أسراب الطيور المهاجرة ضيف غير مرغوب فيه بالبرج يعتبر المزارعون بولاية برج بوعريريج أسراب الطيور المهاجرة، خاصة أسراب الزرزور ،التي عادت مؤخرا بأعداد كبيرة جدا إلى المنطقة ، ضيفا غير مرغوب فيه و عدوا لدودا في موسم جني الزيتون ،لأنها تهدد منتجاتهم و تسبب لهم خسائر في المحاصيل. شهدت حقول و مزارع زراعة الزيتون بالشمال البرايجي و كذا المناطق الغربية للولاية، خلال الأيام الأخيرة توافد العائلات لجني منتوج حقولها من مادة الزيتون، خاصة خلال اليومين الأخيرين، أين شهدت حقول الزيتون ببلديات دائرة جعافرة و بلدية ثنية النصر في الجهة الشمالية للولاية، انزالا غير مسبوق للعائلات موازاة مع خروج تلاميذ المدارس و المؤسسات التربوية في عطلة الشتوية، ما سمح لأفراد العائلات النازحة نحو المدن بالرجوع إلى مسقط رأسهم بالقرى للشروع في جني محاصيلهم بمزارع الزيتون، خاصة ببلديات الجعافرة و تفرق و الماين و القلة التي تشتهر بزراعة الزيتون و جودة منتوجها من مادة الزيت، مستغلة فترة العطلة للتفرغ و قضاء معظم وقتها في نشاطها الموسمي لجني الزيتون بمساعدة الأبناء و كذا الاستقرار المسجل في حالة الجو بعد تساقط الثلوج و الأمطار و التقلبات الجوية التي شهدت الولاية خلال الأسابيع الأخيرة. كما سارعت عشرات العائلات لجني محصولها خوفا من تهديدات أسراب الطيور المهاجرة و كذا اسراب طائر الزرزور العائد بقوة خلال فصل الشتاء، سيما خلال الأيام الأخيرة حيث تشكل هذه الطيور أسرابا و لوحات جميلة في سماء المنطقة و هي تحوم حول المزراع و بالمقابل من ذلك تتسبب في خسائر للمزارعين كونها تقتات على حبات الزيتون التي تتصيدها من الأشجار، ما دفع بالمزارعين إلى التعجيل بجني محصولهم. و لعل ما يميز الموسم الجاري لجني الزيتون، هو الارتفاع الكبير المسجل في أسعار الزيت التي بلغت 700 دينار للتر الواحد، حيث ارتفع سعرها بحوالي 200 دينار خلال العام الجاري، فيما استقرت أسعارها خلال السنوات الفارطة بين 400 دينار و 500 دينار للتر الواحد، و هو ما دفع بالعديد من العائلات إلى عدم التفريط في جني محصولها و تنقلها بشكل يومي من المدن على مسافات بعيدة الى المزارع و الحقول، كما لجأت بعض العائلات التي لا تتوفر على حقول أشجار الزيتون إلى الاتفاق مع ملاك و أصحاب المزارع لجني المحصول مناصفة، و هي الطريقة المتعارف عليها بالنسبة للعائلات المهاجرة من القرى نحو المدن الكبرى حيث تتفق مع عائلات أخرى لجني الزيتون بحقولها مقابل اقتسام المنتوج، في حين تعد زراعة الزيتون و الزراعة المعاشية بصفة عامة أهم مورد لاسترزاق عشرات العائلات و النشاط الغالب بمعظم القرى و التجمعات السكنية الريفية بالمنطقة الشمالية للولاية . و بينما أبدى المزارعون تخوفاتهم من تراجع المحصول خلال الموسم الجاري و تهديدات الطيور المهاجرة، تتوقع مديرية المصالح الفلاحية ارتفاعا في المنتوج بحوالي 300 ألف قنطار و منتوج اجمالي قدره 150 ألف قنطار، عبر مختلف المساحات المزروعة بأشجار الزيتون بإقليم الولاية في وقت تقدر المساحة الاجمالية لحقول و مزارع الزيتون بحوالي 24 ألف هكتار. و فيما قدر منتوج الزيتون خلال الموسم الفارط بحوالي 121 ألف قنطار و مليوني لتر من مادة الزيت، تتوقع ذات المصالح زيادة في المنتوج خلال الموسم الجاري و المواسم القادمة و ذلك لتوسيع المساحات المزروعة و غرس أزيد من 1120 هكتار من الأراضي بأشجار الزيتون في إطار البرنامج الوطني لتطوير زراعة الزيتون.