دمشق - دعت السلطات السورية مواطنيها النازحين نحو الحدود التركية إلى العودة إلى منازلهم التي أجبروا على مغادرتها وسط أنباء عن استعداد الجيش للدخول إلى مدن وقرى شمال البلاد لإعادة الأمن والاستقرار فيها في وقت تظاهر الاف المواطنين في دمشق لمساندة الرئيس بشارالاسد مؤكدين "الوحدة الوطنية ورفض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لسوريا". وفي إطار المساعي الرامية لعودة النازحين الذين بلغ عددهم حتى الان اكثر من 8000 لاجئ الى تركيا أعلنت مصادر صحفية أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان سيستقبل في وقت لاحق اليوم حسن التركماني المبعوث للرئيس السوري بشار الاسد "لبحث التطورات في سوريا". وكان اردوغان حث مجددا أمس الثلاثاء الرئيس السوري في اتصال هاتفي على وضع "جدول زمني للاصلاحات ووقف القمع في بلاده". وفي سياق متصل، أجرى الهلال الاحمر السورى اتصالات مع نظيره التركى لتسهيل عودة المواطنين السوريين النازحين من "جسرالشغور" التى تبعد 40 كلم تقريبا عن تركيا. وأكد وزير الاعلام السورى عدنان محمود-عقب اجتماع لمجلس الوزراء عقده الليلة الماضية- أن المجلس طلب من الهلال الاحمر السورى تأمين كافة الاحتياجات لكل المواطنين مضيفا أن المجلس وجه نداء إلى المواطنين للعودة إلى منازلهم في مدينة "جسرالشغور" والذين اجبروا على مغادرتها بعد استعادة الامن والاستقرار إلى المدينة. وقال عدنان محمود -في بيان بثه التلفزيون السورى- أن الحكومة من جانبها ستقوم بتأمين واعادة اعمار ما تم تدميره بكافة المرافق الخدمية في المدينة وما دمرته المجموعات المسلحة من مرافق حيث يجرى حاليا العمل على اعادة الاعمار واعادة صيانة تلك المنشآت. ويقيم اللاجئون في اربعة مخيمات في محافظة هاتاى اقامها الهلال الاحمر التركى ويأتى معظهم من بلدة جسرالشغور. وأكدت وكالة الانباء السورية ان "التنظيمات المسلحة " بدأت حملات ترويع لتهجير الأهالي في منطقة معرة النعمان في محافظة ادلب شمال غرب سوريا مضيفة ان " التنظيمات الإرهابية المسلحة تحاول تكرار ما فعلته في جسر الشغور في معرة النعمان وتقوم بحملة ترويع لتهجير الأهالي والنيل من سمعة الجيش عبر فبركات وإشاعات". من جهة أخرى، أعلن نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد أن بلاده تتعرض لمؤامرة تهدف إلى النيل من مكتسباتها وإنهاء دورها المحوري الهام في المنطقة . وقال أن أعمال العنف والقتل والتخريب وحرق المنشآت العامة والخاصة تقوم بها مجموعات متطرفة ومسلحة في مختلف أنحاء البلاد. مؤكدا عزم سوريا التام على إتمام برامج الإصلاح وعلى تمسكها باستقلالية قرارها الوطني وسيادتها التامة وحرصها على أمن مواطنيها ومستقبل شعبها. وعلى صعيد متصل تظاهر الاف المواطنين اليوم في دمشق لمساندة الرئيس بشار الاسد مؤكدين "الوحدة الوطنية ورفض التدخل الاجنبي في الشؤون الداخلية لسوريا" وفقا لما بثه التلفزيون الحكومي. وعلى الصعيد الأمني، ذكرت تقارير اخبارية، أن وحدات من الجيش السوري ابدت استعداداتها للدخول الى مدينة "معرة النعمان" و"خان سيخون" و"جبل الزاوية" التابعة لمحافظة "أدلب" شمال سوريا خلال الساعات المقبلة بعد ان احكمت سيطرتها على مدينة "جسر الشغور" لملاحقة "مجموعات متطرفة ومسلحة والتى فرت باتجاه تلك المناطق ونصبت الحواجز الامنية على الطرق العامة في تلك المناطق التى لاتزال تشهد فراغا امنيا كبيرا. وقالت صحيفة "الوطن" السورية اليوم ان تلك المناطق تشهد عمليات سلب وحرق مقار الشعب والفرق الحزبية والمراكز الامنية والاعتداء على مؤسسات الدولة ونهبها وترويع المواطنين . وتوقعت الصحيفة ان تنتهى العمليات العسكرية في منطقة "معرة النعمان" في زمن يقل عن الزمن الذى استغرقته عملية "جسر الشغور" خاصة وان المسلحين يتركزون بشكل رئيسى في قريتين احداهما غرب معرة النعمان والثانية في شرق المدينة . وكانت مدينة "جسر الشغور" شهدت الأسبوع الماضي اشتباكات بين قوى الأمن والشرطة من جهة وبين مسلحين من جهة أخرى راح ضحيتها 120 من عناصر الأمن والشرطة من بينهم 82 في اعتداء لمسلحين على مركز أمني بالمدينة وفق ما اكدته مصادر رسمية. وكان امين العام الجامعة العربية عمروموسى قد وصف الوضع في سوريا ب"الخطير والمقلق للجميع" وشدد على "عدم ترك الامور"بهذا الوضع. ولم يستبعد عقد اجتماع لمجلس الجامعة العربية قريبا لمناقشة تطورات الاوضاع في سوريا. و في رده اعتبر مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية يوسف أحمد ان تصريحات عمرو موسى"غير المتوازنة لا تعدو كونها تجاهلا فاضحا" لحقيقة ما تتعرض له سوريا من استهداف خارجي يستخدم "أجندة وأذرع" داخلية تسعى إلى ضرب الأمن والاستقرار في البلاد والنيل من مواقف سوريا واستقلالية قرارها الوطني والقومي. و يعقد اليوم الأربعاء اجتماع موسع برئاسة وزير الخارجية التركي داود اوغلو يضم سفراء تركيا في دول الشرق الأوسط وأمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا لمناقشة الوضع في المنطقة خاصة في كل من سوريا وليبيا . يذكر ان عدة مدن سورية تشهد مظاهرات منذ اندلاع الاحتجاجات في البلاد منذ 15 مارس الماضي والتي سقط خلالها العديد من القتلى والجرحى.