تركز أركان الحكم في مصر حاليا على انفتاحها بشكل أكثر على القوى السياسية المعارضة فيما واصل المطالبون بتنحي الرئيس مبارك مظاهرات "الصمود" يوم الثلاثاء بوسط القاهرة . وبعد يومين من تصدر نائب الرئيس، عمر سليمان، وأحمد شفيف، رئيس الحكومة، المشهد السياسي جاء إعلان قيادة الحزب الحاكم عن استقالتها في خطوة قال عنها المتتبعون أنها تهدف إلى "تهدئة " الغضب . وقد تم تعيين حسام بدراوي "الإصلاحي" المعروف بعلاقاته بقوى المعارضة أمينا عاما للحزب وأمين للسياسيات خلفا لصفوت الشريف وجمال مبارك نجل الرئيس لتقضي على سيناريوهات التوريث. وفي الوقت الذي أعلنت فيه جماعة الإخوان المسلمين التي حظر نشاطها لعقود متتالية قبولها الدخول في حوار "جاد يبتغي المصلحة العليا للوطن" واصل نائب الرئيس لقاءاته مع القوى السياسية المعارضة للوصول الى حلول للازمة وبحث المطالب ورؤية الأحزاب حول التعديلات الدستورية المطلوبة والإسراع في الإصلاحات التي "تحقق مطالب الشارع " المصري و"تحدث "تحولا ديمقراطيا في البلاد" كما صرح العديد من ممثلي هذه الأحزاب. وتحدثت مصادر حزبية في القاهرة لواج ان اهم مطالب التي تطرحها القوى السياسية تتمثل في حلي مجلسي الشعب والشورى وتعديل مادتي 76 و77 من الدستور المتعلقتين بالية بشروط الترشيح لرئاسة الجمهورية وفترات الرئاسة. كما تطالب هذه القوى بتفعيل مادتي 88 الخاصة بالإشراف القضائي على الانتخابات لضمان النزاهة الكاملة للانتخابات والمادة 139 التي تنص على من حق الرئيس أن يعين نائب أو أكثر ويحدد صلاحيتهم مع إضافة مادة جديدة تسمح للرئيس بالدعوة لانتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد مع الفصل الكامل خلال الفترة الانتقالية بين رئاسة الدولة والحزب الوطني. وأشارت نفس المصادر إلى انه تم التوافق على تشكيل لجنة من مختلف القوى القوى السياسية تضم 25 شخصية عامة لمناقشة وصيانة التعديلات الدستورية المطلوبة. وفي المقابل دخل متظاهرو "التحرير" الذين يستعدون لأسبوع "الصمود" وسط مرحلة جديدة في طريق التغيير بإعلانهم تشكيل "حزب لشباب الثورة " مع الإصرار على مطالبهم الاساسية جميعها وعلى رأسها رحيل الرئيس مبارك. ويرى بعض المحللين أن هذه المبادرة جاءت على خلفية "المخاوف المشروعة" لدى شباب الحركات الاحتجاجية المتواجدة في "التحرير " التي ينبغي "الالتفات الجاد السريع لها". وتتمثل في "عدم اتساق" سلوك مؤسسات الدولة اتجاههم وتعدد وتضارب المجموعات واللجان والقوى السياسية التي تبحث عن أفق سياسي للخروج من الأزمة الراهنة وغياب تمثيل واضح ومنظم لشباب "الثورة" يعبر عن مطالبهم ويتحاور نيابة عنهم مع الدولة أو مع القوى الاخرى ويرى هؤلاء الشباب ان مبادرتهم تنطلق من هدف الحفاظ على المكاسب التي حققتها احتجاجاتهم ومظاهراتهم الشعبية والتمسك بالمطالب الأساسية للمرحلة الانتقالية بإجراء التعديلات الدستورية وتشكيل حكومة انتقالية والافراج عن المعقلين السياسيين وانهاء العمل بقانون الطوارئ وإطلاق حرية تكوين الأحزاب ووقف بيع ثروات البلاد تحت "زعم الخصخصة ". وأعلنوا مجددا انه لا تفاوض مع الدولة الا بعد رحيل الرئيس مبارك. وأبدى المعتصمون تصميما كبيرا على الاستمرار في الاعتصام حيث نصبوا خياما اضافية ومظلات للوقاية من المطر لاستقبال محتجين جدد وذلك بعد أن أعلنوا عن مظاهرات مليونية في البلاد يوم الأحد وتكرارها يومي الثلاثاء والخميس على أن يكون الجمعة القادم ذروة أسبوع الصمود.