تعرف المعارض المتنوعة المقامة بدار الثقافة «محمد العيد آل خليفة» بمدينة باتنة في إطار المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية لجيجل التي حلّت بولاية باتنة منذ يومين إقبالا كبيرا للجمهور الباتني سيما الأجنحة المخصصة للصناعات التقليدية، واستقطبت في هذا السياق الأواني الطينية التي أنجزتها الحرفية «بن طالب وردة»، سيما "طاجين النمرة" الذي تطهى فيه رقائق "الشخشوخة" اهتمام النساء، خاصة وأنه يختلف عن "الطاجين" الذي تطهو فيه المرأة الأوراسية هذا الطبق الذي يعد من الأكلات التقليدية المشهورة بالمنطقة، وتقول هذه الحرفية المنخرطة في الجمعية الريفية لبلدية «سيدي عبد العزيز» بأن "طاجين النمرة" يعد مقياسا لتقييم ربّة البيت الممتازة لدى العائلات العريقة بجيجل، سيما العروس الجديدة، لأن له تقنيات خاصة يجب أن تلتزم بها المرأة لتنجح في الطهي عليه، ومن جهته نال جناح السلال إقبال الكثير من الفضوليين الذين أعجبتهم أشكالها المتنوعة لاسيما تلك التي تستخدم في "جهاز" العروس بعد تزيينها بالأشرطة والزهور الحريرية والمواد البراقة، وشملت التظاهرة أيضا أجنحة خاصة بالطبخ التقليدي والفنون التشكيلية، إلى جانب صور لمعالم جيجل القديمة ومناظرها الطبيعية الخلابة، كما ركّزت أيضا على البعض من أعلام المنطقة ورجالاتها كالشيخ «سي محمد الطاهر ساحلي» و«أبو العيد دودو» و«فرحات عباس» و«دراع محمد الصادق»، وكان الأسبوع الثقافي لولاية جيجل الذي افتتح على وقع أغاني ورقصات فلكلورية لفرقة «بني فوغال» قد شهد في سهرته الافتتاحية تقديم حفل فني شعبي لفرقة «بوجمعة بوسدر»، تفاعل الجمهور مع أغانيها لاسيما تلك التي ذكرتهم بأشهر أغاني الفنان الشيخ «محمد العنقا»، وينتظر أن تشهد بعض مدن الولاية الكبرى بباتنة ك«المعذر» و«عين التوتة» جانبا من أنشطة الأسبوع الثقافي الجيجلي لتعريف سكان المنطقة بالتراث العريق لهذه الولاية الساحلية.