زاد الإقبال على المشاوي الكهربائية عشية عيد الأضحى، حيث وجدت لها مكانا في الأسواق الشعبية و بمحلات بيع أواني و أغراض المطبخ، و أكد عدد من الباعة أن الطلب عليها لا سيما ذات الشكل الدائري لجودتها. و قال البعض الآخر أنها باتت تنافس الفحم و المشاوي التقليدية التي ملها الكثيرون بسبب الدخان الكثيف الذي تفرزه.فبعد كل ما كانت تحظى به المشواة التقليدية البسيطة من عناية ربات البيوت اللائي يحرصن على تغييرها كل سنة، فيما يتكفل الرجال بالبحث و انتقاء الفحم الجيّد ، ها هي المشواة الكهربائية تخطف الأضواء من المشواة التقليدية بشكل يتزايد من سنة إلى أخرى أمام العروض المغرية لمختلف الأنواع و أحجام أجهزة "الباربيكيو" لا سيما المستوردة. و عن سر التخلي عن المشواة التقليدية و تبديلها بالكهربائية ذكرت بعض النساء أنهن لم يعدن يطقن عمليات التنظيف بعد كل عملية شواء، لما ينتج عن الفحم من دخان كثيف يتسبب في اتساخ الجدران و الأرضية، بالإضافة إلى عدم تحملهن رائحته التي تصيبهن و أولادهن بالاختناق. و ذكرت أخريات أن أزواجهن باتوا ينزعجون من رحلة البحث عن الفحم الجيّد أمام تراجع نشاط و حرفة إعداد الفحم، الذي شجع انتشار المحتالين الذين يستغلون لهفة المواطنين في الاحتفال بعيد الأضحى و إعداد الشواء، فراحوا يحتالون عليهم بعرض حطب محروق لا يليق للاستعمال المنزلي مقابل أسعار لا تختلف عن سعر الفحم الجيّد. و سرد البعض كيف أنهم نجو من خطر الاختناق بسبب استعمالهم لفحم نباتي خطير.و ثمة عدة أنواع للمشاعل الكهربائية منها المستديرة و المستطيلة، الثقيلة و الخفيفة. لكن تبقى المشاوي ذات الصنع التركي الأكثر طلبا من قبل الزبائن الذين يحرصون على اختيار الثقيلة منها لمنع التصاق الطعام بها خلال عملية الشوي، حسب الباعة الذين يرى بعضهم أن هذا النوع من المشاوي سيقضي على المشاوي التقليدية البسيطة لأنها عملية أكثر وتنظيفها غير متعب كما أن أشكالها أنيقة و يمكن تركها بشرفة البيت أو الحديقة و حتى المطبخ، عكس التقليدية التي تبدو بعد استعمال واحد كأنها قديمة ، فتضطر ربة البيت إلى إخفائها عن الأنظار و عدم استخراجها إلا صبيحة العيد، على حد تعليق إحدى السيدات.و مهما نافست المشواة الكهربائية مشاعل الفحم التقليدية فإن أجواء إعداد الشواء تبقى نفسها و تثير الفرحة و تسيل لعاب الكبار و الصغار و تميّز العيد عن باقي المناسبات الدينية .