ألحت توصيات ندوة "الرياضة و الطفل في العالم العربي" التي اختتمت بعد ظهر اليوم الأربعاء بسطيف على إدراج مادة "التربية النفسية الحركية" في البرامج الدراسية بداية من الطور الابتدائي. وقد استقطب موضوع التربية النفسية الحركية "غير المعروفة بالشكل الكافي" في العالم العربي اهتمام المشاركين في هذا الملتقى الذين رافعوا من أجل "إدراج هذا التخصص في برنامج تدريس تلاميذ الطور الابتدائي". وأكدت البروفيسورة، حياة البصري تواري، وهي من المختصات القليلات في التربية النفسية الحركية في الجزائر أن هذا التخصص يسمح للطفل بأن "يسكن جسمه" و أن "ينفتح على العالم الخارجي دون صعوبات". و نالت أهمية هذا التخصص بالنسبة لنمو حيوي للأطفال قسطا وفيرا من الشرح من طرف هذه الأخصائية في التربية النفسية الحركية التي أبرزت بالمناسبة "دور التربية النفسية الحركية الجيدة في انفتاح الأطفال و في اكتشاف مواهب رياضية واعدة". وأضافت البروفيسورة البصري تواتي أن الأمر يتعلق بنظام تربوي "ذي فعالية و نجاعة" سيسمح للمربين باحترام إيقاع الطفل بعيدا عن كل اشكال الضغط البدني مشيرة الى "ضرورة الإسراع" في إرساء إستراتيجية حقيقية لتنمية و تطوير هذا التخصص عبر جميع البلدان العربية. وأوضحت ذات الممارسة في هذا السياق أن برنامجا للتكوين شبه الطبي في تخصص التربية النفسية الحركية "سيشرع فيه لأول مرة في الجزائر" و ذلك في سبتمبر المقبل مضيفة أن هذا البرنامج التكويني المفتوح أمام الحائزين على شهادة البكالوريا سيستفيد من تجارب معهد إعاقة دولية و معهد التربية النفسية الحركية لتولوز (فرنسا). و أبرز التوصيات التي قرئت في ختام هذا الملتقى العلمي "حتمية إعادة تفعيل دور الأسرة في ترسيخ ثقافة حقيقية للتربية الرياضية لدى الأطفال". و أشار المشاركون في هذه الندوة أن أولياء التلاميذ المهيكلين في جمعيات "مدعوين إلى التدخل باقتراح صيغ للممارسة البدنية تتوافق مع ميول و استعداد أطفالهم". وتضمنت التوصيات كذلك "ضرورة أخذ المعايير الدولية" في انتقاء و توجيه الشباب الموهوبين بعين الاعتبار إلى جانب إلحاح المشاركين في هذا اللقاء على وضع و إرساء برنامج للتربية البدنية موجه لأطفال التحضيري. و اعتبر المشاركون أن إنجاز مدارس رياضة دراسة و كذا ثانويات رياضية من شأنها أن تمكن من ترقية النشاط البدني الرياضي لدى الأطفال في العالم العربي. للتذكير، فإن هذا الموعد العلمي الذي دام يومين نظم من طرف وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع جامعة الدول العربية و أشرف على افتتاحه أمس الثلاثاء وزير الشباب و الرياضة السيد الهاشمي جيار .كما شارك فيه مندوبون عن 13 بلدا عربيا إلى جانب ممثل عن اليونيسيف.