الجزائر - التقي الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي يوم الأربعاء بمقرالجامعة المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغييرالديمقراطي في سورية حسن عبد العظيم وذلك في إطار الوساطة العربية لتحضير لقاء حوار يجمع ممثلي المعارضة والنظام لوضع خارطة طريق مفصلة للمرحلة المقبلة. وكان متظاهرون سوريون قد تجمعوا أمام مبنى جامعة الدول العربية ومنعوا وفد معارضة الداخل في سورية من دخول مبنى الجامعة بحجة انه "لا يمثل المعارضة ولا الثورة السورية" وهي اشارة إلى تصعيد اخر بين معارضي الداخل والخارج حول التعاطي مع الحكم في سورية والحوار الوطني بين جميع الاطراف الذي دعت اليه الجامعة العربية. وقد اعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عن أسفه "للاعتداء" الذي تعرض له وفد المعارضة السوري وقال العربي في مؤتمر صحفي عقده اليوم "إنه حدث استخدام لعنف لا أدري سببه ونأسف للاعتداء عليهم". وجدد التأكيد على أن الجامعة العربية "مكلفة" بمقابلة المعارضة السورية. وقال ان "أي شخص من المعارضة السورية يطلب اللقاء نلتقيه وقابلت كل المعارضين في الخارج" مشيرا إلى أن الجامعة العربية كأمانة عامة "تنفذ القرارات بحذافيرها". وقال إن خطة العمل العربية تقضى بأن تتخذ خطوات عدة مشيرا إلى انه على اتصال مع دمشق ومع المعارضة وعدد كبير من الدول العربية. كما أكدا انه اتصل به اليوم عدد كبير من وزراء الخارجية العرب وسيتم خلال اجتماع السبت القادم تقييم الموقف من جميع الوجوه. و يضم وفد المعارضة السورية الذي دعي للقاء شخصيات من "هيئة التنسيق الوطنية" و"تيار بناء الدولة السورية" وشخصيات معارضة أخرى وكلهم من معارضي الداخل. وقال حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي في سورية عقب لقاءه مع نبيل العربي "لقد طلبنا من الجامعة العربية الا تعطي مهلة جديدة للنظام يضاعف فيها القمع والقتل". وقال في تصرح نقلته وكالة انباء الشرق الاوسط "إنما يجب ان توفر الجامعة العربية آليات عمل للحماية من القتل والقمع والاعتقال والتعذيب من خلال إرسال مراقبين عرب ودوليين وفتح المجال لمنظمات حقوقية وإنسانية ووسائل الإعلام العربية والدولية لتزور سورية لتعرف ان هذه الثورة سلمية وان ما يرتكب من قتل لن يكسر الشعب السوري". وبشان الدعوة إلى تجميد عضوية سورية بالجامعة العربية قال انه "قبل التجميد نريد من الجامعة العربية ان تمارس دورها". وتاتي هذه التحركات العربية لاحتواء الازمة في سورية وسط تقاريرلناشطين سوريين تشيرإلى استمراراعمال العنف وعمليات الحصار والمداهمة من قبل الجيش والامن للعديد من الاحياء لاسيما في حمص وحماة . و اعلن المرصد السورى لحقوق الانسان مقتل 11 مدنيا من بينهم طفلة اليوم الاربعاء برصاص قوات الامن موضحا "ان مواطنيين ماتا متأثرين بجروح اصيبا بها صباح اليوم الاربعاء فى حى الخالدية وشارع القاهرة حمص برصاص الامن". وكانت مصادر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية قد تحدثت قبل ذلك عن مقتل 6 اشخاص في مدن حمص وحماة ودرعا فيما تم اعتقال 13 شخصا من حي الخالدية وشارع الستين بحمص. وقال نفس المصدرإن قوات الأمن وعناصر الشبيحة اقتحمت حي الخالدية والبياضة بحمص بحثا عن ناشطين مستخدمة الأسلحة الثقيلة و آل"آر بي جي" وانتشرت القناصة على كل الأبراج في مدينة حمص مشيرا إلى وجود 56 حاجزا أمنيا في شوارع المدينة. وأكدت االمصادر أن حصارا ضرب على حي "باب عمرو" و"باب السباع" بشكل كامل ومنعت قوات الأمن إدخال المواد الغذائية والمعونات والأدوية ولحوم الأضاحي إلى الأهالي. وعلى صعيد ردود الفعل الدولية فقد أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتصالا هاتفيا مع الأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم أكد خلاله تأييد روسيا لمبادرة الجامعة الرامية إلى تسوية الأزمة السورية معتبر اياها "آلية واقعية لإقامة الحوار بين السلطات السورية والمعارضة وتمهد الطريق نحوتسوية الوضع بوسائل سياسية سلمية". وذكرت الخارجية الروسية فى بيان لها أن لافروف اشار بشكل خاص إلى أن الجامعة العربية تتمتع في ظل الوضع المعقد الراهن في سورية "بإمكانيات فعلية لإيجاد حلول مناسبة ولا يجوز ضياع هذه الفرصة". واضافت أن لافروف والعربي أعربا عن رأيهما المشترك حول ضرورة وقف العنف والاستفزازات من قبل كافة الأطراف دون استثناء والجلوس إلى طاولة المفاوضات كما أكدا أنه يتعين على كافة اللاعبين الدوليين أن يحثوا السلطات السورية والمعارضة على اتخاذ خطوات بناءة بدلا من رفض الحوار. كما جرى اتصال اخر بين وزير الخارجية التركي احمد داوود أوغلو اليوم مع ألامين العام للجامعة العربية حول التطورات في سورية حسبما افادت وكالة أنباء الأناضول التركية. ومن جهته دعا وزير الخارجية والمغتربين اللبنانى عدنان منصور الوزراء العرب لتنفيذ المبادرة العربية مؤكدا ان المبادرة العربية بشأن سورية "لم تمت بعد وعلينا العمل معا للخروج من هذه الازمة". وسيعقداجتماع طاريء للجامعة على مستوى وزراء الخارجية يوم السبت المقبل لبحث استمرار الأزمة في سورية ومدى تنفيذ بنود المبادرة العربية.