اعلنت الحكومة السورية عن تشكيل لجنة لاعداد قانون جديد للانتخابات العامة على أن يتم انجاز هذا القانون خلال اسبوعين. ويقول المراسلون في دمشق ان من شأن هذا تمهيد السبيل امام انتخاب مجلس الشعب المقبل (البرلمان) على اساس هذا القانون. أما ميدانيا فقد ذكرت الانباء الواردة من سورية ان مدينة حمص، ثالث اكبر مدن البلاد، تعرضت لقصف مدفعي من دبابات الجيش. كما قالت وكالة الأنباء السورية أن جنديين قتلا وأصيب خمسة آخرون في كل من حمص ودرعا، اثناء اشتباكات مع من وصفتهم ب عصابات مسلحة. ومن حمص قال شهود العيان ان منطقة باب عمرو السكنية تعرضت لقصف شديد بقذائف الدبابات والمدفعية في ساعات الصباح الاولى من يوم الاربعاء. وذكر احد سكان المنطقة ل بي بي سي ان حي باب عمرو محاصر منذ اربعة ايام، وقد قطعت عنه المياه والكهرباء والاغاثة الطبية. واضاف ان مواجهات وقعت بين قوات الامن السورية وسكان الحي الذين قاوموا ببنادق الصيد التي بحوزتهم، لكن لا يوجد تأكيد مستقل على صحة هذه الانباء. وأكد أحد سكان المدينة ان حي باب عمرو شهد طوال ليل الثلاثاء اشتباكات مسلحة وسمعت أصوات قذائف دبابات ورشقات رشاشات استمرت حتى السابعة من صباح أمس. ومنع الدخول والخروج من الحي حيث أقيمت حواجز تفتيش على مداخله للتدقيق بالهويات. وبحسب شهود العيان تقوم فرق مشتركة من الجيش والامن بعمليات دهم واسعة لمنازل الحي للبحث عن مطلوبين وفق قوائم مسبقة. وكان شاهد آخر اتصلت به بي بي سي أكد انه استيقظ عند الساعة الخامسة من فجر اليوم على أصوات انفجارات قذائف الدبابات ونيران الأسلحة الأثقيلة. وقد صرح مصدر عسكري سوري أن الجيش والوحدات الأمنية تواصل ملاحقة الفلول الإرهابية في ريف حمص. وأضاف البيان الذي نقله التلفزيون السوري أنه قبض على مجموعة من المطلوبين وصودرت كميات من الأسلحة والذخيرة، وكذلك مجموعة من السيارات و 150 دراجة نارية استخدمها الإرهابيون في مهاجمة وترويع وقتل المواطنين. واوضح البيان أن الاشتباكات عن جرح أحد الضباط وقتل وجرح عدد من أعضاء المجموعة الإرهابية. دمشق تنسحب من عضوية حقوق الإنسان قال دبلوماسيون في الأممالمتحدة إن سورية تخلت عن خططها للحصول على مقعد في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بسبب ضغوط من بعض الدول الأعضاء على خلفية الإجراءات التي تتخذها السلطات السورية في التعامل مع المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في البلاد. وستحل الكويت محل سورية في المنافسة للحصول على المقعد. ولم يصدر تأكيد رسمي لذلك، وصرح المبعوث السوري للأم المتحدةبشار الجعفري لبي بي سي أن موقف سورية لم يتغير، وأضاف أنا بانتظار التعليمات. ويقول المراسلون في نيويورك إن الحملة للحيلولة دون حصول سورية على العضوية قد اشتدت بعد قمعها العنيف للاحتجاجات المناهضة للنظام، وتعرضت دمشق لضغوط غربية وعربية وآسيوية للانسحاب. وأضافتوا أن مسؤولي المنظمة الدولية أبدوا قلقا تجاه تأجيل السلطات في دمشق السماح لبعثات اممية بدخول مدينة درعا. دعوات دولية ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الاسد الى الامتناع عن استخدام القوة المفرطة في مواجهة الاحتجاجات في بلاده، وحثه على الاستجابة الى دعوات الاصلاح. وقال المسؤول الدولي انه محبط من عدم حصول فريق تقييم الاوضاع الانسانية في سورية على التسهيلات اللازمة للدخول الى مدينة درعا السورية. واضاف كي مون، في تصريحات من جنيف، ان الاسد اكد له ان الفريق سيحصل على تسهيلات لدخول درعا. وفي وقت سابق قالت جماعة سورية لحقوق الانسان إن لديها دليلا موثقا بمقتل سبعمائة وخمسين شخصا على الأقل في أعمال العنف في سورية حتى الان. وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان إن لديها قائمة باسماء وملابسات قتل كل ضحية. يأتي ذلك في الوقت الذي واصل فيه الجيش السوري عملياته في أكثر من مدينة، ومنها حماة وبانياس. من جانب آخر، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن السلطات السورية أطلقت سراح ثلاثمائة شخص كانت قد ألقت القبض عليهم في بانياس منذ أن اقتحمت الدبابات المناطق السكنية في المدينة. وتقول الحكومة إنها تواصل مكافحة التمرد المسلح من قبل إرهابيين مسلحين، وقد نشرت دبابات وقوات لحماية المدنيين. وتحرك الجيش نحو ضاحية المعضمية غرب دمشق وقال ناشط حقوقي لبي بي سي إن 3 أشخاص على الأقل قتلوا وجرح آخرون في الاشتباكات وإن نحو 200 قد اعتقلوا. وكانت الأممالمتحدة قد أعربت عن قلقها إزاء عدم تمكنها من إيصال المعونات الإنسانية إلى مدينة درعا. مجلس الأمن وفي تلك الأثناء أطلقت دول غربية محاولة جديدة لحمل مجلس الأمن الدولي على إدانة سورية بسبب قمعها للمتظاهرين المعارضين كما أفاد دبلوماسيون. وأثارت بريطانيا خلال اجتماع لمجلس الأمن رفض سورية السماح لبعثة تقييم انسانية بالدخول الى مدينة درعا جنوبي البلاد التي انطلقت منها تظاهرات الاحتجاج. وتتقدم بريطانيا جهود استصدار قرار يحذر سورية من قمع المتظاهرين كما قال دبلوماسيون. وتقوم دول غربية في موازاة ذلك بتسريع حملة لمنع سورية من الحصول على مقعد في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة خلال تصويت يجري الاسبوع المقبل. وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض حظرا تصدير الأسلحة والمعدات التي يمكن استخدامها في القمع لسورية.