الجزائر - شكل تشغيل مترو و ترامواي الجزائر العاصمة، أكبر انجازات سنة 2011 في قطاع النقل المدعو للعصرنة اكثر من اجل مواجهة الانفجار الديمغرافي الذي تعرفه العاصمة و توفير خدمات النقل الجماعي للسكان. قطعا كانت2011 سنة التحديث في مجال النقل الحضري العاصمي بغية تسهيل حياة المواطنين. أخيرا يخرج مترو الجزائر الى النور و هو المشروع الذي يعود الى 30 سنة خلت و يترك بذلك بصمته على مرحلة تاريخية من التحول الذي يشهده قطاع النقل الجماعي في الجزائر العاصمة الذي انطلق مع بدء تشغيل الترامواي في شهر ماي الاخير. كما ان هذين الانجازين يؤكدان ارادة الدولة في تدارك ما يمكن اعتباره تاخرا في مجال النقل الجماعي. و بالتالي فان خطوة كبيرة قد تم قطعها من خلال تشغيل الخط الاول من مترو الجزائر العاصمة الرابط بين البريد المركزي و حي البدر على طول 5ر9 كلم في الفاتح من شهر نوفمبر الاخير. كما تطمح الدولة من خلال هذا المشروع الى تعزيز النقل الجماعي على مستوى الجزائر العاصمة و كذا الاستجابة لاهداف التنمية المستديمة و دعم الاقتصاد وفك العزلة عن الاحياء و التخفيف من مظاهر الازدحام في العاصمة التي مافتئت تعاني منه. ويندرج الخط الاول من ميترو الجزائر الذي بلغت تكلفته 100 مليار دج في اطار برنامج تحديث شبكات النقل الجماعي في المنطقة العاصمية كما سيتم على مراحل انجاز شبكة مترو ب40 كلم من شانها ان تخدم بشكل اساسي الاحياء ذات الكثافة السكانية الكبيرة انطلاقا من الدارالبيضاء الى الدرارية في افق 2020. وبعد انطلاق هذا الخط الاول فان المسوؤلين عن المشروع يعملون اليوم على انجاز التوسعات الضرورية من اجل توفير هذه الخدمة في البلديات الاخرى. وكانت اشغال انجاز توسعة الخط رقم 1 من المترو الرابط بين حي البدر والحراش على طول 4 كلم قد انطلقت في مطلع سنة 2009 و علاوة على حي البدر-الحراش فان اعمال توسيع عديدة مبرمجة من اجل الحصول الى شبكة بطول 40 كلم. و بعد مضي شهر من تدشينه من قبل رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، فان مترو الجزائر قد تمكن من نقل اكثر من مليون مسافر. ويتوقع القائمون على ميترو الجزائر نقل متوسط 55 الى 60 مليون مسافر سنويا على هذا الخط الذي يعمل على طول الاسبوع من الساعة الخامسة (05:00سا) صباحا الى الساعة الحادية عشر (23:00 سا) ليلا. و كانت اشغال انجاز مترو الجزائر التي شرع فيها سنوات ال80 قد توقفت عديد المرات و لسنوات طوال مما ادى الى تسجيل تاخر كبير قبل ان يعاد بعثها بشكل تدريجي في اطار مخططين وطنيين كبيرين للاستثمارات العمومية وهما مخطط 2000/2004 و مخطط 2005/2009. واخيرا يرى هذا المشروع النور حيث اعتبر ثاني ميترو في افريقيا بعد ميترو القاهرة اذ انه يوفر ظروفا جيدة للمسافرين من حيث النقل و الامن، حسب رأي مسؤولين في مؤسسة مترو الجزائر. كما يتضمن المشروع انشاء محطات خاصة بالحافلات و الترامواي بهدف تشجيع اصحاب السيارات على استعمال هذه الوسيلة من النقل الجماعي. أما المشروع البارز الاخر الذي تم تدشينه سنة 2011 فيتمثل في ترامواي الجزائر العاصمة الذي شرع في العمل في 8 ماي الاخير فانه سجل سنتين من التأخر. فبعد اكثر من نصف قرن من الغياب عاد ترامواي الجزائر الى النشاط في العاصمة مع تشغيل الشطر الاول الرابط بين برج الكيفان و حي "الموز" بالمحمدية على طول 2ر7كلم. ويرى سكان الضاحية الشرقية للجزائر العاصمة ان تشغيل هذا الشطر الاول من الترامواي سيساهم في تخفيف حركة المرور في العاصمة التي تشهد ازدحاما على الدوام مع طوابر قد تصل الى عديد الكيلومترات سيما في ساعات الذروة بين المحمدية و شارع جيش التحرير الوطني. و يتوفر هذا الشطر الاول المزدوج المتكون من 13 محطة على 12 قطارا بإمكانها نقل اكثر من 15000 شخصا في اليوم. في هذا الصدد، تم خلال الاسبوع الفارط اجراء التجارب التقنية الاولى على الشطر الثاني من ترامواي الجزائر الرابط بين شارع المعدومين و حي مختار زرهوني على طول 9 كلم و الذي سيتم تدشينه خلال الثلاثي الاول من سنة 2012. و اجمالا فان ترامواي الجزائر الذي سينقل يوميا 185000 مسافرا سيكون متوفرا على مستوى 38 محطة في المجموع على خط يبلغ طوله 2ر23 كلم. وبعد ان استلمت الجزائر العاصمة الترامواي الخاص بها سنة 2011 فان الدور سياتي على كل من قسنطينة و وهران الذين سيتفيدان من مشروع الترامواي سنة 2012. و هي السنة ذاتها التي ستشهد انطلاق اشغال انجاز مشاريع ترامواي بكل من عنابة و باتنة و سطيف و سيدي بلعباس و ورقلة و مستغانم.