* بوتفليقة مرتاح ل "إيجابيات" الثورة التونسية قدّم رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة عرضا مفصّلا لتصوّره الخاص بمستقبل المغرب العربي، مجدّدا التأكيد على عزم الجزائر على مواصلة الجهود من أجل تفعيل اتحاد المغرب العربي وتحويل المنطقة إلى فضاء يسوده الاستقرار والتعاون والرّخاء. وبتقديمه لهذه الركائز يكون الرئيس بوتفليقة قد رسم معالم مستقبل الاتحاد المغاربي، وهي معالم تتطلّب تكاتف جهود البلدان المعنية جميعا ليتحوّل التصوّر إلى واقع محسوس· قال رئيس الجمهورية في كلمة ألقاها يوم السبت بتونس بمناسبة الاحتفال بالذّكرى الأولى للثورة التونسية: (إننا نحيي ما تحقّق للديمقراطية من نقلات في مغربنا العربي الكبير، وإننا على يقين من أنها كفيلة حقّا بفتح الباب أمام استئناف بناء الاتحاد المغاربي)، مضيفا: (إننا عاقدون العزم على مواصلة الجهود من أجل تفعيله وتحويل منطقتنا إلى فضاء يسوده الاستقرار والتعاون والرّخاء المتقاسم)· وبعد أن أعرب عن سعادته بالمشاركة في إحياء الذكرى الأولى للثورة التونسية أكّد الرئيس بوتفليقة أن هذه الثورة (كتبت صفحة جديدة من تاريخ تونس الحافل بالأمجاد)، كما حيّى باسم الجزائر (الغيورة على ما يربطها بتونس الأبية من وشائج القربى والتاريخ المشترك، الشعب التونسي الشقيق تحية الإكبار لما أنجزه بنفسه لنفسه في تغيير ما كان عليه وتحقيق أسباب العيش الكريم في كنف الدولة الديمقراطية الصالحة الحكامة)· وترحّم رئيس الجمهورية بهذه المناسبة (ترحّم الإجلال والتعظيم على أرواح شهداء ثورة تونس المباركة)، معتبرا أن الشعب التونسي (أهل لإعجابنا بما أبداه من عزيمة وإقدام على استرجاع زمام مصيره معولا على إجماع وطني لا يتزعزع ولا رجعة فيه)· (إننا في الجزائر - يضيف الرئيس بوتفليقة - نتفاءل خيرا بنصر الشعب التونسي هذا ونتمنّى أن تتحقّق طموحاته وآماله في بناء مستقبل ميمون كلّه رغد ورخاء)، مستطردا: (إننا سعدنا كلّما أضفتم لبنة جديدة تتحقّق بها إعادة بنائكم صرح دولتكم على الأسس التي سيرتضيها لها شعبكم من خلال الدستور الجديد الذي سيتبنّاه)· وقال رئيس الجمهورية (إن تونس تزخر بمؤهّلات وقدرات قمينة بتمكينها من دخول مرحلة جديدة من تاريخها وهي تتمتّع بالوسائل الكفيلة بتأهيلها للتكيّف مع تحوّلات العصر لأنها تملك من القدرات الموضوعية ما يمكّنها من الاستجابة لتطلّعات الشعب المشروعة). واعتبر رئيس الجمهورية أن إعادة البناء التي باشرها الشعب التونسي (تعدّ تحدّيا جسيما ستمكّنه لا محالة من مغالبته بفضل ما هو عليه من تجنّد وبفضل تمسّكه بالحوار الدائم والعمل من أجل تحقيق التوافق والإجماع الوطني حول هذا المسعى الذي لا غنى فيه عن الصبر والرصانة والمثابرة)· وبخصوص العلاقات بين الجزائروتونس أكّد الرئيس بوتفليقة أنها (كانت وما تزال علاقات قوية مكثفة ومثالية)، مضيفا: (إننا كنّا وما زلنا أوفياء للأخوّة التي تجمع بيننا، الأخوّة التي توجب علينا أكثر من أيّ وقت مضى أن نرص بنيان التضامن والتكافل بين بعضنا البعض)· وجدّد رئيس الجمهورية في ختام كلمته تهانيه وتمنّياته بالتوفيق لكافّة مسؤولي تونس وقادتها متمنّيا لهم (السداد والتمسّك بوحدة الكلمة والنّجاح في الوصول بوطنهم إلى ما يحبه الشعب التونسي العظيم ويرضاه)· من جهة أخرى، أعرب رئيس الجمهورية عن ارتياحه لما حقّقته الثورة التونسية في عامها الأوّل من (خطوات إيجابية) تؤكّد عزم الشعب التونسي في إعادة بناء دولته (بمطلق سيادته)· وأوضح الرئيس بوتفليقة في رسالة بعث بها إلى الرئيس التونسي السيّد محمد منصف المرزوقي وهو يغادر العاصمة التونسية بعد مشاركته في مراسم إحياء الذّكرى الأولى للثورة الشعبية في هذا البلد قائلا: (لقد سعدت غاية السعادة بمشاطرة الشعب التونسي الشقيق مراسم إحياء الذّكرى الأولى لثورته المباركة من باعث وفاء الجزائر المتطلّعة إلى المزيد من السداد في السير نحو الرقي والتقدّم لها ولبقية دول المغرب العربي الكبير الشقيقة لفضل تونس الحبيبة وجميلها التاريخي الذي لا ولن ينساه أبرار الجزائر)· وأضاف الرئيس بوتفليقة في رسالته: (وأبى عليّ الواجب وأنا أغادر هذه الأرض الطيّبة دون أن أشكركم على ما أحطتمونا بع من احتفاء وتكريم وأعرب لكم عن ارتياحنا لما تحقّق خلال العام الأوّل من ثورتكم المباركة من خطوات إيجابية مصداقا لعزم الشعب التونسي الشقيق على ولوج عهد جديد وإعادة بناء دولته بمطلق سيادته وفق ما يرتضيه لنفسه)· وإذ أجدّد لكم تهانينا - يستطرد الرئيس بوتفليقة-: (أتمنّى لكم التوفيق والسداد في ما تبذلونه من جهود في سبيل الوصول بتونس الحبيبة إلى استئناف مسيرتها نحو التقدّم والرقي)·