بيروت - أسترجع اللاجئون الفلسطينيون في مخيماتهم بلبنان اليوم الأحد الذكرى السنوية ال63 لنكبتهم الأليمة التي حلت بهم في العام 1948 بإخراجهم عنوة من ديارهم على أيدي العصابات الإسرائيلية (الصهيونية) آنذاك . وقد نظموا في مخيماتهم مسيرات واعتصامات ومهرجانات شعبية أكدوا خلالها على تمسكهم بقرارات الشرعية الدولية وبحقهم بالعودة الى ديارهم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأفادت مصادر اعلامية لبنانية أن العديد من اللاجئين الفلسطينيين ممن عاصروا النكبة عام 1948 بكوا حسرة وألما على أرض وديار أخرجوا منها بالقوة ولم يستطيعوا العودة اليها بعد.. كما تمسك شباب بحقهم بحياة حرة كريمة كباقي البشر استنادا لقرارات الأممالمتحدة والشرعية الدولية. ونقلت المصادر عن الحاج عمر الناطور من مخيم برج البراجنة للاجئين بضاحية بيروتالجنوبية قوله انه تذكر الساعات العصيبة التي عاشها الفلسطينيون عام 1948 فقال "أنالعصابات الإسرائيلية المسلحة دخلت قرانا ومدننا وكانوا مدججين بالسلاح وكنا مدنيين عزل نعيش في بلادنا باستقرار وأمان فقتلوا الأطفال والنساء وطلبوا منا الرحيل". وقال من جهته الشيخ محيي الدين الجشي في كلمة مماثلة "اقتحموا القرى واعتدوا على النساء ودمروا المنازل فوق رؤوس المدنيين العزل وكانوا يحملون كل أنواع الأسلحة وكان معهم دبابات وطائرات وكانت قوة إرهابهم كبيرة". وفي مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيينببيروت استعرض نايف الخطيب ما تعرضت له أسرته في ذلك العام. وقال "كانت ساعات رهيبة عندما دخل علينا رجال مسلحون غرباء يطلقون النار بشكل عشوائي ويطلبون منا الرحيل.. أطلقوا النار بغزارة قتلوا أبي وأخي وبقيت أنا وأختي الصغيرة على قيد الحياة فخرجت إلى لبنان مع عمتي كانت رحلة شاقة من قريتنا إلى الحدود اللبنانية لم يكن لدينا الأكل والشراب". وفي مخيم المية للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صيدا جنوب لبنان تذكر الفلسطينيون ومن عاصر الخروج من فلسطين عام 1948 نكبتهم في ذلك الحين وعمليات القتل والتدمير والإرهاب التي أجبرتهم على مغادرة منازلهم خوفا على أطفالهم وبناتهم. ووصف الحاج فتحي أبو الكل ما قامت به المنظمات الاسرائيلية وما شاهده بأم عينه خلال تلك الأيام وقال "كان إرهابا بكل ما للكلمة من معنى". وأضاف "عندما يقتل المسلح المدنيين العزل من أطفال ونساء وشيوخ وعندما يجبرهم على ترك منازلهم لا يمكن أن نسمي هذا -كما قال أبو الكل- إلا إرهابا يحاسب عليه القانون". وإلى جانب ما يتذكره المسنون الفلسطينيون في لبنان ممن عاصروا النكبة عام 1948 فإن جيل الشباب داخل المخيمات هم الأكثر إرادة على استرداد حقوقهم المسلوبة ومازالوا متمسكين بهذا الحق. وأكد محمود عكاوي من مخيم البص "أن الأجيال الفلسطينية القادمة لن تنس حقها في وطنها مهما طال الزمن وهذه الأجيال لن يغيب عن بالها تلك المشاهدات التي رواها الرجال ممن عاشوا النكبة" . ويحيي الفلسطينيون في الخامس عشر من ماي من كل عام ذكرى ترحيل مئات الآلاف منهم عن بلداتهم وقراهم في عام 1948 ويطلقون على هذا اليوم (ذكرى النكبة) ومنذ ذلك الحين يعيش هؤلاء وأبناؤهم في مخيمات في لبنان وسوريا والأردن وعدد من الدول العربية والضفة الغربية وقطاع غزة.