الجزائر - تجددت الاشتباكات بين قوات الجيش السوري ومسلحين بالقرب من مدينة معرة النعمان بمحافظة ادلب شمال سورية وسط ضغوط دولية على دمشق لوقف العنف ضد المحتجين والاستجابة لمطالبهم المشروعة. وعبر رئيس الوزراء الروسى فلاديمير بوتين اليوم بباريس من جديد عن رفض بلاده مشروع القرار الذي طرحته فرنسا وبريطانيا في مجلس الامن الدولي والذين يدين السلطات السورية باستخدام القوة ضد المتظاهرين. وقال بوتين أن التدخل فى شئون دولة ذات سيادة يعد أمرا لا طائل من ورائه مبرزا بإن تطورات الأوضاع فى بعض دول المنطقة تشير إلى أن الوضع لا يمكن أن يتحسن عندما نحاول بأنفسنا قيادة عملية التغيير فى إشارة منه إلى الوضع الحإلى فى ليبيا. وتخشى الدول الداعمة لمشروع هذا القرار وهي فرنسا وبريطانيا والبرتغال والمانيا من استخدام روسيا والصين لحق النقض حيث صرح رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون اليوم خلال لقائه ببوتين أن مجلس الأمن الدولى لا يمكن أن يظل لفترة طويلة "صامتا إزاء ما يحدث في سورية", وانه قد حان الوقت لكى "يتحمل كل طرف مسئوليته". في إشارة منه لتهديد موسكو باستخدام حق الفيتو ضد مشروع القرار. وكانت الصين قد دعت إلى الحوار والتنسيق بين الأطراف المعنية في سورية من أجل حل الخلافات الداخلية بالطرق السلمية داعية المجتمع الدولى إلى مواصلة الاضطلاع بدور بناء في تعزيز السلام. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لى اليوم ان الصين تدعم سورية في اختيار طريق تنمية يتلائم مع ظروفها الوطنية من أجل تحقيق استقرار طويل الاجل وتنمية مزدهرة. ومن جهتها عبرت وزارة الشؤون الخارجية اليوم عن "قلق " الجزائر إزاء الوضع السائد في سورية. واكد وزيرالشؤون الخارجية مراد مدلسي خلال لقاء صحفي مشترك مع نظيره المجري جانوس مارتوني الذي يتولى بلده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي والمفوض المكلف بالتوسيع و سياسة الجوار الأوروبية ستيفان فول بلكسمبورغ أن قرار تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة "يعود للشعب السوري". و أوضح في رده على سؤال للصحافة حول ما إذا كان الرئيس الأسد قد فقد شرعيته قائلا "نحن اليوم قلقون جدا" إزاء الوضع في سورية "لكن مسألة ما إذا كان هذا المسؤول أو ذاك قد فقد شرعيته فهذا ليس من شأن الجزائر". وكانت الولاياتالمتحدة وتركيا قد دعتا إلى ضرورة "وقف النظام السوري للعنف ضد المحتجين واحترام مطالبهم الديمقراطية". وقالت مصادر دبلوماسية ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اتفق خلال الاتصال الهاتفي مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما امس على على ضرورة "أن توقف الادارة السورية على الفور استخدام العنف واستهداف المحتجين ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد, واحترام مطالبهم الديمقراطية". ومن جهته قال وزير الخارجية الإيطإلى فرانكو فراتينى في تصريح اليوم أن بلاده " ترغب فى التوصل إلى قرار من الأممالمتحدة ضد السلطات السورية". وهددت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون بفرض مزيد من العقوبات ضد سورية. وقالت آشتون في ختام اجتماع وزراء خارجية الدول الاتحاد الأوروبى فى لوكسمبورج امس إن الاتحاد يدعو الرئيس الأسد "للبدء بحوار فعلى مع مختلف أطياف الشعب"موضحة أن وزراء الخارجية أعلنوا استعدادهم "لفرض مزيد من العقوبات على سورية". وقللت بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد اليوم من أهمية الانتقادات الغربية الموجهة إلى بلادها وقالت إنه "من الأجدر بالولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوروبية توفير الدعم لمسيرة الديمقراطية التي تشهدها سورية". وأضافت أن الأسد "وعد الشعب السوري بإصلاحات سياسية واجتماعية والآن الرئيس يفي بوعوده" مشيرة إلى انه وضع رؤية واضحة للتقدم بالبلاد, سيتم طرحها والتوصل إلى ما يرضي القوى الوطنية على الحوار الوطني من خلال مشاركة كافة القوى المعارضة وجميع الاطياف الاجتماعية الآخرى. وعبرت الهيئة الاستشارية المنبثقة عن المؤتمر السوري للتغيير المعارض الذي انعقد في انطاليا التركية عن "رفض الحوار مع الرئيس بشار الأسد داعيا إياه إلى الاستقالة". وأعلن المكتب التنفيذي للهيئة اليوم عن "رفضه الكامل لما جاء في خطاب "الأسد أمس وأعتبره "محاولة يائسة لإطالة عمر هذا النظام واعتداء سافرا جديدا على الشعب السوري وثورته المجيدة". و أصدر الرئيس السوري بشار الأسد في اطار التهدئة اليوم عفوا عن الجرائم المرتكبة قبل 20 جوان الجاري وذلك بعد يوم واحد من الخطاب الذي ألقاه امس. كما وعدت السلطات السورية اللجنة الدولية للصليب الاحمر بزيارة "المناطق المضطربة" وذلك بعد لقاء رئيس اللجنة جاكوب كيلينبرغر الذي زار دمشق لهذا الغرض مع رئيس الوزراء عادل سفر ووزير الخارجية وليد المعلم حيث بحث معهم المسائل الانسانية. وكان الناطق باسم مفوضية الاممالمتحدة العليا للاجئين ادريان ادواردز قد اشار إلى ان القرى المحيطة بمدينة جسر الشغور قرب الحدود التركية التي شهدت اضطرابات كبيرة الايام الماضية تبدو مهجورة على مسافة تقارب 40 كلم بما يؤشر إلى حدوث عمليات نزوح كبيرة. وذكرت تقارير صحفية اليوم انه سمع اطلاق عيارات نارية باسلحة خفيفة ودوى انفجارات عند الجانب السورى من الحدود التركية السورية حيث يوجد الاف النازحين السوريين الهاربين من الاشتباكات. ويتواجد أكثر من عشرة آلاف لاجىء سورى جلهم من النساء والاطفال في تركيا هروبا من تردي الوضع الامني في بلادهم.