الجزائر - تتكاثف جهود الدبلوماسية العربية لاحتواء الازمة السورية القائمة منذ شهور من خلال محاولة اقناع المعارضة السورية في الخارج بالدخول في مفاوضات مع الحكومة في الوقت الذي رحبت فيه القوى السياسية بالداخل بموافقة دمشق على خارطة الطريق العربية الهادفة إلى حل الازمة. و ربحا للوقت باشر الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اليوم الخميس في اجراء مشاوراته بداية بلقاء عقده مع وفد يمثل المجلس الوطنى السورى المعارض بالقاهرة حول مسألة الدخول في مفاوضات مع الحكومة السورية حيث اشترط المجلس ضرورة "انتقال السلطة في سورية إلى نظام ديمقراطي". و يأتي هذا اللقاء الذي يندرج في اطار جهود الجامعة لاعداد مؤتمر الحوار الوطني بين الحكومة و المعارضة السورية بكل أطيافها الداخلية و الخارجية خلال الاسبوعين القادمين و من ثمة تنفيذ الاتفاق الذي توصلت آليه اللجنة الوزارية العربية مع الحكومة السورية. و قال عضو المكتب التنفيذى للمجلس الوطنى السورى المعارض سمير نشارفي تصرح صحفي عقب اللقاء أن المجلس عرض على الأمين العام للجامعة العربية "الدخول فى مفاوضات مع النظام السورى لانتقال السلطة إلى نظام ديمقراطى" مشيرا إلى انه تم إبلاغ الأمين العام "بالتخوف من عدم مصداقية النظام فى تنفيذ وعوده". من جهتها اعلنت اللجنة العربية والتى تضم في عضويتها "قطر والجزائرومصر والسودان وسلطنة عمان اضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية" في اجتماع عقدته اليوم عن عزمها القيام بزيارة إلى دمشق لمتابعة تنفيذ الخطة العربية للمصالحة حيث أكدت في وقت سابق انها في حالة انعقاد دائم لمتابعة الوضع في سورية. و اما عن قوى المعارضة السورية بالداخل فقد إعتبرت مختلف القوى السياسية بدمشق موافقة السلطات السورية على المبادرة التي تقدمت بها الجامعة العربية يوم أمس "خطوة نحو العملية السلمية في البلاد". وقال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي حسن عبد العظيم في تصريح صحفي " سنعمل منذ الغد مع قوى المعارضة الوطنية في الداخل والخارج ومع قوى الحراك الشعبي لأجل ان يشارك الجميع في الحوار والعمل على ألا يستقصى أحد من هذا الحوار". بدوره أعرب رئيس "تيار بناء الدولة السورية" المعارض لؤي حسين عن ترحيبه بما تم الاتفاق عليه قائلا "إن الاتفاق أولا يوقف كل أشكال العنف التي شهدتها المدن السورية خلال الأشهر الماضية" فيما اعلن رئيس "تيار الطريق الثالث" النائب محمد حبش "دعمه جهود المصالحة التي بدأتها الجامعة العربية". و في الوقت الذي تعالت فيه الاصوات الدولية ترحيبا باعلان جامعة الدول العربية يوم امس عن الموافقة الرسمية للحكومة السورية على "خارطة الطريق العربية" الرامية لانهاء الازمة كبادرة للانفراج تمسكت واشنطن بموقفها الداعي إلى ضرورة تنحي الرئيس بشار الاسد. فقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من طرابلس أمس اين كان في زيارة لليبيا عن "أمله في أن ينفذ الاتفاق" بين جامعة الدول العربية و دمشق لحل الأزمة السورية "في أسرع وقت ممكن". كما رحبت كل من الصين و روسيا اللذان استعملا حق النقض (الفيتو) في وجه قرار أممي أعدته دول غربية لادانة "العنف" في سورية و تمهيدا لتدخل وفق السيناريو الليبي حسب المتتبعين بموافقة دمشق على الخطة العربية لانهاء الازمة و اعربتا عن مساندتهما لجهود الجامعة العربية. و قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي "إن الصين تعتبر هذا التحرك خطوة مهمة نحو تهدئة الوضع الداخلي في سورية وتحرك لإطلاق عملية سياسية شاملة تضم جميع الأطراف في سورية" مؤكدا مساندة بلاده للجامعة العربية "للحفاظ على دور بناء في تهدئة الوضع فيما تواصل ضمان مصالح الدول العربية عموما". بدوره صرح الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحفي " إننا نرحب بمبادرة الجامعة العربية المتفق عليها حول سورية" مضيفا قوله "نحن متأكدون من أن القرارات المهمة المقرة في القاهرة تفتح إمكانية حقيقية لوقف العنف وتحويل الأحداث في سورية إلى مجرى المفاوضات السلمية من أجل إن يذلل السوريون أنفسهم مشاكلهم الداخلية دون أي تدخل خارجي". و جدير بالذكر ان من بين اهم بنود ورقة العمل العربية التي حظيت بالموافقة الرسمية السورية الوقف الفوري لاعمال العنف وسحب المظاهر العسكرية من المدن والافراج عن المعتقلين و فتح المجال أمام منظمات جامعة الدول العربية ووسائل الإعلام للتنقل بحرية في جميع أنحاء سورية للاطلاع على حقيقة الأوضاع.