تصوير سبعة أفلام ثورية قصيرة بمناسبة خمسينية الاستقلال كشف المنتج حميد بن عطية مسير شركة العالمية للإنتاج السمعي البصري بأنه بصدد الاشراف على تصوير سبعة أفلام قصيرة تتراوح مدة بث كل فيلم بين 30 و 35 دقيقة ضمن سلسلة ثورية جديدة عنوانها «أثر الجراح»انطلق تجسيدها بكل من عنابة و الطارف و قالمة منذ أسابيع ومن المقرر أن تسلم للتليفزيون الجزائري جاهزة في نهاية السنة الجارية ليدرجها في شبكته البرامجية المخصصة للاحتفاء بالذكرى الخمسين للاستقلال المجيد . وأشار إلى أن شركته كلفت بالإنتاج التنفيذي لهذا العمل في ثاني تعاون بينها و بين مؤسسة التليفزيون بعد برنامج الألعاب و المنافسات الترفيهية «حوافز و جوائز» الذي بث في رمضان 2010. المنتج أوضح في اتصال بالنصر،بأن سيناريو السلسلة التي تتضمن أحداثا خيالية مستنبطة من صميم الواقع من توقيع السيناريست الذي يعتبر من رواد سينما الهواة بالجزائر محمد ستيتي و ابن عنابية عبد المالك بومعيزة الذي سيشارك أيضا في إخراج السلسلة إلى جانب كل من حسين مزياني من العاصمة و محمد كطيطة من وهران. و قد تم تنظيم «كاستينغ» على المستوى الوطني لاختيار ممثلين من مختلف أنحاء البلاد 70 من المائة منهم من الوجوه الجديدة الواعدة.و شرح محدثنا بأن طاقم السلسلة يتكون من فنيين و تقنيين جزائريين بنسبة 100 بالمائة و يجري حاليا تصوير ثلاثة أفلام من السلسلة في نفس الوقت الأول عنوانه :"و نحن "و قد خصص له بلاطو تصوير في عنابة و محوره مشاركة الأطفال و المراهقين المميزة في الثورة التحريرية و وصفه المنتج بأنه الأول من نوعه فقد كانت جميع الأعمال الثورية تخصص لبطولاتهم مشهدا أو اثنين فقط ليخطف الراشدون منهم كل الاهتمام و الأضواء التليفزيونية و السينمائية و المسرحية . و في هذا العمل يبرز الصغار كبارا بشجاعتهم و تضحياتهم و حبهم لوطنهم. فقد نفذوا خطة ذكية و جريئة للاستيلاء على رشاش و منظار لأحد جنود المستعمر ليزودوا بهما المجاهدين في الجبال و في جعبتهم الكثير من العمليات، فمن قال أنهم ليسوا جنودا مكثوا طويلا في الظل و آن الأوان لرفع ستار النسيان عن بطولاتهم من خلال هذا الفيلم الذي أسندت مهمة إخراجه لعبد المالك بومعيزة و يتقاسم بطولته الطفل ضياء الحق بن عطية من عنابة و الطفلة مريم دربالي من بسكرة و الممثل القدير عبد القادر جريو و بابا عيسى و ليديا . و البلاطو المفتوح الثاني بمنطقة بوقوص في ولاية الطارف مخصص لتصوير فيلم «نشيد الحياة» و هو من بطولة مبروك فروجي و شقيقه كريم إلى جانب تينهينان و فتيحة سلطان و العيد قابوش و نور الدين بو الصوف و ليديا و الاخراج من توقيع حسين مزياني، و يتناول بطولات المسبلين و الفدائيين أثناء الثورة المباركة. و أضاف محدثنا بأنه يتواصل حاليا تصوير نصف المشاهد المتبقية من فيلم قصير آخر عنوانه «التعذيب» بولاية الطارف و بالضبط بمنطقة لالة حناية و هو أيضا من توقيع المخرج حسين مزياني و بطولة مبروك فروجي و تينهينان و ليديا إلى جانب مجاهد عاش الثورة و عانى من ويلات الاستعمار الغاصب. و يقدم العمل صورا مؤلمة لأنواع التعذيب التي سلطها الجيش الفرنسي الطاغي على أبناء الجزائر و من بينهم مجاهد تحمل كافة ألوان التعذيب و الألم دون أن يفشي أسرار الثورة و الثوار أو يدل على مكانهم إلى أن سقط شهيدا و تنتهي أحداث الفيلم بتسرب أم الشهيد البطل إلى الثكنة التي يوجد فيه المجرمون الذين حرموها من فلذة كبدها ،فتنتقم منهم على طريقة لبؤة مجروحة و ثكلى. و استطرد المنتج قائلا بأن طاقم السلسلة انتهى من تصوير الفيلم القصير «المقص» وهو من إخراج حسين مزياني و بطولة مبروك فروجي و ممثلين من كل من مسرح عنابة و مسرح قالمة إلى جانب باقة من الوجوه الجديدة و أوضح بأن هذا العمل عبارة عن تكريم وتخليد للشهداء و المجاهدين الذين واجهوا الموت في كل ثانية، عندما تخصصوا في قطع الأسلاك الكهربائية الشائكة المختلفة الأشكال و القياسات التي تشكل خط شارل وموريس . الخط الذي بدأ الاستعمار في وضعه في شهر أوت من سنة 1956 لقطع الامداد بالأسلحة و العتاد و المؤن على المجاهدين عن طريق الحدود الشرقية و الغربية بعد أن تزايدت عملياتهم العسكرية لكن هيهات أن تعزل ثورة بحجم ثورة الجزائر.و من المقرر أن ينطلق تصوير فيلم «شلال العذراء»للمخرج عبد المالك بومعيزة في الأسبوع الأول من هذا الشهر(أكتوبر)قرب شلال بحمام المسخوطين بولاية قالمة. و يروي قصة فتاة جزائرية أبية فضلت الانتحار بالإلقاء بنفسها من أعلى شلال على أن تمكن جنود الاستعمار الذين كانوا يطاردونها من اغتصابها و إهدار شرفها وكرامتها و يتأثر أحد هؤلاء الجنود بمأساة الفتاة الشجاعة لكنه لا يستطيع التدخل لمساعدتها خوفا من أن يلقى نفس مصيرها و يظل ضميره يؤنبه و ذكرى الراحلة يلاحقه طيلة سنوات . و عندما تستقل الجزائر و تسترجع سيادتها يعود الجندي إلى المنطقة و يبكي طويلا أمام الشلال و يعتذر لروح العذراء عما اقترفه زملاؤه في حقها .و هذا المشهد كما أوضح محدثنا صورة رمزية تشير إلى ضرورة اعتذار فرنسا عن جرائمها في حق الجزائر و الجزائريين . و أشار إلى أنه لم يحدد بعد أسماء الممثلين الذين يجسدون شخصيات العمل. و الفيلم السادس عنوانه «البطل الوحيد هو الشعب» للمخرج القادم من وهران الباهية محمد كطيطة و هو يقدم صورا مؤثرة لبطولات الشعب البسيط الذي احتضن الثورة منذ كانت في المهد إلى أن أصبحت من أعظم الثورات في العالم و الاستعدادات جارية للانطلاق قريبا في تصويره و قد رشح لبطولته الممثلين الشابين عماد بن شني و أكرم جغيم . و الفيلم السابع و الأخير عنوانه «حورية الممرضة»للمخرج عبد المالك بو معيزة و يسلط الضوء على نضال ممرضة مجاهدة و تضحياتها الجسيمة من أجل علاج ضحايا أحقاد و وحشية الجيش الفرنسي في كل مكان و كل وقت و هي رمز لصمود كل نساء الجزائر و كفاحهن المستميت في كل المواقع و المستويات خلال الثورة التحريرية و بعدها. و أشار محدثنا بأن هذا العمل من المقرر أن يصور في شهر نوفمبر ليشرع التقنيون و المخرجون في عمليات التركيب و إضفاء المؤثرات الصوتية و البصرية و القيام بكل الخطوات الضرورية ليكون العمل جاهزا تماما للبث في شهر ديسمبر، الموعد الذي اتفقت عليه شركة «العالمية»مع التليفزيون الجزائري لاستلام السلسلة . شدد محدثنا بأن الهدف من هذه السلسلة هو إعادة الثورة التحريرية بالصورة و الصوت لربط الماضي بالحاضر و تعريف أجيال الاستقلال بهذه الثورة العظيمة و أبطالها و بالتالي إبراز قيمة الاستقلال الذي انتزعه الشعب بالدم و المعاناة و الألم . و نوه بالمساعدات و الدعم الذي تلقته أسرة السلسلة من وزارة الدفاع و قيادات الجيش الشعبي الوطني و كذا فرق الدرك الوطني و الحماية المدنية .