غرداية - يطبع إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بمنطقة ميزاب بمظاهر وعادات خاصة تستمد جذورها من التراث الثقافي المحلي العريق ويميزها استعراض بواسطة مصابيح الزيت ''اينارن'' بقصر بني يزقن. وعلاوة على الجموع الغفيرة من المؤمنين التي تتوجه إلى مختلف المساجد لأداء صلاتي المغرب والعشاء فإن العشرة أيام الأولى من الشهر الذي يصادف ميلاد خير البرية الرسول -محمد صلى الله عليه وسلم- تتميز أيضا بمنطقة سهل وادي ميزاب بإحياء سهرات دينية تخصص لتلاوة القرآن الكريم والمدائح النبوية. وتكتسي الاحتفالات الخاصة بإحياء ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم على مستوى بلدة بني يزقن العتيقة طابعا متميزا ينبني على تقاليد ظلت راسخة منذ قرون من خلال استعراض بالمصابيح التقليدية المضاءة بواسطة الزيت والمعروفة باللهجة المحلية باسم "اينارن" والذي ينظم لإحياء ذكرى المولد النبوي. وفي هذا الصدد يكون سكان قصر بني يزقن وبعد صلاة المغرب على موعد مع الاستعراض الذي تحمل خلاله المصابيح المضاءة بواسطة الزيت من طرف الأطفال المصحوبين بأوليائهم وهم يتجولون عبر مختلف أزقة القصر ويرددون الأناشيد والمدائح الدينية وذلك قبل التوجه إلى بهو أمام المسجد حيث يوضع وعاء كبير للسماح للسكان بسكب زيت المصابيح المتبقي. وأوضح رئيس المجلس الشعبي لبلدية بنورة أن هذا الزيت كان يستعمل في الماضي و قبل عهد الكهرباء لتغذية مصابيح الزيت التي كانت تستخدم لإضاءة المسجد. وأكد أن "هذا التقليد يقام سنويا وبنفس المناسبة مشيرا إلى أن الزيت الذي يجمع يعاد بيعه وتحول الأموال المحصل عليها نتيجة ذلك لحساب المسجد لتسديد نفقات الكهرباء في حين ترجع المصابيح إلى وظيفتها التزينية في المنازل الى حين حلول ذكرى المولد النبوي الشريف للسنة الموالية''. وتابع انه إذا كانت الاحتفالات المتعلقة بإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف قد دخلت عليها بعض مظاهر الحداثة والعصرنة فإنها لاتزال بمنطقة سهل وادي ميزاب تطبعها تقاليد لا تزال راسخة سيما ما تعلق منها بالتئام شمل العائلة. ويعتبر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف فرصة لالتقاء جميع أفراد العائلة لإمضاء لحظات ممتعة كما يتم خلالها تناول الطعام الذي يسقى بالمرق الحلو المذاق والذي يدخل في إعداده التمر والمسمى محليا ب اوشو تيني''.