يجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم، في مدينة اسطنبول التركية برؤساء البعثات الدبلوماسية الفلسطينية في الخارج لبحث مشروع انضمام دولة فلسطين إلى الأممالمتحدة الذي يلقى قبولا دوليا متصاعدا، رغم المعارضة الشديدة له من طرف إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية التي تهدد باستخدام حق النقض (الفيتو) في وجه الطلب الفلسطيني. وسيفتتح الإجتماع "الهام" والأول من نوعه بكلمة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومن الرئيس التركي عبد الله غول، حيث اكدت تركيا في وقت سابق للرئيس عباس على انها تدعم التوجه الفلسطيني إلى الاممالمتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة. ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو بالرئيس الفلسطيني محمود عباس على هامش اجتماع السفراء الفلسطينيين في اسطنبول على مدى يومين لبحث العلاقات الثنائية والوضع في الاراضى الفلسطينية وعملية السلام بالشرق الاوسط، والتطورات الجارية في المنطقة. وتأتي زيارة الرئيس الفلسطيني إلى تركيا في إطار جولة أوروبية شملت النرويج واسبانيا يسعى من خلالها لحشد الدعم الدولي للتوجه الفلسطيني إلى الاممالمتحدة في شهر سبتمبر المقبل للإعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967، وذلك بعد قرار لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية دعم التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة، في ظل استمرار تعثر محادثات السلام منذ أكتوبر الماضي بعد أربعة أسابيع من إطلاقها برعاية أمريكية بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني. كما تأتي جولة عباس الأوروبية بعد فشل اللجنة الرباعية في التوافق على صيغة تسمح باستئناف المفاوضات على اساس نفس الحدود ووقف الاستيطان. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أكد في برشلونة بإسبانيا ان "الجهود" التي تبذل من اجل الحصول على الاعتراف بدولة فلسطينية في الاممالمتحدة، لن تكون "على حساب" مفاوضات السلام. وأوضح خلال زيارة إلى مقر الاتحاد من اجل المتوسط ان "هناك 117 دولة تعترف بالدولة الفلسطينية بحدود العام 1967" بدءا من امريكا اللاتينية إلى اوروبا إلى افريقيا وحتى اسيا، معربا عن امله في ان تحذو كل الدول الاخرى حذوها. وقد بلغت جهود القيادة الفلسطينية في حشد الدعم الدولي لخيار التوجه للأمم المتحدة لطلب عضوية دولة فلسطين فيها ذروتها في هذه المرحلة على مختلف المستويات الدولية، حسب ما أكد عضو الوفد الفلسطيني المفاوض نبيل شعث. وكشف شعث في ذات السياق، النقاب عن أن 11 بعثة دبلوماسية مكلفة من القيادة الفلسطينية شرعت منذ فترة بزيارة عدد كبير من دول العالم ذات الثقل في إطار حشد التأييد لخيار التوجه للأمم المتحدة. وأوضح أن هذه التحركات تقوم وفق خطة شاملة أعدتها القيادة الفلسطينية بشكل مسبق للتواصل مع مختلف دول العالم المؤيدة والمترددة بشأن خيار التوجه للأمم المتحدة من أجل شرح الموقف الفلسطيني وإقناعها بتأييده. ويقوم على البعثات الدبلوماسية أعضاء كبار في اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقد شرعت هذه البعثات في زيارات عشرات الدول في العالم بغرض عرض الموقف الفلسطيني وطلب دعمها لخيار التوجه للأمم المتحدة. وتوقّع المسؤول الفلسطيني أن تلعب دولا مثل اسبانيا وايرلندا واليونان والسويد دورا رئيسا في الاتحاد الأوروبي للوصول إلى قرار أوروبي بدعم الدولة الفلسطينية والعمل على قبول عضويتها في الأممالمتحدة رغم المعارضة الأمريكية. وتعتزم السلطة الفلسطينية طلب عضوية لدولة مستقلة على الحدود التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 من الأممالمتحدة في سبتمبر القادم ردا على تعثر محادثات السلام منذ أكتوبر الماضي الأمر الذي تعارضه إسرائيل التي هددت بالرد بخطوات أحادية الجانب، بالإضافة إلى إطلاقها حملة سياسية واسعة تسعى من خلالها لإقناع المجتمع الدولي بأن دعم المطلب الفلسطيني "سيضر بعملية السلام".