أثار إغتيال حاكم إقليم البنجاب بباكستان والقيادي البارز في حزب الشعب الحاكم سلمان تأثير على يد أحد حراسه إدانة المسؤولين الباكستانيين والمجتمع الدولي الذين وصفوا موته ب "الخسارة الكبيرة" لباكستان. وقد أثار اغتيال محافظ إقليم البنجاب الذي يعد أبرز شخصية سياسية باكستانية يتم تصفيتها في باكستان منذ اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو في ديسمبر 2007، إدانة القيادة السياسية الباكستانية حيث ووصف الرئيس آصف علي زرداري عملية الاغتيال بأنها "جريمة مروعة" وقال إنه "لا توجد كلمات قوية تكفي لإدانة هذه الجريمة النكراء" متوعدا في الوقت نفسه بمعاقبة مرتكبيها. وأصدر زرداري توجيهاته إلى وزير الداخلية رحمن مالك للاشراف شخصيا على التحقيق وتقديم تقرير له على وجه السرعة. من جانبه أعرب رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني عن حزنه العميق واسفه الشديد لاغتيال تأثير وأمر باجراء تحقيق رفيع المستوى في الحادث وطلب تقديم تقرير له في أقرب وقت ممكن وتعهد بتقديم الجناة المتورطين في عملية الاغتيال إلى العدالة. وناشد رئيس الوزراء أعضاء وأنصار حزبه التزام الهدوء لإجراء التحقيق على أكمل وجه. وكانت وزارة الداخلية الباكستانية قد أعلنت أمس أن حاكم ولاية البنجاب سلمان تيسير قد قتل على يد أحد حراسه في إسلام أباد. دوليا أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اغتيال سلمان تأثير الذي كان قد تولى منصبه في عام 2008 وهو عضو بحزب الشعب الباكستاني. ووصف بان كي مون في بيان تلاه متحدث باسمه تاسر "بالزعيم البارز الذي يشكل موته خسارة كبيرة لباكستان" مقدما تعازيه لعائلة تاسر والحكومة والشعب الباكستاني. وفي واشنطن أدانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بشدة اغتيال حاكم ولاية البنجاب بباكستان سلمان تأثير معتبرة أن وفاته "خسارة كبيرة" لأنه كان يحاول تحقيق الاستقرار في باكستان. وذكرت كلينتون في بيان صحفي صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية إنها "كانت قد التقت بتيسير في باكستان وأعجبت بجهوده لتعزيز التسامح وتعليم أجيال باكستان المستقبلية" مؤكدة أن الولاياتالمتحدة لا تزال ملتزمة بمساعدة الحكومة والشعب الباكستاني في سعيهم لإحلال السلام والاستقرار. وأعربت فرنسا بدورها عن إدانتها الشديدة لاغتيال محافظ إقليم البنجاب الذي وصفته بأنه كان "شخصية سياسية من الطراز الأول ومعروف بشجاعته في الدفاع عن المؤسسات الديمقراطية في بلاده". وعبرت فرنسا في بيان صادر عن وزارة الخارجية عن تعازيها لأسرة وأقارب تاسير وكذلك للسلطات الباكستانية مؤكدة مجددا تصميمها البقاء إلى جانب الحكومة الباكستانية في مواجهة التحديات التي تقابلها. وبدأت الحكومة الباكستانية اليوم الأربعاء فترة الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام وسط إعلان حالة تأهب أمني قصوى في سائر أنحاء إقليم البنجاب. ونشرت السلطات الباكستانية أكثر من ألف رجل أمن في العاصمة الإقليمية لاهور قبيل تشييع الجنازة الرسمية لحاكم الإقليم التي من المقرر أن يشارك فيها رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني فيما أناب الرئيس آصف علي زرداري عنه رئيس وزراء إقليم السند قائم علي شاه والنائبة فريال تالبور لحضور الجنازة حيث سيبقى هو في كراتشي لإحياء الذكرى السنوية لميلاد مؤسس حزب الشعب الباكستاني رئيس الوزراء الأسبق ذو الفقار علي بوتو. وأعلنت السلطات إغلاق مدينة لاهور اليوم وأقامت بوابات كشف المعادن في مقر إقامة المحافظ وفي المواقع المهمة لحمايتها من احتمال وقوع اضطرابات بعد خروج عشرات من أنصار حزب "الشعب الباكستاني" الحزب الرئيسي في الائتلاف الحاكم إلى الشوارع أمس للاحتجاج على اغتيال تأثير. وفور الإعلان عن إغتيال حاكم البنجاب شكلت السلطات الباكستانية لجنة أمنية مشتركة بين أجهزة الأمن الفدرالية والاقليمية للتحقيق في حادثة اغتيال حاكم البنجاب سلمان تأسر على يد أحد حراسه الذي ينتمي إلى شرطة الإقليم. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي يواجه في حزب الشعب أزمة سياسية ناجمة عن فقدان الحكومة الفيدرالية في باكستان لأغلبيتها في البرلمان الوطني بعد انسحاب أحد الأحزاب الرئيسية من الائتلاف الحاكم وإعلانه الانضمام إلى صفوف المعارضة.