ششُيّع جثمان المجاهد لخضر بن طوبال، آخر الباءات الثلاثة التاريخية، أمس إلى مثواه الأخير، بمربع الشهداء في مقبرة العالية، في جو جنائزي مهيب، وقرأ تأبينيته وزير المجاهدين شريف عباس، الذي أمل أن تكون مذكرات المرحوم زيادة فضل في موسوعة تاريخ البلاد، بينما أكد وزير الداخلية دحو ولد قابلية أن مذكرات بن طوبال ليس فيها ما يثير الجدل حول الحقائق التاريخية· دُفنت بالأمس شمعة ثقيلة من الشموع التاريخية لحرب التحرير، بعد أن أُلقيت آخر نظرة على فقيد الأسرة الثورية والجزائر من طرف أحبائه وكبار الدولة ورفقاء السلاح وحتى من الجيل الجديد من الشباب، وذلك في مقر المنظمة الوطنية، ثم نقل إلى مقبرة العالية التي عجت بالمئات من المواطنين ورجال الدولة، يتقدمهم رئيس البرلمان عبد القادر بن صالح، ورئيس الغرفة السفلى عبد العزيز زياري، والوزير الأول أحمد أويحيى، ووزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم، وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، علاوة على وجوه وزارية عديدة حالية وسابقة، منها وزير التضامن سعيد بركات، ووزير العمل الطيب لوح، بالإضافة إلى شخصيات سياسية وتاريخية على غرار رئيس الجمهورية الأسبق الشاذلي بن جديد، علي كافي، ورؤساء حكومات سابقين من بينهم مولود حمروش، علي بن فليس وبلعيد عبد السلام، كما حضرت أيضا شخصيات عسكرية سابقة مثل الجنرال خالد نزار وعبد السلام بوشارب، ورئيس التشريفات مختار رقيق، وشقيق الرئيس، سعيد بوتفليقة· وفي الكلمة التأبينية التي ألقاها وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، قال إن الجزائر فقدت أحد أبرز الشخصيات التي فجرت ملحمة الفاتح نوفمبر 4591، مضيفا أن الراحل كان مثالا في حب الوطن، حيث لم يتأثر لا بالنوازع ولا بتغير الأحوال، وعبر الوزير عن أمله في أن يتم نشر مذكرات البطل لخضر بن طوبال ''نأمل أن ترى مذكراته النور ويطلع عليها الأجيال كما كان يرغب''· أما دحو ولد قابلية وزير الداخلية والجماعات المحلية، فقال أن لخضر بن طوبال كان يملك شخصية قوية ومنضبطة، مشيرا إلى أن الفقيد التحق بالحركة الوطنية منذ أربعينات القرن الماضي، حيث عمل فيما بعد إلى جانب عبد الحفيظ بوصوف، موضحا أن مذكراته ليس فيها ما يستدعي الجدل·من جهته، قال نجل الفقيد السيد خالد بن طوبال ''أن والده كان يتألم كثيرا لما عرفته الجزائر مؤخرا، وألمه الأكبر كان عجزه عن التغيير''، موضحا بأن مذكراته ستنشر في الوقت المناسب·