سقط 10 قتلى على الأقل في تصدي قوات الأمن السورية للمظاهرات التي دعت إليها المعارضة أمس ضمن ما سمي ب”جمعة تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية”. وقالت منظمات حقوقية إن النظام السوري واصل قمعه للمتظاهرين واستمرت المواجهات بين قواته والعناصر التي انشقت عنها وانضمت للحركة الاحتجاجية، ما أسفر عن مقتل 40 مدنيا أول أمس، وعدد من العسكريين. وقد وصل عدد القتلى منذ إعلان موافقة النظام على ورقة المبادرة العربية إلى 270 قتيلا حتى الآن. ونشر التلفزيون السوري نص الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية وليد المعلم إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الأربعاء الماضي، وجاء فيها أن سوريا تتعهد بتنفيذ “معظم” بنود المبادرة العربية خلال أسبوع واحد، وذلك في تراجع عن ما قاله مساعد وزير الخارجية عبد الفتاح عمورة لصحيفة “ديلي تيلغراف” قبل يومين بأن سوريا ستنفذ “جميع” بنود المبادرة ابتداء من الأحد الماضي. وفي الأثناء؛ اجتمع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أول أمس مع المعارضة السورية في مقر الجامعة العربية. وقال المسؤول الإعلامي عن هيئة التنسيق الوطني، عبد العزيز الخير، في مؤتمر صحفي عُقد عقب اللقاء إن الهدف الأول للمعارضة السورية هو إنقاذ المبادرة العربية ووقف سفك الدماء ومحاولة إيجاد طريقة للحوار بين الطرفين، مؤكدا حرص المعارضة على التحاور مع المجلس الانتقالي السوري. وردا على سؤال حول موقف هيئة التنسيق الوطني من تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية والاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي السوري، قال الخير إنهم لا يتفقون مع المجلس الوطني بأنه الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري. وفي السياق ذاته، أكد محافظ حماة السورية الأسبق، أسعد مصطفى، “أن الرئيس السوري بشار الأسد لم ينفّذ أية وعود منذ توليه السلطة، بل وانقلب على كل الذين ينادون بالإصلاح فيما أطلق عليه “الربيع العربي” وألقى بدعاة الإصلاح إلى السجون”، وذلك في حديث خاص مع قناة “العربية”. وطالب مصطفى، الأسد بالاستقالة لأن “الشعب يريد التغيير بما يتضمنه من تداول للسلطة وإطلاق للحريات وأجواء ديمقراطية ومجالس منتخبة انتخابا صحيحا”، مشيرا إلى أن كبار قادة سوريا استقالوا مثل شكري قوتلي ولؤي الأتاسي. وأوضح مصطفى، الذي عمل وزيرا في عهد الأب حافظ الأسد وابنه بشار، “أن حافظ الأب ألغى الحياة السياسية، ولم يعد هناك من يعارض أو ينقض أو يصحح، ثم عاد بشار إلى سوريا من الخارج عام 1994، وتولى الحكم عام 2000 ليرث هذا الوضع الذي لا يتيح سوى الموافقة على ما هو قائم”. وشدد على أن “الحل الأمني فشل في الأزمة السورية، وأن الشبيحة أخفقوا في السيطرة على الشارع”، ودعا الثورة السورية إلى “الحفاظ على الأجواء السلمية والابتعاد عن الطائفية”، مضيفا أن”هناك انهيارا داخليا في الجيش، وأن عناصر الجيش تتلقى أوامر بإطلاق النار على السكان، ومن يرفض يتعرض للقتل”. من ناحية أخرى، قال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفري فيلتمان إن بعض الزعماء العرب أبلغوا الولاياتالمتحدة أنهم مستعدون لتقديم ملاذ آمن للرئيس السوري بشار الأسد لتسريع رحيله “المحتوم” عن السلطة. ولم يحدد الدول التي عرضت مكانا يمكن أن يذهب إليه الأسد بعد سبعة أشهر من الاحتجاجات ضد حكمه لسوريا. وقال فيلتمان للجنة بمجلس الشيوخ الأمريكي “تقريبا كل الزعماء العرب ووزراء الخارجية الذين أتحدث إليهم يقولون الشيء نفسه.. حكم الأسد يتجه إلى نهاية.. هذا أمر محتوم.. بعض هؤلاء الزعماء بدأوا يعرضون على الأسد ملاذا آمنا لتشجيعه على الرحيل بسرعة”.