توافد بعد ظهر يوم الخميس على قصر الشعب بالجزائر العاصمة مواطنون ومواطنات من مختلف الاعمار ومجاهدون وممثلو احزاب وتنظيمات شعبية ونقابية ومسؤولون في الدولة لالقاء النظرة الأخيرة على جثمان أول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة أحمد بن بلة الذي وافته المنية أمس الأربعاء عن عمر ناهز 96 سنة. وبقلوب خاشعة وعيون دامعة وقف المواطنون والمواطنات امام جثمان الرئيس بن بلة الذي كان مسجى بالعلم الوطني لقراءة فاتحة الكتاب والدعاء له بالرحمة . وبصوت حزين ينم عن الحسرة لفقدان هذا المجاهد الكبير استحضر اسقف الجزائر السابق هنري تيسي في تصريح ل "واج "ذكرياته مع المرحوم حيث قال بانه تعرف عليه قبل اعتقاله اثناء الثورة التحريرية" مشيرا الى انه "عايش معظم الاجراءات التي اتخذها الرئيس بن بلة بعد الاستقلال ومنها على وجه الخصوص تأميم الاراضي التي كانت تابعة للمعمرين الفرنسيين في الجزائر". واضاف اسقف الجزائر السابق أن الرئيس احمد بن بلة كان يحضر المناقشات التي كانت تجرى في نادي السنيما بالجزائر العاصمة مسجلا تواضع المرحوم . ومن جهته اكد عبد القادر نور اول مدير للاذاعة الوطنية بعد الاستقلال بان الجزائر فقدت اليوم احد رموز الثورة التحريرية واحد العمالقة الذين قادوا هذه الثورة التي انتزعت الاستقلال من ايادي الاستعمار. وبعد ان ذكر المتحدث بان المرحوم كان "يتميز بالتواضع " قال ان الرئيس بن بلة قد شجعه على العمل من اجل اقناع الطلبة الجزائريين بمصر بالالتحاق بالثورة المظفرة. وبدوره اكد فاتح الربيعي رئيس حركة النهضة ان "الجزائر فقدت اليوم رمزا قدم تضحيات جسام ولقن المستعمر درسا في التضحية والفداء" مشيرا الى ان المرحوم "لم يدخر اي جهد من اجل بلده في الداخل وفي المحافل الدولية". واوضح رئيس حركة النهضة ان فقدان الرئيس احمد بن بلة " لايعد خسارة للجزائر فقط بل لافريقيا التي فقدت احد حكمائها وكذا العالم العربي والاسلامي والشعوب التواقة للحرية والعدل". ومن جهة اخرى اكد العديد من المواطنين والمواطنات ان اسم الرئيس الراحل احمد بن بلة يذكرهم "التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب الجزائر من اجل انتزاع الحرية وكذا الايام الاولى لاستقلال الجزائر بعد تقديم فاتورة غالية الثمن تتمثل في مليون ونصف مليون من الشهداء".ومن المنتظر ان تقام ليلة اليوم بقصر الشعب سهرة تأبينية على روح الفقيد الراحل احمد بن بلة بحضور افراد عائلته على ان يوارى جثمانه يوم بعد صلاة الجمعة بمربع الشهداء بمقبرة العالية.