الوادي - شكلت موضوعات الشعر الجزائري بعد الإستقلال و تطور مفهوم الحرية عبر هذا الشعر مواضيع مداخلات و مناقشات ثرية ميزت اليوم الثاني من الملتقى الوطني الرابع للشعر الفصيح الذي تتواصل أشغاله هذا الأربعاء بالوادي. وفي هذا الصدد أعطى الشاعر و الدكتور أحمد حمدي في مداخلة له مكانة كبيرة لفترة السبعينات في سياق حديثه عن الشعر الجزائري بعد الإستقلال مشيرا في هذا الإطار أن هذه الفترة تعتبر "فترة مهمة و تأسيسية" بالنسبة للشعر الجزائري. ويرى ذات المتدخل أن هذه الفترة عرفت "كفاحا حقيقيا" من قبل الشعراء الشباب أدى فيما بعد إلى إنشاء مجموعة فاعلة و ناشطة منهم والتي ضمت في صفوفها شعراء مثل عمر أزراج و أحلام مستغانمي و هي المجموعة التي استطاعت دخول الإتحاد العام للكتاب الجزائريين في تلك الفترة. ومن جانبه أشار الشاعر أبو القاسم خمار أنه "رغم الصراع الذي كان سائدا في الإتحاد العام للكتاب الجزائريين في تلك الفترة إلا أن رابطة الإبداع كانت هي التي تجمع الشعراء الموجودين آنذاك". أما الشاعر و الأستاذ الجامعي عاشور فني فركز في تدخله على "تطور مفهوم الحرية في الشعر الجزائري" حيث ويرى أنه في مرحلة معينة كان هذا المفهوم يتمثل في "البحث عن الإستقلال" قبل أن يصبح في مرحلة لاحقة متمثلا في "البحث عن فضاء مستقل". وأكد ذات المتحدث في سياق حديثه عن مرحلة تمتد إلى غاية نهاية سبعينيات أن الدولة كانت تعطي كل الحرية للمبدعين و لكنها كانت تسيطر على وسائل الإنتاج الثقافي وذلك قبل أن ترفع يدها عن الإبداع في فترة الثمانينيات "حيث أصبح الشعر مشروعا شخصيا" مما أدى إلى تحول شعراء "إلى سياسيين وآخرون تحولوا إلى النشاط الإجتماعي ولم تبق سوى قلة قليلة مقتنعة أن الشعر هو التزام حر ". وتتواصل فعاليات الملتقى الوطني الرابع للشعر الفصيح الذي ينعقد تحت شعار "الشعر و الحرية .. خمسون سنة من الإبداع" بتقديم عدة مداخلات متبوعة بنقاشات تنضوي كلها تحت محور عام يرتكز حول الحرية في كتابات الجزائريين خلال الخمسين سنة الماضية. و يجمع هذا اللقاء الثقافي الذي تتخلله أمسيات شعرية شعراء وشاعرات من عدة ولايات .ومن المنتظر أن يختتم غدا الخميس بإصدار عدة توصيات.