تم التأكيد يوم الاثنين بالطارف خلال لقاء إعلامي، على أن الأوساط الطبيعية لمركب الحظيرة الوطنية للقالة (الطارف) و بخاصة مناطقها الرطبة المتكونة من سبع برك أو مستنقعات و بحيرات المتربعة على ستة آلاف هكتار "تستدعي الإبقاء على توازنها من خلال استغلال مستديم لثرواتها". وألح المشاركون في هذا اللقاء المخصص للمناطق الرطبة و احتضنته دار الشباب بالطارف في إطار إحياء اليوم العالمي للمناطق الرطبة (2 فيفري) على أن هذه الأوساط التي تتميز بتنوع مناخي و هيدرولوجي من الضروري جعلها مصدر فائدة بالنسبة للسكان المجاورين و كذا بالنسبة لأجيال المستقبل. واستنادا للشروح المقدمة خلال هذا اللقاء الذي شارك فيه أعضاء جمعية حماية البيئة و شخصيات علمية و باحثين جامعيين و عديد الشباب المتعطشين لمعرفة المزيد عن هذه الفضاءات فغن المناطق الرطبة تعرف على أنها مسطحات مائية عرى غرار البحيرات و أماكن المياه الطبيعية أو الاصطناعية دائمة أو مؤقتة حيث يكون الماء راكدا أو جاريا أو مالحا بما فيها المسطحات المائية البحرية التي لا يتعدى عمقها عن 6 أمتار. وأشار متدخلون بالمناسبة إلى أن المناطق الرطبة لا بد أن تكون بالنظر إلى ذلك محل عناية و اهتمام خاص و أن المحافظة عليها أمر ضروري بالنظر إلى أن أهميتها الإيكولوجية تؤهلها لتكون محميات طبيعية على الصعيدين الوطني و الدولي. وتعد المناطق الرطبة أيضا محميات طبيعية تمثل وسطا طبيعيا تتخذ منه العديد من أصناف الحيوانات و النباتات موطنا لها و تشكل كذلك فضاءات هامة للسياحة العلمية و البحث العلمي بصفة خاصة. وأوضح أحد المتدخلين خلال هذا اللقاء أنه من الضرورة بمكان "الاطلاع من الآن فصاعدا على طبيعة المشاريع المرتقب تجسيدها بهذه المناطق بغرض اعتماد إستراتيجية مشتركة بين الغدارة و المعنيين للمحافظة على هذه المناطق لتفادي أي آثار سلبية عليها قد لا يمكن استدراكها فيما بعد". ومن الجانب الاجتماعي الاقتصادي فإن المناطق الرطبة للحظيرة الوطنية للقالة تلعب دورا أساسيا في حبس السيول أثناء فصل الشتاء مشكلة ما يشبه سدودا طبيعية للمياه العذبة حسبي ما تمت الإشارة إليه كذلك. وتعتبر المناطق الرطبة أيضا بمثابة مناطق للرعي خاصة خلال الفصول الجافة مشكلة خزانا للموارد الصيدية على غرار بحيرتي أوبيرا و طونغا. و من الناحية الإيكولوجية فإن نفس هذه المناطق تلعب دور الخزان للتنوع الحيوي من خلال الملاحظات المتعلقة بالطيور و البحث العلمي. واغتنم المشاركون فرصة هذا اليوم الإعلامي حول المناطق الرطبة للقالة بحضور ممثلي الجمعيات النشطة في إطار حماية البيئة لإطلاق مخطط عمل الهدف منه " بالأساس و قبل كل شيء تحسيس السكان المجاورين لهذه الفضاءات و جميع شرائح المجتمع بدور هذه المناطق في الحفاظ على التوازن الإيكولوجي". يذكر أن مركب المناطق الرطبة للحظيرة الوطنية للقالة يتشكل من المحميات المندمجة لبحيرات طونغا (2.600 هكتار) و أوبيرا (2.200 هكتار و الملاح و الأزرق (2.257 هكتار) و أحواض عين خيار (170 هكتار) و بحيرة بورديم (12 هكتار) و سد مكسة بطاقة 47 مليون متر مكعب. وتوجد بهذه الولاية كذلك بحيرات مكادة (بلدية بن مهيدي) المتربعة على 8.900 هكتار و حوض البحيرة السوداء (بلدية بريحان) (5 هكتار) و بحيرة العصافير بالبلدية التي تحمل نفس الاسم على مساحة 170 هكتار.