انطلاق تصوير فيلم سينمائي «لومبيز في ظل الأوراس»بتمويل من وزارة المجاهدين شرع المخرج يحي مزاحم في تصوير مشاهد فيلم سينمائي بعنوان «لومبيز في ظل الأوراس»، من إنتاج وزارة المجاهدين التي كلفت شركة « راناس كومينيكاسيون « بتنفيذه، و يروي حسب مدير الإنتاج أساليب القهر و التعذيب إبان الفترة الاستعمارية،و يسلط الضوء على جانب مهم من كفاح الشعب الجزائري في تجربة سينمائية جديدة تبتعد عن التركيز على المعارك و الشخصيات الثورية التي طغت على المشهد السينمائي التاريخي ، و تقترب أكثر في معالجتها من الجوانب الإنسانية، حيث ينقلنا عنوان الفيلم إلى مكان على ارتباط وثيق بكفاح الشعب بمنطقة الأوراس، و معاناته من أبشع طرق التعذيب بسجن لومبيز بباتنة الذي يبقى على مر الزمان، عنوانا لصفحة سوداوية ارتبطت بجرائم المستدمر الفرنسي . فريق التصوير و الإخراج حط الرحال، بعد أيام من الاحتفال بالذكرى الستين لاندلاع الثورة التحريرية ،بمنطقة القصور بولاية برج بوعريريج، لتصوير بعض المشاهد بقرى المنطقة التي لا تزال تحتفظ بطابعها العمراني القديم، أين كان لنا لقاء بمدير الإنتاج فوزي سانتوجي الذي كشف للنصر عن تفاصيل هذا الفيلم السينمائي، و أبرز الممثلين المشاركين في تجسيده، و الأماكن المختارة لتصوير مشاهده. محدثنا أوضح أن فريق العمل أنهى المرحلة الأولى من عملية التصوير بسجن لومبيز، في ولاية باتنة و أصر على تصوير باقي المشاهد بالقرى القريبة من السجن، غير أن متطلبات العمل السينمائي لمحاكاة فترة الاستعمار ،لم تسمح بذلك لما طرأ من تغيير في الطابع العمراني بتلك القرى،مع ظهور البنايات الجديدة، ليقع الاختيار بعد ذلك على قرية لقصور بالبرج، مع انجاز ديكور لسجن لومبيز بأحد الاستوديوهات في العاصمة ،لإتمام تصوير مشاهد التعذيب و الاستنطاق. حكاية الفيلم تدور حول شخصية المعلم عمار التي يجسدها الممثل الرئيسي مراد أوجيت، و تبدأ من اشتغاله في مجال التعليم، بإحدى المدارس التابعة للمستعمر الفرنسي بمنطقة الأوراس، ما يجعله على احتكاك دائم مع عائلات المعمرين الفرنسيين بلغ حد الاندماج بحكم طبيعة عمله، و يرتفع نسق الفيلم في تطور للأحداث بدخول الممثلة فاطمة حليلو، في دور الأم، التي تمقت هذا الاندماج بمنطقة مكافحة ،رفض سكانها العيش تحت هيمنة الاستعمار منذ عهد العثمانيين و الاحتلال الروماني، حيث تحاول بشتى الطرق اسداء النصح لابنها المعلم لإخراجه من دائرة المعمرين، و مقارنته بأخيه المجاهد الذي فضل الالتحاق برفقاء الكفاح المسلح ضد قوات العدو الفرنسي، و هو ما يحز في نفسه و يبعث فيه شعورا بالانتماء إلى الوطن، و الشعب، فيدفعه إلى المغامرة بتقديم دروسا للأطفال المتمدرسين حول الروح الوطنية، و إدراج دروس عن تاريخ الجزائر بالمدرسة الفرنسية، قبل أن يتم اكتشاف أمره من قبل سلطات المستعمر. تتواصل أحداث الفيلم بصعوده إلى الجبل ،و التحاقه بالثوار ،و تخطيطه لعمليات فدائية، تنتهي بقتله لرئيس البلدية ،و اعتقاله من قبل عساكر المستعمر، و الزج به بسجن لومبيز، أين يتعرض، إلى جانب مجموعة من المعتقلين ،لعمليات التعذيب بوحشية و تتطور الأحداث إلى أن يتم اعدامه بالسجن. يشير محدثنا من جهة أخرى إلى أن سيناريو الفيلم يتضمن الكثير من الأحداث، في تجربة جديدة يسلط فيها ضوء عدسات الكاميرا على جرائم المستعمر في السجون و المعتقلات، لتبيان وحشية عمليات التعذيب، و كذا تنبيه أجيال الاستقلال لما قدمه الأجداد من تضحيات إبان الثورة التحريرية ،و فترة الاستعمار ككل في سبيل الوطن. يعكف على إنجاح هذا الفيلم الذي أسندت مهمة إخراجه للمخرج يحي مزاحم، كوكبة من الممثلين الذين سبق لهم المشاركة في أعمال مسرحية و سينمائية و مسلسلات تلفزيونية كبيرة ،من بينهم ممثلين شاركوا في مسلسل «ذاكرة الجسد» و مسلسل «لالة فاطمة نسومر»و غيرها من الأفلام التاريخية، و السينمائية، نذكر منهم كمال رويني، و فوزي بن ابراهيم، و محمد الطاهر زاوي، و جوهري محمد، و أكرم جغيم، و بوعلام زيلاج، و حميد رماس، و عزيز بوكروني و غيرهم. الجدير بالذكر أن مدير الإنتاج رفض الكشف عن المبلغ المالي المخصص لإنجاز هذا الفيلم السينمائي ،و اكتفى بالتأكيد على أنه من انتاج وزارة المجاهدين، و تنفيذ شركة "راناس كومينكاسيون". ع/بوعبدالله