رام الله (الضفة الغربية) - كشفت تقارير إعلامية يوم الجمعة عن خطة اسرائيلية تهدف لتنظيم عملية استيلاء على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وتمنع إمكانية إجراء تبادل أراضي في أية تسوية مستقبلية مع الجانب الفلسطيني. و أضافت المصادر نقلا عن وثيقة تم إعدادها في ما يسمى ب"الإدارة المدنية" التابعة للجيش الإسرائيلي "أن الإجراءات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي ستمكن من تنفيذ إجراءات تخطيط وبناء حول الكتل الاستيطانية "أريئيل" الواقعة جنوب مدينة نابلس في عمق الضفة الغربية و"معاليه أدوميم" الواقعة بين القدسالشرقية ومدينة أريحا و"غوش عتصيون" الواقعة بين القدسالشرقية ومدينة الخليل وكذلك حول المستوطنات في القدسالشرقية وفي مناطق إستراتيجية مثل غور الأردن وشمال البحر الميت. و أشارت المصادر الاعلامية إلى انه اشرف على اعداد الوثيقة رئيس قسم البنى التحتية في "الإدارة المدنية" المقدم تسفي كوهين في جانفي الماضي وتزامن اعداد الوثيقة مع التوقيع على إجراء آخر يقضي بأن الأراضي في الضفة التي ملكيتها ليست معرفة "هي أراض بإمكان المسؤول عن الأملاك الحكومية الاستيلاء عليها". وشددت الوثيقة على أن التخطيط لتنفيذ أعمال بناء استيطاني في منطقة "أريئيل" وغور الأردن وشمال البحر الميت "تمنع من الناحية العملية قيام دولة فلسطينية مع تواصل جغرافي" كما أن حجم الأراضي التي تعمل "الإدارة المدنية" على توسيع المستوطنات فيها تمنع إمكانية إجراء تبادل أراضي في أية تسوية مستقبلية ووفقا لخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في 19 ماي الماضي". و وفقا ل"وثيقة كوهين" فإن طاقما في "الإدارة المدنية" يدعى طاقم "الخط الأزرق" عمل على رصد ما تصفه إسرائيل "أراضي دولة" في الضفة الغربية والتي تم تعريفها على هذا النحو في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي وأن هذا الطاقم يعمل منذ العام 1999. وقالت المصادر الاعلامية إنه خلال تلك السنوات أعلنت إسرائيل عن مئات آلاف الدونمات في الضفة على أنها "أراضي دولة" وأن طاقم "الخط الأزرق" يعطي أولوية للأراضي التي يدور حولها نزاعات في المحاكم الإسرائيلية بين المستوطنين والفلسطينيين أو بين الفلسطينيين وإسرائيل. وأظهرت دراسة أجراها الباحث درور إتيكس الذي يتابع البناء الاستيطاني أن طاقم "الخط الأزرق" شمل ضمن "أراضي الدولة" 26 بؤرة استيطانية عشوائية ما يعني أن السلطات الإسرائيلية بدأت عملية تشريع هذه البؤر. و يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طالب الإدارة الأميركية الحالية بإعادة تأكيد التزامها بما يعرف ب"رسالة الضمانات" التي سلمها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون في العام 2004 وتعهد فيها بتغيير مسار الحدود بين إسرائيل والضفة من خلال ضم الكتل الاستيطانية إلى إسرائيل على أن يتم الاتفاق على ذلك بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. و من جهة ثانية أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمبعوث الأميركي الخاص جورج ميتشل خلال المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل العام الماضي على أنه يستحيل التوصل إلى اتفاق يشمل سيطرة إسرائيل على غور الأردن وشمال البحر الميت ومنطقة الكتلة الاستيطانية "أريئيل" التي تبعد عن الخط الأخضر 20 كيلومترا.