اعتبر مشاركون يوم الأربعاء في ملتقى حول "الرياضة و الطفل في العالم العربي" بسطيف أن التجربة الجزائرية في مجال تنمية الممارسة الرياضية لدى الطفل تعد "نموذجا يقتدى به" لتجسيد البرنامج العربي لترقية التربية البدنية في أوساط الشباب. و أضاف ممثلو 13 بلدا عربيا شاركوا في هذا الملتقى العلمي بأن "الآليات العلمية و اللوجيستيكية" التي وضعتها الجزائر من أجل ترقية التربية البدنية لدى الطفل لا بد "أن تستلهم منها البلدان العربية الراغبة في تلقين أطفالها مبادئ الممارسة الرياضية منذ الصغر". و اعتبر في هذا السياق البروفيسور عبد الحميد بن أحمد المسعود من العربية السعودية أن "ورقة طريق مشتركة" التي سيشرع في إعدادها من طرف مجلس وزراء الشباب و الرياضة العرب من أجل تنمية و تطوير الممارسة الرياضية لدى الأطفال لا بد "أن تستلهم" من تجربة الجزائر التي حققت نتائج معتبرة في هذا الشأن. و من جهته صرح معمر عمراني مدير مركزي بوزارة الشباب و الرياضة ل (وأج) أن الأكاديميات الرياضية المنجزة عبر 40 ولاية بالبلاد مكنت من "استقطاب" أزيد من 99 ألف طفل تتراوح أعمارهم ما بين 5 و 11 سنة يمارسون مختلف التخصصات الرياضية عبر هذه الهياكل البيداغوجية و الرياضية. و ذكر نفس المسؤول الذي هو أيضا عضو باللجنة العربية لتنظيم هذه التظاهرة بان اتفاقا قد تم التوقيع عليه بين وزارتي الشباب و الرياضة و التربية الوطنية لإدراج مادة التربية البدنية في الطور الابتدائي. و أشار عمراني في هذا السياق إلى أن التربية البدنية و الرياضية تعد حاليا "مادة بيداغوجية قائمة بذاتها" عبر 3.200 مدرسة ابتدائية بالبلاد. و أفاد أيضا بأن 2.000 مربي في التربية البدنية و الرياضية تم تعيينهم للتكفل بتدريس هذه المادة عبر مجموع المدارس الابتدائية. و أكد عمراني كذلك بأن نظام "رياضة دراسة" الذي اعتمدته الجزائر لاكتشاف مواهب شابة واعدة على مستوى مؤسسات التعليم المتوسط مكن من استقطاب 16 ألف تلميذ يمارسون رياضتهم المفضلة في 17 تخصصا رياضيا مشيرا إلى مشروع إنجاز عشر ثانويات رياضية تضاف للاربع الموجودة حاليا. و أشار المشاركون الممثلون لدول عربية في مداخلاتهم إلى أنه في أغلب البلدان العربية " لا تحظى التربية البدنية و الرياضية بالاهتمام المطلوب". ففي العربية السعودية على سبيل المثال لم يحن الوقت بعد للاعتراف بالتربية البدنية و الرياضية الموجهة للأطفال كمادة أساسية في المشوار الدراسي لتلاميذ المدارس الابتدائية إذ أن 55 بالمائة من المدرسين يعتبرون أن هذا التخصص لا يحظى بالعناية اللازمة ضمن المقرر الدراسي. و من جانبه أشار البروفيسور نعمان محمد مصطفى من الأردن أن في بلده كذلك "تعاني التربية البدنية على الرغم من دورها الهام في تنمية قدرات الطفل البدنية من عجز كبير في ما يتعلق بالتمويل الضروري لتنميتها و تطويرها".