حذرت السلطات الليبية من العواقب الوخيمة التي قد تترتب عن قرار الولاياتالمتحدة إرسال طائرات بدون طيار إلى ليبيا للمشاركة في العمليات العسكرية التي يشنها حلف شمال الأطلسي منذ قرابة شهر و مواصلته لقصف المدن الليبية الذي يسجل مزيدا من القتلى. فبعد قرار بعض دول التحالف الغربي ارسال خبراء عسكريين لتدريب المتمردين شرق ليبيا الذين يخضون معارك شرسة مع قوات العقيد القذافي و هي المعارك التي لم يحسم فيها اي طرف سيطرته "المطلقة" على مدينة مصراتة جاء قرار الطائرات الامريكية من دون طيار ليزيد الوضع تعقيدا في ظل تردي الوضع الانساني الذي يشهد يوما بعد يوم مزيدا من القتلى و الجرحى. اعلان وزيرالدفاع الأمريكى روبرت غيتس عن موافقة الرئيس باراك أوباما على استخدام طائرات بدون طيار من طراز "بريداتور" مزودة بصواريخ للمشاركة فى العمليات العسكرية فى ليبيا ياتي ك"خطوة لممارسة المزيد من الضغوط على نظام العقيد الليبى معمر القذافى لارغامه على التراجع عن مساحات لصالح المتمردين الذين قالوا انهم "يسجلون تقدما نحو الدخول الى العاصمة طرابلس". وتاتي هذه التطورات في الوقت الذي يشهد فيه الوضع الامني ترديا امام سقوط قتلى وجرحى في قصف لطائرات الناتو لمدن لييبة حيث لقي ثمانية اشخاص من المدنيين مصرعهم ليلة الخميس في سرت حسبما افاد به التلفزيون الرسمي الذي اكد بان من بين القتلى موظفون كانوا يعملون اثناء تعرضهم للهجوم. كما افاد المصدر بان قوات حلف الناتو قصفت أمس مدينة "غريان"جنوب غرب البلاد مما أدى إلى وفاة عدد من السكان وإصابة آخرين كما صادرت هذه القوات ناقلة نفط ليبية. و يثير الوضع الامني المتفجر في ليبيا مزيدا من المخاوف لدى العديد من الدول من بينها الجزائر التي اعربت على لسان وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي موقفها لصالح حل سياسي للأزمة التي تشهدها ليبيا. وفي حديث للقناة الثالثة للاذاعة الوطنية جدد السيد مدلسي التاكيد بان"الحل السياسي (للأزمة التي تشهدها ليبيا) هو الحل الذي تقدم به الاتحاد الافريقي و هو نفسه الذي ترافع عنه الجزائر" مضيفا قائلا "نعيش اليوم وضعية معقدة للغاية حيث يقاتل الليبيون بعضهم البعض و أن أطرافا أخرى تعمل على أن تتفاقم هذه الحرب". في نفس الاتجاه أوضح وزير الشؤون الخارجية أن الجزائر تدعم " الحل السياسي الذي يوجد بخصوصه اجماع عام" موضحا أن هذا الحل يجب أن يعتمد " بعد وقف اطلاق النار وبعد وضع الية لاحترام وقف اطلاق النار". وفي ذات السياق دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى "ضرورة التوصل الى وقف اطلاق النار وبدء الحوار السياسي في ليبيا تجنبا لسفك الدماء و لكي نتمكن من تقديم المساعدة الانسانية للسكان المدنيين". وقال "الآن أولويتنا هي التوصل لوقف لإطلاق نار فعال يمكن التثبت منه..وحينئذ يمكننا توسيع مساعدتنا الإنسانية وسنشارك في حوار سياسي". و من جهته اعتبر وزير الخارجية الهولندي اورى روزنتال ان "خيار الاعتراف بالمجلس الوطنى الانتقالى الذى يمثل المتمردين الليبيين ليس الطريق الصحيح". وقال في مؤتمر صحفي مع نظيرته الامريكية هيلاري كليمتون ان "الحكومة الهولندية لا تتبع الفرنسيين والايطاليين على طريق الاعتراف بالمجلس الوطنى الانتقالى"مضيفا "نعتقد ان ليس هذا هو الطريق الصحيح الذى يتعين سلوكه لكننا نحاول فعلا ان نكون على اتصال مع المسوءولين فى المجلس الانتقالى فى بنغازى بحيث نساعدهم فى كل المجالات التى نستطيع ان نساعد فيه". و ستكون تطورات الوضع في ليبيا في جدول اشغال الاجتماع الوزراي للجنة الاتحاد الافريقي العليا الخاصة المقررة يوم الاثنين المقبل بمقر مفوضية الإتحاد الأفريقى فى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا. وقال الإتحاد الأفريقى فى بيان له بإن "هذا الاجتماع يهدف إلى بحث تطورات الموقف فى ليبيا وجهود حل الازمة فى البلاد". ومن المقرر أن يشارك فى الاجتماع ممثلون من اللجنة وأعضاء من مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقى , وكذلك ممثلون من الدول المجاورة بهدف بحث سبل الخروج من هذه الأزمة والاتفاق على آلية من أجل التشاور. كما سيعقد مجلس السلم و الامن التابع للاتحاد الافريقي في اليوم الموالي اجتماعا لبحث الوضع في ليبيا على ضؤ نتائج اجتماع اللجنة العليا للاتحاد . وكانت اللجنة العليا قد اختتمت زيارة إلى ليبيا فى 11 بريل الجارى بعد إجراء مناقشات مفصلة مع الحكومة الليبية والزعيم الليبى معمر القذافى, ومع رئيس وأعضاء المجلس الوطنى الانتقالى فى بنغازى. ووافقت الحكومة الليبية على خارطة الطريق التي اقترحها الاتحاد الافريقي و التي تنص بالخصوص على وقف اطلاق النار بينما رفضها المجلس الوطنى الانتقالى فى بنغازي مؤكدا " ضرورة تنحي فوري للعقيد معمر القذافي". و تعارض مجموعة الوساطة التي شكلها الاتحاد الافريقى لحل الازمة فى ليبيا الضربات العسكرية التى تشنها دول حلف شمال الاطلسى ضد ليبيا. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلارى كلينتون قد اكدت امس بان الولاياتالمتحدة ترغب فى الحصول على مساعدة الاتحاد الافريقى للوصول الى حل سياسى للنزاع فى ليبيا.