أكد رؤساء الأحزاب السياسية يوم الخميس خلال التجمعات الشعبية بولايات الوطن في إطار الحملة الخاصة بالتشريعيات على أهمية الاستحقاق القادم الذي هو محل أنظار العالم لملاحظة مدى نجاحه في "إحداث التغيير" و "تعزيز الاستقرار". وفي هذا السياق أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم بجيجل أن "كل أنظار العالم موجهة نحو الجزائر" وتلاحظ "ما إذا كانت البلاد ستنجح في إحداث التغيير الذي يتطلع إليه الشعب". وأضاف بلخادم خلال تجمع شعبي أن "الكل ينتظر ويترقب ما إذا كانت البلاد ستفلح في بلوغ ذلك بطريقة سلمية ومن خلال صناديق الاقتراع" أو "أن البلاد ستنساق إلى وضعية متوترة ومضطربة على غرار العديد من البلدان العربية". وفي هذا السياق أشار الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني إلى أن الموعد الانتخابي المقبل "برهاناته الحاسمة لمستقبل البلاد" مختلف عن المواعيد التي سبقته. واوضح أن الشعب الجزائري "قد نجح بفضل وعيه ونضجه في استخلاص دروس الفترة المضطربة التي عاشتها البلاد في سنوات التسعينيات" و "ليس على استعداد للدخول مجددا في حالة لا استقرار أو المجازفة" . ومن مستغانم دعا رئيس حزب الكرامة السيد محمد بن حمو بمستغانم الأحزاب السياسية إلى "ترك الخلافات جانبا وجمع الشمل والتجند ل 10 ماي القادم لتفويت الفرصة على أعداء الجزائر من الخارج". وأوضح بن حمو خلال تجمع شعبي أنه ينبغي "على الأحزاب أن تجمع الشمل في هذه الظروف المصيرية لتفويت الفرصة على الأعداء من الخارج الذين يريدون تقسيم الجزائر". وبولاية سوق أهراس فقد دعا رئيسا كل من حركتي الإصلاح والنهضة وهما حملاوي عكوشي وفاتح الربيعي في تجمع شعبي المتخوفين من التدخل الأجنبي في الجزائر إلى تقوية الجبهة الداخلية من خلال إعادة بناء مؤسسات الدولة بناء سليما من خلال انتخابات شفافة حرة ونزيهة . واشار المتدخلان إلى أن البعض يريد توريط المؤسسة العسكرية ويريدها أن تتحمل أخطاء الأحزاب السياسية لكن هذه المؤسسة تبقى حامية للحدود والشعب. أما رئيس حركة مجتمع السلم السيد بوجرة سلطاني فقد أوضح في تدخله بنفس التجمع الذي حضره رؤساء أحزاب (تكتل الجزائر الخضراء) أن "الجزائر واسعة وبحاجة إلى إعادة تقسيم جديد ليس سياسيا ولا جغرافيا بل تقسيما يقوم على البعد التنموي". واضاف سلطاني أن محورا من برنامج هذا التكتل يقترح "زيادة عدد الولايات وتصنيفها حسب مميزات وطاقات كل ولاية سواء فلاحية أو سياسية أو تجارية أو خدماتية والتخفيض من عدد الدوائر". كما حث بدوره رئيس الحزب الوطني للتضامن والتنمية محمد شريف طالب خلال تجمع شعبي بسيدي بلعباس الناخبين على التصويت في تشريعيات 10 ماي القادم لصالح المترشحين الذين تتوفر فيهم "الكفاءة والنزاهة" مشيرا الى أن الجزائر ستنتقل بعد هذا الاستحقاق الانتخابي من "الشرعية الثورية إلى الشرعية الدستورية". وقال طالب أن حزبه يملك "رؤية مستقبلية ولا يستعمل ورقة الإسلام للوصول إلى البرلمان". ومن جهته أكد رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي بولاية خنشلة أن فرصة التغيير قد حانت ليستعيد الشعب الجزائري سلطته و أن يعتمد على نفسه فيما يراه مناسبا له من لبناء دولة قوية وديمقراطية نابعة من إرادته السياسية دون تدخلات و لا إملاء من الخارج. وأعتبر أن مقاطعة الانتخابات التشريعية المقبلة تشكل "موقفا سلبيا وفرصة لفتح باب التزوير أمام الانتهازيين". و أضاف السيد تواتي خلال تجمع شعبي أن التصويت الحر هو "الخيار الأفضل لممارسة حق المواطنة" معتبرا في هذا السياق " أن بناء الدولة لا يكون بالنخبة بل بإرادة وسلطة الشعب و سيادته في اختيار من يتولى تسيير شؤون بلاده". أما رئيس حزب عهد 54 علي فوزي رباعين فقد أكد في تجمع شعبي بولاية المسيلة أنه في حال فوز تشكيلته السياسية في الانتخابات التشريعية المقبلة يعمل على وضع منظومة قانونية "تعيد النظر في توزيع ثروات البلاد على الشعب الجزائري لاسيما الشباب منه ". و أرجع المتحدث الوضعية المعيشية المتدهورة لأغلب فئات الشعب إلى سوء توزيع ثروات البلاد داعيا الجميع إلى ضرورة أخذ زمام المبادرة من أجل التغيير و ذلك عن طريق الإقبال المكثف على صناديق الاقتراع في ال10 ماي القادم واختيار قوائم حزب عهد 54 الذي يعمل وفقا للإرادة الشعبية.وفي هذا السياق اعتبر السيد رباعي التقاعس لدى فئات الشباب على الإقبال على الانتخابات ناتج عن ظروف موضوعية غير أنها -كما أضاف- "مصطنعة" من طرف من يريدون استمرار الوضع الحالي للحفاظ على مصالحهم .