تواصلت المعارك بين القوات الموالية لقائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي والمتمردين عن نظامه يوم الأحد حول مدينة أجدابيا الإستراتيجية جنوب مدينة بنغازي معقل المتمردين وسط تحذيرات من فقدان التمويل الكافي لجهود المساعدات الإنسانية المقدمة لعشرات الآلاف من الأشخاص المشردين في ليبيا. وذكرت مصادر إعلامية أن القوات الموالية للعقيد معمر القذافي قصفت بالمدفعية الثقيلة اليوم المدخل الغربي لمدينة اجدابيا شرق ليبيا مجبرة المتمردين على التراجع من المنطقة.وكانت القوات الموالية للعقيد القذافي قد "تراجعت" يوم السبت على بعد 40 كلم من المدينة خلال مواجهات مع المتمردين بينما كانت قوات التحالف الاجنبي بقيادة حلف شمال الاطلسي /الناتو/ تكثف من غاراتها الجوية على المنطقة. للتذكير فإن المتمردين كانوا قد سيطروا على مدينة أجدابيا الاثنين الماضي بعد معارك عنيفة و بدعم من قوات حلف شمال الاطلسى التى شنت غارات أسفرت عن سقوط خمسين قتيلا معظمهم من جنود القذافي حسب المتمردين. ووصف المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم تقارير المنظمات الحقوقية التى تتهم الحكومة الليبية باسخدام قنابل عنقودية ضد المدنيين ب"الخيالية" ودعا هذه المنظمات إلى زيارة كل المدن الليبية بما فيها مصراتة للتأكد من تلك الادعاءات مشيرا إلى أن المنظمة تستند إلى شهادات من المتمردين أواتصالات هاتفية ترد إلى مكاتبهم في العواصم الاوروبية فقط ". ومع دخول القتال داخل مدينة مصراته شرق العاصمة طرابلس والمناطق المحيطة أسبوعه السابع فإن عشرات الآلاف من الأطفال يعانون الكثير ما دعا صندوق الأممالمتحدة للطفولة /يونيسف/ اليوم إلى وقف فوري للقتال فى مصراته. وقالت اليونيسف أن القتال المكثف والقصف العشوائي قد أديا إلى تزايد أعداد القتلى في مصراته بالإضافة إلى نقص الطعام وعدم توفر المياه الصالحة للشرب ومعاناة الأطفال من الصدمة. من جهتها حذرت مفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين من إستمرار فقدان التمويل الكافي لجهود المساعدات الإنسانية المقدمة لعشرات الآلاف من الأشخاص المشردين في ليبيا داعية المجتمع الدولي إلى تغطية هذا العجز وتوفير مبلغ 5ر68 مليون دولار لتغطية عملياتها الطارئة في ليبيا لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر. وحددت المفوضية قرابة 35 ألف مشرد داخل ليبيا معظمهم من أجدابيا والبريقة مضيفة أن العدد مرشح لأن يرتفع. وأمام هذا الوضع المتأزم دعت ليبيا الأممالمتحدة مجددا إلى ضرورة "وقف قصف" قوات التحالف لعدد من المواقع على أراضيها والتي قالت بأنها "مواقع مدنية وعسكرية" مؤكدة "استعدادها للتعاطي" مع قراري مجلس الأمن رقمي 1370 و 1373. وجاء الموقف الليبي على لسان وزير الخارجية عبدالعاطي العبيدي و الذى أبلغ بذلك مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة وزير الخارجية الأردني السابق عبدالاله الخطيب خلال اجتماعه اليوم الاحد به في طرابلس التي وصلها الأخير في وقت في مستهل جولة جديدة له لبحث تطبيق قراري مجلس الأمن المذكورين لوقف إطلاق النار. وذكرت مصادر ليبية رسمية إن العبيدي أطلع المبعوث الأممي على الأضرار التي خلفها قصف التحالف والذي وصفه بأنه "غير مبرر" مبينا أن القرارين المشار إليهما "لا ينصان على قصف المواقع العسكرية والمدنية والعدوان وترهيب الأسر والأطفال والنساء". من جهته استبعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ارسال قوات برية الى ليبيا قائلا أن من المهم التمسك بتفويض الاممالمتحدة وعدم اتخاذ اجراء من شأنه اثارة استياء العالم العربي. وأضاف "نحن واضحون للغاية في ضرورة التمسك ببنود قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة ". ويسمح القرار رقم 1973 الذي صدر لفرض منطقة حظر طيران للقوات باتخاذ "كل الإجراءات اللازمة" لحماية المدنيين مع استبعاد وجود "قوة احتلال أجنبية بأي شكل من الأشكال على الأرض الليبية".