باتنة - أستحسن الجمهور الباتني العرس التلمساني التقليدي الأصيل بمناسبة فعاليات الأسبوع الثقافي للجوهرة تلمسان بعاصمة الأوراس باتنة. فالتظاهرة التي انطلقت مساء امس ألاربعاء بدار الثقافة "محمد العيد آل خليفة" على وقع أنغام فرقة الشيخ بوعمامة الفلكلورية لجمعية لعلاوي سيدي يوسف كانت فاتحتها بالعرس التلمساني الذي أبهر الحضور خاصة باللباس التقليدي المميز والذي ينم عن لمسة فنية عريقة تميزت بها أنامل الحرفيين بعاصمة الزيانيين. فالمرأة التلمسانية مازالت إلى حد الآن تقول الحرفية راضية طبال "مشرفة على العرس" متمسكة بلباسها التقليدي ولا يمكن لعروس بعاصمة الزيانيين أن تزف إلى بيت زوجها سوى بالشدة بكل مكوناتها من الشاشية والمنديل والقفطان المطرزين بخيوط الحرير والذهب الخالص وكذا الحلي الذهبية المزينة بالحجارة الكريمة (حبات الجوهر الأصيلة) من خيط الروح والجبين والخرسة. و إن كانت المرأة تضيف هذه الحرفية التي ورثت مداعبة حبات الجوهر (لتشكيلها في صورة عقود جميلة تزين العروس) عن جدتها وأمها تحرص أوقات زمان على أن تكون لها شدتها الخاصة تتزين بها يوم عرسها فإن العروس اليوم وأمام غلاء مكونات هذا اللباس التقليدي العريق مجبرة في كثير من الأحيان على كرائه ليومين أو ثلاثة. ولأن العروس بتلمسان تردف المتحدثة تنتظر اللحظة التي تلبس فيها الشدة التي تضفي حسنا وجمالا على كل امرأة ترتديها كما أنه زي يجلب الحظ وفأل الخير للعروسة في اعتقاد الكثير من الأمهات والجدات. فأجواء العرس التقليدي التلمساني أضفت على دار الثقافة "محمد العيد آل خليفة" بباتنة مسحة جمالية خاصة امتزجت فيها الموسيقى العريقة بأصالة اللباس التقليدي الذي بدا وكأنه خرج للتو من حكايات ألف ليلة وليلة وهي الجلسة التي لم يغب عنها طبق الكسكسى الذي وإن اختلفت طريقة تحضيره من منطقة إلى أخرى فإنه يبقى العامل المشترك في كل أفراح العائلات الجزائرية.