تميزت الاحتجاجات في ولاية أم البواقي بظهور فئة دخلت في مواجهات مع المحتجين لدفعهم عن التراجع عن الأعمال التخريبية ورفع المطالب بطريقة سلمية، ففي عين فكرون نشبت شجارات بالعصي والهراوات بين المحتجين وعدد من عقلاء المدينة، أما بعين البيضاء فجند إمام المسجد العتيق عددا من العقلاء وممثلين للمجتمع المدني ودخلوا في حملة تحسيسية وسط المحتجين لإقناعهم بأن أملاك الدولة هي في خدمة الشعب أولا وقبل كل شيء. فيما تواصلت وحتى ساعة متأخرة من عشية أمس أعمال النهب والتخريب لعدد معتبر من المقرات والمؤسسات العمومية وتواصلت معها موجة الاحتجاجات كما توسعت رقعة الاحتجاجات لتمس عددا من الدوائر والبلديات.وقامت مصالح الأمن بتوقيف أزيد من 13 شابا من أعمار متفاوتة، وفي عين فكرون امتدت الاحتجاجات لليوم الثاني على التوالي وعرفت سهرة أول أمس توقيف مصالح الأمن لأزيد من 10 شبان قاموا باقتحام مقر المحكمة الابتدائية في ساعة متأخرة من الليل واتجهوا صوب مكتب ممثل النيابة العامة لنهب محتويات الخزنة التي كانت تحتوي كميات معتبرة من الذهب الذي تم احتجازه في قضايا متفرقة، فيما تواصلت عمليات الحرق والتحطيم للواجهات الأمامية لمختلف المؤسسات، وبقرية سيدي أرغيس أحرق مقر دار صيانة الطرقات وخرب عن آخره في الوقت الذي تدخل رجال الدرك الوطني وحالوا دون امتداد الفوضى لمؤسسات أخرى، وبعاصمة الولاية قام عدد معتبر من الشباب المحتج باقتحام مقر الوكالة التجارية للاتصالات الهاتفية ونهبوا تجهيزاته وأضرموا النار في ما تبقى من المقر، كما اندلعت النيران من جانب آخر في مقر البريد المتواجد بحي النصر الذي خرب هو الآخر، في الوقت الذي تم تحطيم الواجهات الأمامية الزجاجية لمتحف المجاهد والوكالة المحلية لبنك التنمية المحلية ودخل المحتجون في مواجهات مع رجال الأمن الذين قابلوهم بالغازات المسيلة للدموع، مصالح الأمن أوقفت شابين محملين بأجهزة الكترونية تمكنا من الاستيلاء عليها وأوقفت صاحب مركبة محملة بعدد معتبر من العجلات المطاطية المستعملة كان المعني في طريقه لإيصالها للمحتجين واسترجعت ذات المصالح عددا معتبرا من العجلات والإطارات القديمة، وفي عين ببوش تحول شارع أول نوفمبر الرئيسي إلى ساحة مواجهات بين شباب ملثمين ورجال الأمن والتي دامت حتى ساعات متأخرة من الليل وخلفت إصابات متفاوتة في الجانبين، وبمدينة عين كرشة احترقت مقرات الدائرة والبلدية وقباضة الضرائب والمركز الثقافي القديم عن آخرها بجميع وثائقها وتجهيزاتها فيما حطم المحتجون مدخل الوحدة الفرعية للحماية المدنية وعددا من التجهيزات وحطموا أعمدة الإنارة العمومية وأغلقوا الطريق الوطني رقم 100 طيلة مدة الاحتجاج، عين البيضاء شهدت هي الأخرى موجة احتجاجات مست المؤسسات العمومية منها تحطيم واجهات البريد المركزي وثانوية عبابسة عبد الحميد وإضرام النار في حظيرة البلدية وحاولوا حرق متوسطة ابن سينا المجاورة لأحد مقرات الأمن.