الجزائر - شرعت قوات الجيش السوري يوم الأربعاء في الإنسحاب من مدينة حماة بعد عمليات عسكرية مكثفة لتطهيرها من "الجماعات الارهابية المسلحة" في خطوة تنبئ بإعادة الإستقرار للبلاد سيما مع تأكيد دمشق تمسكها بالحوار والبدء في الاصلاحات المعلن عنها من قبل لوقف العنف. وذكرت تقارير إعلامية أن دبابات ووحدات من الجيش السوري بدأت اليوم في الإنسحاب من مدينة حماة (شمال دمشق) ومحافظة أدلب وريفها تحت أنظار عدد من الصحفيين و مبعوثين من جنوب افريقيا والبرازيل والهند الدول التي تشغل مقاعد غير دائمة في مجلس الامن الدولي وذلك بدعوة من السلطات السورية. وكانت وحدات الجيش السوري دخلت مدينة حماة بعدما شهدت مظاهرات احتجاجية حاشدة معارضة للنظام وذلك في إطار الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ نحو خمسة أشهر. وذكر مصدر سوري عسكري "إن وحدات الجيش التي كلفت إعادة الأمن والإستقرار إلى مدينة حماة بدأت بالخروج منها بعد إنجاز مهمة نوعية " مشيرا إلى أن وحدات الجيش عملت على "حماية حياة المواطنين المدنيين وملاحقة فلول عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة التي عاثت فسادا وتخريبا وقطعت أوصال المدينة وعطلت دورة الحياة فيها". و أوضح المصدر العسكري "أن وحدات الجيش تدخلت وتصدت بدقة ومهنية عالية لأولئك الإرهابيين وألقت القبض على عدد منهم لتقديمهم إلى العدالة" مبرزا أن "الحياة الطبيعية بدأت تعود بشكل تدريجي إلى المدينة". كما بدأت بوادر الانفراج تظهر في سورية بعد أن بدأ النازحون من المدينة خلال الأيام الماضية بالعودة إلى منازلهم رغم وجود الحواجز الأمنية المكثفة في الشوارع والمداخل الرئيسة للمدينة. وكان التلفزيون السوري بث الليلة الماضية اعترافات لأحد عناصر من وصفها ب"المجموعات الإرهابية المسلحة" قال فيها إنه "شارك بالمجازر التي ارتكبتها المجموعات المسلحة بحق قوى الجيش وحفظ النظام في محافظة حماة وعمليات التخريب للممتلكات العامة والخاصة وقطع الطرقات وترويع المواطنين". وسعيا منها لاستعادة الامن ووضع حد للأزمة جددت السلطات السورية اليوم الأربعاء التأكيد على تمسكها بالحوار الوطني وتنفيذ الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس بشار الاسد. وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في هذا الشأن تصميم بلاده على إجراء حوار وطني وتنفيذ حزمة الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس بشار الأسد. وتتواصل المساع الدولية لحل الأزمة في سورية من خلال الدعوة للتعقل والحوار وهو ما دعت اليه السلطات الجزائرية اليوم بعد أن أعربت عن "تأسفها" إزاء العنف في سورية و دعت الأطراف إلى الحكمة و مباشرة حوار وطني "شامل". وقال المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية السيد عمار بلاني في تصريح للصحافة "لا يسعنا اليوم إلا أن نعرب عن تأسفنا إزاء العنف و ندعو الاطراف السورية إلى تفضيل سبيل الحكمة و الحوار الوطني الشامل من اجل تجاوز الأزمة و المضي قدما في تنفيذ الإصلاحات السياسية التي اعلنت عنها السلطات السورية قصد الحفاظ على امن و استقرار هذا البلد الشقيق الذي يلعب دورا هاما بالمنطقة". كما تتوالى البعثات الدولية التوافد على سورية في مسعى منها للمساهة فى حل الازمة حيث أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في هذا السياق أن "السفير التركي في سورية زار اليوم مدينة حماه حيث شاهد بدء انسحاب الجيش السوري منها". وربط اردوغان بين إنسحاب القوات وزيارة وزير الخارجية التركي امس لدمشق وقال " أنه بالطبع امر مهم جدا بالنسبة الى النتائج الايجابية للمبادرة التركية" معربا عن أمله في أن "ينتهي كل شيء في غضون 10 الى 15 يوما وأن تخطو سورية خطوات نحو تطبيق الاصلاحات". وفي نفس المسعى يقوم وفد يضم مبعوثي جنوب إفريقيا والبرازيل والهند بزيارة الى سورية أين التقوا وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق الذي أطلعهم على صورة الأحداث التي تشهدها بلاده. وأشار المعلم الى ان بلاده "ماضية في الاصلاحات" من خلال إصدار قانوني الأحزاب والانتخابات العامة اللذين يستجيبان-حسبه- "للمطالب الشعبية ويؤسسان للتعددية السياسية وللحياة الديمقراطية". وأكد الوزير السوري لزواره أن بلاده "ستخرج من هذه الأزمة أقوى وأشد بأسا" مشيرا إلى أن "ما تتعرض له سورية من تدخلات خارجية وتحريض إعلامي واسع يهدف للضغط على قرارها السياسي المستقل الذي يقف حائلا في تحقيق أجندات خارجية". وكانت البرازيل ومعها كل من لبنان والهند وجنوب افريقيا التي لها حاليا مقاعد في مجلس الأمن رفضت استصدار قرار في مجلس الأمن يدين السلطات السورية لاستخدامها ما أسمته دول غربية "القمع المفرط" ضد المتظاهرين المطالبين بالتغيير.