في الجناح الأمريكي من إحدى الدور الجزائرية على غرار " أوميغا أنترناشيونال والشهاب و›› العالمية للكتاب والمكتبية " ومنشورات " آش. أس " . من جهتها ذكرت السيدة إيدا هيكنباخ المستشارة الثقافية للسفير الأمريكي بالجزائر، بأن المشاركة الأمريكية في صالون الكتاب لن تقتصر على عرض الكتب للقارئ الجزائري فحسب بل ستقدم تشكيلة ثقافية تشمل ندوات أدبية ينشطها الروائيون مارك غريني، إير برايس وجينيفر ستايل، لعرض تجاربهم الإبداعية أمام الجمهور الجزائري، والتعريف بالأدب الأمريكي. كما سيتم عرض أفلام روائية أمريكية وغيرها من النشاطات الموجهة للأطفال. تجدر الإشارة إلى أن أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تصدر سنويا ما لا يقل عن 170 ألف عنوان من الكتب في مختلف التخصصات. ع.أسابع قالوا عن الصالون أمين الزاوي روائي وكاتب اختفاء الوجوه التي كانت تعتبر الصالون " وعدة سنوية " ظاهرة إيجابية " أهم ما يبرز في الطبعة ال 19 من صالون الجزائر الدولي للكتاب، هو الإقبال الكبير وخاصة إقبال الجمهور الذي يجيء من المدن الداخلية المجاورة للعاصمة وكذلك البعيدة، ما يجعلنا نفكر عميقا، كيف يمكن أن يكون هناك معرض بهذا الحجم على المستوى الجهوي، واعتقد أن الانتقال لا يجيب على الحاجة الحقيقية للثقافة وللكتاب وأعتقد أيضا أن المعرض سنة بعد سنة سيدخل في الاحترافية أكثر فأكثر، وفي الوقت نفسه يبدو أن تنظيم الأنشطة الثقافية المصاحبة بدا عليها نوع من المنهجية والعقلانية، إذ لم نر الوجوه التي كانت تعتبر المعرض "وعدة سنوية"، حيث اختفوا هذه السنة، ما اعتبره ظاهرة إيجابية لفتح المجال أمام وجوه أخرى من أجيال أخرى ومن ثقافات أخرى ومن توجهات أخرى. كما يبدو لي جليا أن هذا المعرض يتميز أيضا بحضور دور نشر أجنبية ودور نشر عربية لها حضورها المتميز والإيجابي، والتي ابتعد أغلبها عن نشر الكتاب الإيديولوجي، والكتاب الديني السطحي وانتقل نحو الكتب العقلانية التنويرية وهذا ما يحتاجه القارئ الجزائري. وبخصوص مشاركتي سيكون لي الشرف في الطبعة الحالية أن أقدم لقرائي باللغة الفرنسية رواية بعنوان " عسل القيلولة " التي صدرت عن دار البرزخ، كما يشرفني ويسعدني أن أقدم لقرائي باللغة العربية رواية " الملكة "التي صدرت عن دار ضفاف، في بيروت والاختلاف في الجزائ". عبد العالي رزاقي شاعر و أستاذ بكلية علوم الإعلام والاتصال ميدان النشر في الجزائر يشهد ازدهارا أول ما استرعى انتباهي في صالون الكتاب هذا العام الغلاء الواسع النطاق والذي طال حتى الكتب التي تم طبعها للمرة الثانية وعلى سبيل المثال لا يوجد سعر أقل من 1000 دينار للكتاب الواحد لدى المصريين و المشارقة عموما وهذا ليس منطقيا، كما أنني لم أفهم سبب ترصد أعوان الجمارك، للزبائن في مخرج قصر المعارض فعندما تشتري مجموعة كبيرة من الكتب تعترضك الجمارك وتعرّض مشترياتك للحجز وهذا ما لا يحدث في أي بلد عربي آخر، ففي البلدان العربية الأخرى بإمكانك أن تشتري كل كتب المعرض بكل حرية ولا احد يعترض سبيلك، أما أن تشتري فتعترضك الجمارك فهذه إساءة لحرية التعبير. أما بخصوص المشاركة الجزائرية التي بلغت 290 دار نشر، فكانت إيجابية للغاية نظرا لحرصها على تقديم الإصدارات الجديدة بسبب الحركية التي أصبحت تطبع سوق النشر في الجزائر، لقد تحرك الكتاب وأصبحوا أكثر إنتاجا من ذي قبل وهذا شيء مهم جدا. وبالنسبة لمشاركتي الشخصية فقد صدر لي كتاب عن دار "هومة" بعنوان " الصحفي المحترف" وهو عبارة عن دراسة حول أخلاقيات المهنة في 24 دولة عربية، ويتناول التجاوزات التي حدثت في هذه البلدان وبالإمكان أن يستفيد من هذا الكتاب، القارئ العادي ورجل القانون، والصحفي، بحيث أن الكتاب يجمع بين الأكاديمية، والكتاب العادي الموجه لكل النص. الأستاذ أحمد حمدي شاعر و عميد كلية الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر 3 النوعية التي طبعت معرض الكتاب شملت حتى الجمهور " اعتقد أن المشاركة الدولية في هذا الصالون لا باس بها وثمة إقبال جماهيري نوعي، كما يبدو جليا وجود تطور نحو النوعية حيث تختلف طبعة هذا العام عن الطبعات السابقة التي كانت تتسم بالجماهيرية الكبرى لكن اليوم أصبحت ثمة نوعية حتى في الجمهور، وهناك اختيار في نوعية الكتاب سواء الأدبي أو الكتاب الأكاديمي". ومن جهتي أشارك في هذا المعرض بإصدارات جديدة ، ويتعلق الأول بديوان شعري بعنوان "تغريدات" وهو موسوم بتقنيات جديدة مستلهمة من "تويت" والتكنولوجيات الحديثة إلى جانب إصدار ثان بعنوان "مسارات في الثقافة والإعلام فضلا عن مشاركتي في كتاب جماعي بعنوان " الكلمة والرصاصة "وقد تناولت فيه جوانب من حياة الشهيد احمد رضا حوحو. عبد الرزاق بوكبة، كاتب وإعلامي مكسب ثقافي يجب فرض مكانته عربيا ويجب الحفاظ عليه " صالون الجزائر الدولي للكتاب يبقى مكسبا ثقافيا علينا الحفاظ عليه وتثمينه وإحداث آليات جديدة من أجل أن يرقى إلى أن يكون فضاء عالميا سنويا للكتاب، وقد استطاع معرض الجزائر في مختلف طبعاته أن يفرض مكانته وهو منافس للكثير من التظاهرات المشابهة في الوطن العربي، لكن هذا لا يمنع من أن يذهب بعيدا في استحداث آليات جديدة والاستعانة بالكفاءات الحقيقية في هذا المجال. والملاحظ أن ثمة عناوين جديدة دخلت، في منتهى الأناقة من ناحية الطباعة، كما أن التنظيم بدا محكما منذ أيامه الأولى، أما عن البرنامج الثقافي المرافق فيحتاج إلى تعميق أكثر وإلمام بملامح المشهد الثقافي الجزائري، ولعل الملاحظة التي تعنيني كقارئ فإن فيه غلاء في الاسعار خاصة الكتب التي تأتي من الخارج وكأنهم يأتون ليعوضوا خسائرهم في بلدانهم لأن الانطباع السائد لدى الناشر العربي عموما هو أن الجزائر سوق واعد وما عليهم سوى أن يستغلوا الفرصة وهذا ما يؤثر بشكل إيجابي على المقروئية. الدكتور عثمان سعدي رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية طبعة ثرية وتعكس حقيقة الجهود المبدولة " طبعة هذه السنة من معرض الكتاب ثرية، وتعكس حقيقة الجهود التي تبدل في ميدان النشر ، و المهم أن يكون فيه إقبال على قراءة الإصدارات المعروضة، وأنا شخصيا أشارك بثلاثة أجزاء من سلسلة حول " الثورة الجزائرية في الشعر العربي " يتناول، الجزء الأول العراق والجزء الثاني حول سوريا أما الجزء الثالث فيتناول الشعر السودان، وتتكون الأجزاء الثلاثة مجتمعة من 281 قصيدة ل 400 شاعر وشاعرة من البلدان الثلاثة، وهم من كبار الشعراء على غرار نازك الملائكة وبدر شاكر السّياب وسليمان العيسي والجواهري وعبد الوهاب البياتي، وقد جمعت هذا التراث عندما كنت سفيرا في البلدان المذكورة. كما لدي إصدار آخر " الجزائر في التاريخ " وهو عبارة عن خلاصة تاريخ الجزائر من العصر الحجري إلى سنة 1954 وهو موجه للشباب، حيث لخصت لأفراد هذه الشريحة، تاريخ الجزائر في المرحلة المشار إليها. كما لي ثلاث مذكرات " وشم على الصدر " و" في ظلال قيرطا " و "في ظلال أرض الكنانة وتحت أضواء الدبلوماسية" لم تطبع بعض. الدكتور محمد لعقاب أستاذ بجامعة الجزائر 3 كلية علوم الإعلام والاتصال مبيعات الكتاب الديني تساوت مع مختلف التخصصات ولم تعد طاغية " المعرض الدولي للكتاب هو مناسبة لكل المثقفين ولكل الأساتذة والطلبة ولكل المنتجين والقراء على اختلاف مآربهم، وشيء طبيعي أن أقوم بزيارة إلى هذا المعرض لأقتني كتبا لي ولأولادي، وهو المعرض الذي أرى أنه يتحسن من سنة إلى أخرى من حيث التنظيم، وفيه توازن من حيث إقبال القراء على مختلف الإصدارات العلمية والتاريخية والأدبية وكتب اللغات الأجنبية، بعد أن كان الكتاب الديني في السابق يحقق مبيعات قياسية. ويشرفني أن أقوم ببيع آخر إصدار لي، بالتوقيع، وهو من منشورات، دارهومة بعنوان " تهويد الوعي العربي " وهو كتاب أردت من خلاله مقاومة تهويد الفكر العربي لأن قضية التهويد هذه أصبحت حساسة وخطيرة، وهي عملية تقوم بها بعض الأنظمة العربية بالاستعانة ببعض وسائل الإعلام العربية وببعض الكتاب من مختلف البلدان، وتحاول أن تجعل من إسرائيل دولة صديقة ومن حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني أحزاب عدوة. دار الاختلاف تشارك دار " الاختلاف " ب 80 إصدار جديد في مختلف التخصصات بالجناح المركزي، سيما في الفلسفة وعلم الاجتماع والدراسات النقدية ومختلف الفنون الإبداعية، من روايات ومؤلفات شعرية من بينها مجموعة شعرية للكاتب أمين الزاوي، بعنوان " الملكة " وإصدار لسمير قاسمي " حب في طريق مائل " إلى جانب " غرفة الذكريات " لبشير مفتي، فضلا عن ديوان شعري لربيعة جلطي. وتخوض دار الاختلاف خلال السنوات الأخيرة تجربة الطباعة المشتركة مع منشورات ضفاف ببيروت في لبنان ودار الأمان المغربية في الرباط، وذلك ضمن استراتيجية – يقول أحد القائمين على منشورات الاختلاف – من أجل تصدير الكتاب الجزائري ، والتعريف بالكتاب الجزائريين على أوسع نطاق في العالم العربي. وتتكفل دار الاختلاف مع شركائها بترجمة الكتب في مختلف الميادين المعرفية والفنون الأدبية التخصصات الجامعية من العربية إلى الفرنسية.