"السينما المغاربية مطالبة بتجاوز السياسيين" إلتقت النصر الصحفي والناقد السينمائي أحمد بوغابة على هامش فعاليات الطبعة الرابعة لمهرجان الفيلم العربي بوهران ، حيث تمحور اللقاء حول تحديات السينما للعلاقات السياسية بين البلدان العربية خاصة . *باعتباركم صحفي و ناقد سينمائي ،ما ذا تقول عن تخصيص ورشة لطرح دور السينما في معالجة قضايا تقرير مصير الشعوب على هامش الملتقى الدولي الأخير حول مرور نصف قرن على المذكرة الأممية ؟ السينما مثلها مثل جميع الفنون تلعب دورا فعالا في التعريف بالشعوب و بمختلف قضاياهم المصيرية بل و يمكن للسينما أن تؤدي حتى دور العلاقات الدولية في البحث عن حلول لقضية ما مثل القضية الفلسطينية التي أخرجتها السينما عن الطرح السياسي بكل تناقضاته و أبعدتها عن جدله .خاصة و أن تقنية "دي.في.دي" أصبحت قادرة على نقل أي فيلم للعالم كله فيكفي طرح القضية سينمائيا لتنقل للعالم . * فماذا عن السينما المغاربية؟ لحد الآن ربما يقودنا الطرح لتفسير ما معنى السينما سواء المغاربية أو الخليجية أو العربية ،ربما نستطيع التحدث عن سينما جزائرية و مغربية و تونسية و عن سينما قطرية و كويتية و بحرينية و إماراتية ،لأننا لا نملك معطيات الهوية المغاربية و الخليجية للسينما .ففي أوروبا مثلا نستطيع الحديث عن سينما أوروبية لوجود المشاركة و التشابك في مكونات الفيلم حيث تجتمع عدة دول لميلاد فيلم أوروبي جيد. من هذا المنطلق لا ننفي وجود بعض التجارب المغاربية و لكنها لحد الآن لا تصل للطموح المنشود فهي تفتقد للبنية السينمائية المشتركة للفيلم الواحد و لكن من خلال مختلف المهرجانات و تبادل التجارب و التعاون سنصل لسينما مغاربية تتجاوز السياسيين و تحاكي الشعوب . *هل يساهم مهرجان وهران في دعم هذا الطرح ؟ مهرجان وهران هو الوحيد لحد الآن الذي يحمل صفة مهرجان السينما العربية حيث لا يحقق هذه الصفة سواه من المهرجانات التي حسب رأيي تقسم لمهرجانات دولية تختلط فيها العربية بالغربية و مهرجانات وطنية .و لكن ما يمكن قوله عن مهرجان وهران هو أنه يلجأ لما يمكن تسميته "الكوتة" أو الحصص ، حيث يسعى المنظمون إلى إحضار أفلام من كل الدول العربية كي يكون التتويج عربي و هذا ما يؤثر على نوعية العروض . فقد يحصل أن نستضيف دولة ما ليس لها إنتاجا سينمائيا يستحق المنافسة ، و لكن مشاركتها من أجل المشاركة فقط ، فبالنسبة لي يجب الحرص على إنتقاء الأعمال التي تستحق التواجد في وهران من أجل المنافسة .و رغم هذا فمهرجان وهران في طبعته الرابعة و هي البداية ،أظن أنه يبحث عن خط تحريري يؤسس به لأسلوب مغاير. *باعتباركم عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة فما رأيكم في الأعمال المطروحة للمنافسة ؟ نحن في البداية و يصعب تقديم أحكام ،فأنا كصحفي لا أستطيع أن أتجرد من مرجعيتي التي سأشاهد بها العروض ،سأكون أكثر تحررا لأنني لست مخرجا أو منتجا و بالتالي سأقدم نظرة مغايرة عن باقي الأعضاء .