يطالب سكان شارعي بوشامة الأعلى والإخوة بسكرى بباب القنطرة وسط مدينة قسنطينة بالتدخل السريع لإعادة فتح أروقة صرف المياه التي تسبب انسدادها في مشاكل بيئية وصحية كبيرة، كما ينددون بالتدهور الذي لحق واحدة من أرقى المناطق الحضرية بالمدينة. سكان الشارعين وما جاورهما من أزقة وشوارع حي باب القنطرة الراقي أكدوا أن المنطقة بدأت تفقد ما عرفت به من نظام ونظافة وهدوء بسبب نقص التهيئة وتفاقم مشكل الصرف ،الذي يعتبرونه من أكثر العوامل خطورة على البيئة والصحة العمومية، حيث يستغرب السكان، عن طريق ممثليهم، في لائحة وجهت إلى السلطات، الشروع في ترميم جسر حشحوش دون التفكير في تهيئة الوادي على مسافة 400 متر، أين نجد سيولا من المياه القذرة تتوسط السكنات مخلفة روائح كريهة أكد من تحدثنا إليهم أنها خلفت الكثير من حالات الحساسية والربو وأنها تزداد حدة صيفا وتختلط شتاء بمياه الأمطار مسببة الكثير من الإزعاج. ويرجع رئيس جمعية الحي المشكل إلى انسداد الأروقة، التي كانت تصرف المياه وتصب مباشرة في الوادي، والتي يقول، أن إهمالها أدى إلى انسدادها وجعل المياه القذرة تتدفق خارجها وتصب في العراء رغم أن نظام الصرف بالحي يعد "نموذجيا" ويحتاج إلى شيء من الصيانة، برأي المتحدث، الذي اطلعنا أيضا على عينات من البالوعات المسدودة منها بالوعة نبتت داخلها شجرة مما يدل، على حد تعبيره، على أن التسريح لم يتم منذ سنوات . الجمعية تحدثت في رسائل مختلفة عن عدة أسباب أدت إلى تصدع الجسر، منها غياب الصيانة منذ الإستقلال، إنعدام الحواجز الفوقية وعدم تهيئة وتعزيز أجهزة الصرف، إضافة إلى انسداد البالوعات على مستوى الشوارع المؤدية إلى الجسر، وحذرت من خطر سيطال عدة أحياء في حال تساقط كبير للأمطار. وما زاد في تعقد الوضع، حسب ذات الجهة، هو تسرب المياه بالجهة العلوية لشارع الإخوة بسكري وتلك المتواجدة بالجسر، وهي تسربات، تقول الجمعية، أن عمرها يزيد عن السنة ولم يتم إصلاحها.ويرى السكان أن عملية ترميم الجسر التي شرع فيها منذ أشهر لن تكون ذات جدوى متخوفين من احتمال ظهور تصدعات أخرى في حال حل مشكلي الصرف و التسربات. ويتأسف ممثلو السكان على تحول جزء كبير من منطقة باب القنطرة إلى حي قصديري وافتقاره لأدنى شروط التمدن، حيث يؤكدون أن الحشرات والجرذان أصبحت تنتشر بقوة، وأن الوادي، الذي كان عبارة مصدر فخر ، تحول إلى قمامة نتيجة نقص الأماكن المخصصة للرمي وعدم صلاحية الحاويات البلاستيكية ، إضافة إلى نقص الإنارة الذي خلف، حسب ما ورد في لائحة الجمعية، ظاهرة الاعتداء على المواطنين والممتلكات من سكنات ومحلات، وقد لاحظنا أثناء تجولنا ببعض الشوارع أن الأرصفة قد تآكلت وتحولت إلى أماكن للركن زادت من خطر الطرقات المهترئة. مندوب القطاع الحضري الأمير عبد القادر أكد أن مشكل الصرف من اختصاص مديرية الري وأن البلدية قد راسلت الجهات المعنية أكثر من مرة معترفا بوجود تدهور في التهيئة ونقائص أخرى قال أن كل أحياء مدينة قسنطينة تشكو منها، مشيرا بأنه سيتم اقتراح بعض العمليات في إطار التحسين الحضري، وأن القرار الأخير يعود لمديرية التعمير، وعن النظافة أكد المسؤول أنه سيتم الشروع في الأيام القادمة في عملية لتوزيع حاويات جديدة على مستوى كل القطاعات لتحسين عملية رفع القمامة.