الجزائر - خصص ملتقى "الكتابة النسوية 50 سنة من الذاكرة" يوم الأربعاء تكريما مؤثرا للمجاهدة و الشاعرة اني ستينر تقديرا لمسارها النضالي و كفاحها من أجل استقلال الجزائر. وكان هذا الملتقى الذي نظمته القناة الثالثة للاذاعة الوطنية بمناسبة احياء اليوم العالمي للمراة تكريما لكل نساء الجزائراللائي ساهمن بكفاحهن في تحريرالجزائرفرصة للحضور لسماع شهادة "اني" التي تحدثت بكل تواضع عن جانب من مسارها النضالي الذي كان السبب في إبعدها عن ابنتيها الصغيرتين (5سنة و 3 سنوات ) وكلفها المعانات اللانسانية في 6 سجون منها 3 بفرنسا. عذاب "اني" كامراة اختارت مواجهة الظلم و قهرالاستعماركان مزوجا لان هذه المراة الجزائرية في حبها و مواقفها كانت تنتمي إلى الاقلية الاروبية (الاقدام السود) التي وضعتها بسبب ذلك في قائمة خانة الخيانة ". و قالت "اني" التي التحقت بالثورة بعد اقل من شهرين من اندلاعها و بصوت يكاد لايسمع من فرط التواضع والحياء لانها تتعفف عن الحديث عن نفسها " كنت دائمة التساؤول عما يجري من ظلم و قهرفي حق الجزائريين كما كنت اقرأ كثيرا لتبيان المظلوم من الظالم ". واضافت ان هذه المعاملات "كانت تنال ايضا من بعض الاروبين المحرومين..." و لم تمرهذه الشهادة دون تطرق "اني" لمرحلة الاعتقال و مرارة الزنزانات رفقة "اخواتها من الجزائريات الجميلات اللائي ضحين بالنفس والنفيس من أجل الوطن ". و لم يخلو حديثها ايضا من الطرافة عند سرد بعض ذكريات السجن و أكدت في هذا السياق "لم نكن ننظرللاموركحالات فردية وانما مقارنة مع غييرنا مما اعطانا قدرة على الصمود ..". واثار بعض المتدخلين بالمناسبة مشاركة "اني" في بناء الجزائر المستقلة التي كانت في حاجة إلى الانطلاقة من جديد بعد عملية تخريب المصالح الإدارية و السطوعلى الوثائق من قبل المستعمر. و كانت آني ستينر التي تحمل شهادة عليا في الحقوق أول جزائرية تعين في منصب مديرة المالية بالوزارة الأولى بعد الإستقلال حيث واصلت مسارها المهني بالأمانة العامة للحكومة إلى غاية إحالتها إلى التقاعد بداية التسعينات. وشكل هذا اللقاء الذي حضره الكثير من اصدقاء المجاهدة و رفاقها في النضال والمثقفين و صحافين فرصة ايضا لاستعراض مسالة الكتابات حول مساهمة المراة في الكفاح المسلح حيث أكد المنشط الإذاعي يوسف سايح "ان الابحاث والرسائل الجامعية التي تناولت الموضوع من الناحية التاريخية لا تتعدى عدد اصابيع اليد الواحدة" و ان كانت هناك كما اضاف "كتب عن السييرالذاتية وبعض الروايات المستقاة من الواقع عن مساهمة المراة في الثورة. وتاسف المتدخلون لعدم وجود احصائيات عن عدد النساء المجاهدات وان كانت بعض الارقام إلا أنها بعيدة عن الواقع حسبهم. وشددوا في هذا السياق على ضرورة ابراز نضال و مشاركة الالاف من النساء غير المعروفات في الثورة سواء من خلال حمل السلاح او المساهمة في شبكة نقل الاسلحة و الوثائق والمؤونة وايضا كفاح النساء في المحتشدات وفي مخيمات تونس والمغرب. كما ابرزالمتدخلون مساهمة المراة في المظاهرت و الاضرابات خاصة مظاهرات 11 ديسمبر1960 التي سقطت فيها العديد من الشهيدات. و اعتبروا ان مرحلة (1962-1980) لم تعرف حركة نشيطة لكتابات تخص نضال المراة حيث كان الحديث عن النضال بصفة عامة. و في مطلع الثمانينات ظهرت كما أوضحوا كتب تتحدث عن مشاركة المراة لكنها لا تغدوا عن كونها اما سردية تتحدث عن السيرالذاتية اوروايات مبنية على ذكريات الطفولة اثناءالحرب ماعدا كتاب واحد و هو عبارة عن بحث جامعي أعدته دانيال جميلة مين التي حاولت من خلاله إعطاء صورة موضوعية عن المشاركة الكثيفة للجزائريات في الكفاح على جميع المستويات. وانتهى اللقاء بالدعوة إلى مساهمة الكتاب و المؤرخين والصحافيين في جمع شهادات الذين عاشوا احداث الثورة و ساهموا في الكفاح قبل ان تدركهم المنية مبرزين مدى اهمية ان تعرف الاجيال القادمة تاريخها. و كانت الصحافية حفيظة عمير قد أصدرت في 2011 كتاب "حياة من أجل الجزائر"الذي تناولت فيه جانب من حياة و نضال اني ستينر.