كلمة فخامة عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بمناسبة إحياء الذكرى الأولى للثورة التونسية تونس، 14 يناير 2012 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين فخامة رئيس الجمهورية، أصحاب الفخامة والسمو والدولة، أصحاب المعالي والسعادة، أيتها السيدات الفضليات، أيها السادة الأفاضل، باسم الجزائر الغيورة على ما يربطها بتونس الأبية من وشائج القربى والتاريخ المشترك، أحيي الشعب التونسي الشقيق تحية الإكبار لما أنجزه بنفسه لنفسه، في تغيير ما كان عليه وتحقيق أسباب العيش الكريم في كنف الدولة الديمقراطية الصالحة الحكامة، وأترحم ترحّم الإجلال والتعظيم على أرواح شهداء ثورتكم المباركة. أيتها الأخوات، أيها الإخوة، لا بدّ لي، أن أعرب لكم عن سعادتي بمشاطرتكم إحياء عيد ميلاد ثورتكم التي بها كتبتم صفحة جديدة مشرقة من تاريخكم الحافل بالبطولات والحافل بالأمجاد. إن الشعب التونسي أهل لتقديرنا وإعجابنا بما أبلاه من عزيمة وإقدام على استرجاع زمام مصيره معولا على إجماع وطني لا يتزعزع ولا رجعة فيه. إننا في الجزائر، نتفاءل خيراً بنصركم هذا ونتمنى أن تتحقق طموحات الشعب التونسي وآماله في بناء مستقبل تعددي ميمون كله رغد ورخاء. إننا سعدنا كلما أضفتم لبنة جديدة تتحقق بها إعادة بنائكم صرحَ دولتكم على الأسس التي سيرتضيها لها شعبكم من خلال الدستور الجديد الذي سيتبناه بكل سيادة. إن تونس تزخر بمؤهلات وقدرات وموارد قمينة بتمكينها من دخول مرحلة جديدة من تاريخها. وهي تتمتع بالوسائل الكفيلة بتأهيلها للتكيف مع تحولات العصر لأنها تملك من القدرات الموضوعية ما يمكنها من الاستجابة لتطلعات الشعب المشروعة. فإعادة البناء التي تباشرونها تُعدّ تحدياً جسيما ستتمكنون، لا محالة، من مغالبته بفضل ما أنتم عليه من تجنّد وبفضل تمسككم بالحوار الدائم والعمل من أجل تحقيق التوافق والإجماع الوطني حول هذا المسعى الذي لا غنىً فيه عن الصبر والرصانة والمثابرة. كانت وما تزال العلاقات بين تونسوالجزائر علاقات قوية مكثفة مثالية، ونحن كنا وما زلنا أوفياء للأخوة المتينة التي تجمع بيننا، الأخوة التي توجب علينا، أكثر من أي وقت مضى، أن نرصّ بنيان التضامن والتكافل بين بعضنا البعض. إننا نحيي ما تحقق للديمقراطية من نقلات نوعية في مغربنا العربي الكبير، ونحن على يقين من أنها كفيلة حقا بفتح الباب أمام استئناف بناء الاتحاد المغاربي. لقد عقدنا العزم في نطاق احترام الشرعية الدولية على مواصلة الجهود الحثيثة من أجل تفعليه وتحويل منطقتنا إلى فضاء يسوده الاستقرار والتعاون والرخاء المتقاسم. أيتها الأخوات، أيها الإخوة، أجدد لكم تهانينا وتمنياتنا لكم بالتوفيق، وأعرب لكافة مسؤولي تونس وقاداتها وساساتها ما نكنه لهم من إكبار واحترام مشفوعين بتمنياتنا لهم بالسداد والتمسك بوحدة الكلمة والنجاح في الوصول بوطنهم إلى ما يحبه ويرضاه الشعب التونسي العظيم. أشكركم على كرم الإصغاء، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.