تشهد مصالح التشغيل والمساعدة على الإدماج المهني بولاية عنابة حاليا حركية غير مسبوقة تعكس إرادة الشباب في السعي لتحقيق حقهم في العمل الذي يعتبره العديد منهم "شرطا أساسيا لمحاربة التهميش وتحقيق الاندماج الاجتماعي الحقيقى". فسواء بمكاتب الوكالة الوطنية للتشغيل بمدينة عنابة أو بباقي بلديات الولاية وخاصة بسيدي عمار والحجار وبرحال وعين الباردة التي تعرف تمركزا للمناطق الصناعية ومناطق النشاط التجاري فإن المشهد واحد يصنعه شباب وشبات يحملون ملفات عقود الإدماج المهني و كلهم إرادة للفوز بعقد عمل. وتأتي هذه الحركية بعد الاحتجاجات المتكررة لطالبي التشغيل بعنابة والحجار وسيدي عمار والتي دفعت سلطات الولاية إلى اتخاذ مبادرات محلية لتفعيل آليات المساعدة على الإدماج المهني. ومكنت هذه المبادرات حسب والي عنابة السيد محمد الغازي من استحداث 6.400 منصب شغل بالقطاعات الاقتصادية والإدارية العامة والخاصة النشطة بالولاية. ولتمكين مصالح وأجهزة التشغيل من التحكم في معالجة ملفات الشباب في آجال لا تتعدى ال48 ساعة تضمنت المبادرة إجراءات عملية لتسهيل الإدماج المهني لحاملي الشهادات الجامعية وخريجي معاهد التكوين المهني الذين يتعدى عددهم ال 21 ألف طالب شغل على مستوى الولاية. وحدد بشأن هذه الفئة موقع مركب "الطاباكوب" لاستقبال وتوجيه وتوزيع عقود المساعدة على الإدماج المنهي التي حددت حصتها للسنة الجارية 2011 ب 2.500 عقد خاص بفئة الجامعيين والمؤهلين مهنيا. واذا كان الهدف بالنسبة لصبرينة منير ووليد يكمن في الظفر بعقد للإدماج المهني وضمان 12 ألف دج كدخل شهري لمدة العقد فإن فؤاد و أمين يحمل نظرة أقل تفاؤلا لأنهما سبق لهما و أن استفادا بعقد مماثل وبمؤسسة عمومية للسكة الحديدية -كما أشارا إليه - لكنهما بعد انقضاء مدة العقد يعودان إلى نقطة البحث عن فرصة أخرى للتشغيل. وهو ما يؤكده مدير وكالة عنابة للتشغيل الذي يوضح بأنه من أصل 15.400 طالب شغل سجل على مستوى الوكالة منذ بداية السنة الجارية 2011 فان عدد المسجلين لأول مرة لا يتعدى ال 3 آلاف طالب شغل بينما الباقي يعاد تجديد تسجيلهم وذلك كلما انتهى عقد تشغيلهم. ومن جهة أخرى عبر الشباب الذين حاورتهم وأج أمام مكتب وكالة التشغيل بعنابة عن رغبتهم في الظفر بعقد للإدماج المهني بمؤسسة عمومية اقتصادية متسائلين عن الاستثمارات العمومية التي من شأنها أن تفتح فرص حقيقية للتشغيل. فمن أصل 11.787 منصب شغل تم استحداثها خلال السنة المنصرمة 2010 بولاية عنابة وذلك في إطار مختلف أجهزة و أنماط التشغيل لم يستفد بالإدماج المهني الدائم وى 1.767 عاملا. ولمعالجة هذه المعادلة يقترح الشباب "بعث استثمارات عمومية لخلق مؤسسات صغيرة ومتوسطة" من شأنها استحداث فرص للتشغيل الدائم للشباب. يذكر أن قطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة بولاية عنابة سجل استحداث أزيد من 7.400 مؤسسة صغيرة ومتوسطة وذلك منذ سريان العمل بأجهزة المساعدة على إنشاء نشاطات خاصة. ويقدر معدل البطالة حاليا بولاية عنابة حسب مديرية التخطيط و تهيئة الإقليم ب10,50 بالمائة.