تواصلت أمس أعمال الشغب والتخريب بوهران لليوم الثالث على التوالي والتي تم خلالها توقيف العديد من المتظاهرين لاسيما في الأحياء الشعبية فيما تم تسجيل عشرات الجرحى أغلبهم في صفوف الأمن. وقد عززت مصالح الأمن تواجدها عبر عدة نقاط من المدينة و استعملت الشاحنات المدرعة لحماية المقرات العمومية خاصة بعد أن فشلت نداءات التهدئة التي بادر بها أعيان المدينة لامتصاص غضب المحتجين، حيث أن دعوة أصحاب المبادرة لتنظيم مسيرة سلمية بعد صلاة الجمعة ذهبت أدراج الرياح كون أعمال الشغب انطلقت منذ صبيحة أمس بعاصمة الولاية أين تم وضع المتاريس بمداخل الأحياء الشعبية ما لم يمنح أي فرصة للتهدئة خاصة مع تواصل هذه الأحداث إلى ما بعد الظهيرة.فبوسط المدينة تجمع العشرات من الشباب بشارع العربي بن مهيدي و أشعلت العجلات المطاطية بشارع "كافينياك" المحاذي و بدأ الشباب في رشق الحجارة و لكن و بسرعة تدخلت قوات مكافحة الشغب و فرقت المحتجين و طوقت كل المنافذ بواسطة الشاحنات المدرعة، فيما بدأ التصعيد في الأحياء الشعبية بعد صلاة الجمعة حيث كثف المحتجون من الرشق بالحجارة و حرق العجلات المطاطية وحاولوا حرق مقرات إدارية لاسيما مقرات القطاعات الحضرية و البريد، و لكن سرعان ما تواجد أعوان الأمن بكثافة و منعوا وقوع التخريب كما عززوا تواجدهم أيضا أمام مقر الإذاعة و التلفزيون.و بحي "دالمونت " تم تخريب مقر بنك الخليج الجزائري و منع أعوان الأمن حرقه بواسطة إطلاق الغازات المسيلة للدموع التي فرقت المحتجين. ومنذ 3 أيام متتالية لم تهدأ الأوضاع بأحياء وهران و ظل أعوان الأمن في كر و فر مع المحتجين مما أدى لتسجيل عدة جرحى في الشرطة لم تؤكدها المصادر الرسمية. و في ظل هذا الوضع بدأت المؤونة تتناقص عن سكان وهران بعد تخوف بائعي الخضر الذين يأتون من الولايات المجاورة من تعرضهم لمكروه كما عانى الوهرانيون يوم أمس ندرة في مادة الخبز و بعض المواد الغذائية وهو ما أثار مخاوف سكان المدينة من احتمال استمرار هذا الوضع المقلق. وكانت الاحتجاجات قد اندلعت بالبلديات الأخرى للولاية ليلة الخميس إلى الجمعة و قد تم حرق عتاد و بعض ممتلكات بلدية حسيان الطوال و بلدية الكرمة بينما هدأ الاحتجاج بالبلديات الشرقية الأخرى بفضل تدخل مصالح الدرك.